محمود الجمل "بدّل" أكثر من 1000 كيلو من القاهرة إلى أسوان عشان يشوف "الحياة بالعجلة".. الرحلة استغرقت 14 يومًا وأعاد خلالها اكتشاف جمال مصر

الرحالة المصرى محمود الجمل يحمل أمتعته

كتبت سارة درويش

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 09:11 م

"عمرى ما حسيت الحرية الكاملة غير وأنا على الطريق لوحدى فوق العجلة، بحس إنى مالك الدنيا ومش شايل أى هم"، من أجل هذا الشعور أمضى "محمود الجمل" الشاب العشرينى 8 أشهر من التدريب على قيادة الدراجات، و6 أشهر إضافية لإقناع أهله بالسفر وحده على متن دراجته فقط من القاهرة إلى "سانت كاترين"، قاطعًا أكثر من 650 كيلومترًا فى 6 أيام، يعيد خلالها اكتشاف الحياة "من وجهة نظر عجلة"، ولكن الرحلة الأولى لمحمود لم تشبع تعطشه إلى السفر ورغبته فى إعادة استكشاف مصر "اللى أكبر من القاهرة" حسب تعبيره، بل أججت رغبته فى تكرار التجربة، وهو ما حدث بالفعل فى رحلة أكبر هذه المرة استغرقت 14 يومًا، قطع خلالها أكثر من 1000 كيلو متر ليصل من القاهرة إلى أسوان، اكتسب خلالهم آلاف الخبرات وتعرف خلالها على ثقافات متباينة، وتذوق متعة استكشاف الاختلافات بين البشر.

ضحكة ممزوجة بتنهيدة طويلة تكون رد الفعل الأول لمحمود حين تسأله عما تغير فى شخصيته بعد هذه الرحلة ويقول "ياااااااااااه حاجات كتير، عرفت المعنى الحقيقى للتوكل على ربنا وعرفت إنى طول ما بحاول هوصل أكيد مهما كنت تعبان"، يسرح بذاكرته ويضيف "بقيت مؤمن إنه مش لازم أبدًا مهما حصل نفقد الأمل، وكمان عرفت قد إيه مصر مليانة خير وناسها لسه كويسين".

قام "محمود" حتى الآن برحلتين ولكنه لا يزال يخطط للمزيد من المغامرات، بعد أن نجح فى هزيمة مخاوفه الأولى من التعرض لقطاع طرق أو لصوص، أو حتى دخول مناطق محظورة حذره الكثيرون من أهلها واكتشف فيما بعد أن كل ما يحكيه الناس عنهم خطأ، جرب خلال الرحلتين السفر بالدراجة على الطريق الصحراوى الذى يعتبره صاحب المتعة والمغامرة الأكبر، والزراعى الذى منحه التجارب والخبرات الأكثر، ولا يزال يحلم بالكثير، مؤكدًا أن "مصر لسه فيها حاجات كتير تتشاف" مناشدًا الشباب "اخرجوا برة القاهرة وشوفوا مصر"، أما حلمه الأكبر هو أن يخوض مغامرة مماثلة ويذهب لأداء العمرة على الدراجة.