يقرأون الآن.. بهاء طاهر يعيش مع "الثورة التائهة" وصراع اللحية والخوذة والميدان

الكاتب الكبير بهاء طاهر يقرأ "الثورة التائهة"
الكاتب الكبير بهاء طاهر يقرأ "الثورة التائهة"
كتب بلال رمضان
يقول أديب نوبل العالمى نجيب محفوظ فى رائعته "ثرثرة فوق النيل" على لسان الأستاذ أنيس زكى، الموظف بوزارة الصحة، ولى أمر العوامة، ووزير شئون الكيف، فى إحدى لحظات التجلى: من يا ترى الرجل الذى قال إن الثورات يدبرها الدهاة وينفذها الشجعان ثم يكسبها الجبناء؟.

فبعد ثلاث سنوات مرت على ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، ما زال هناك العديد من المهمومين بها، يبحثون فى الطرقات بحثًا عن ملامحها، وأهدافها، عن ثورة "تائهة" بين الصراعات المختلفة.

وهكذا فإن شأن المثقف، الباحث عن الحقيقة، أن يعرف ما الذى حدث، ولماذا حدث؟، لذا فليس من العجيب أن نجد كاتبنا الكبير بهاء طاهر، يقرأ "الثورة التائهة" للكاتب عبد العظيم حماد، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الأهرام الصادر عن مركز المحروسة للنشر، وفيه يقدم ما يشبه الشهادة على المرحلة الانتقالية ويقول: إن «ثورة 25 يناير... لم تقم فقط من أجل تعديل دستور ولا من أجل طريقة انتخاب رئيس وتحديد فترة رئاسته... قامت من أجل تجديد مصر - مجتمعًا ودولة - تجديدًا كاملاً وشاملاً» عبر تأسيس دولة مؤسسات ديمقراطية حديثة تنظم العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتستوعب قيم العصر.

ويرى كاتبنا الكبير بهاء طاهر أن أهم ما يميز هذه الشهادة، هو أن "حماد" يوثق معلوماته الواردة فى الكتاب، فلا تكون مرسلة هكذا، وعلى القارئ أن يصدقها أو يكذبها، ويعتبر بهاؤنا الطاهر "عبد العظيم حماد" من أنجب تلاميذ الأستاذ هيكل، لما يتمتع به من أسلوب رشيق فى سرد المعلومات، فلا يتلبس شخصية المحلل السياسى، الذى يتخذ من المصطلحات السياسية منبرًا يعلو به على القارئ، كما أنه لا يكتب إلا عما يعرفه، وعاصره بنفسه، فيحكى عن المشكلات التى صادفت الثورة فى تلك الفترة، وتعرف منه أن الثورة بالفعل كانت تائهة، وأن كل العناصر لم يكن بينها أى تنسيق، سواءً بين الميدان، أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو القوى السياسية.

ويوضح «حماد» فى كتابه الذى حمل عنوانا فرعيا هو «صراع الخوذة واللحية والميدان.. رؤية شاهد عيان» أن دور الدولة الحديثة أكبر من استخدام السلطة «لإدخال المواطنين الجنة وإبعادهم عن النار فى الآخرة» وإنما توفير الحياة الكريمة للمواطن وحماية أمنه فى الداخل وضمان قوة الوطن بحماية حدوده.

ويستبعد «حماد» أن يكون للجيش دور سياسى مستندا لقول قائد عسكرى سابق: أن الجيش المصرى «ليس انقلابيا لأنه يعلم أن احترام الشرعية ضرورة قصوى من ضرورات الأمن القومى» ويستشهد بتمرد قوات الأمن المركزى عام 1986 ووقوع البلاد فى قبضة وزير الدفاع انذاك المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى التزم بحماية الشرعية ولم يقم بانقلاب للاستيلاء على الحكم.

والكتاب الذى يقع فى 194 صفحة متوسطة القطع ويهديه المؤلف لكثيرين منهم رمزا الثورة فى مصر وتونس "خالد سعيد ومحمد بوعزيزى".. «والى شهداء الثورة فى مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن والبحرين».

ويقول حماد الذى كان قريبا من دوائر صنع القرار بحكم رئاسته تحرير (الأهرام) فى تلك الفترة: إن «الثورة الشعبية.. بطليعتها الشابة وانضمام 18 مليون مواطن إليها فى جميع المحافظات جاءت لتكسر القطبية الثنائية.. بين النظام الأوليجاركى الحاكم (نظام الأقلية) وبين جماعة الإخوان المسلمين وسائر تنويعات الإسلام السياسى» موضحا أن أسباب النجاح توفرت للثورة فى بداياتها ولكنها أصبحت تائهة.

ويلخص «هذا التيه» فى ما انتهت إليه الأمور إلى الآن - إذ يرى أن الثورة لم تفرض قيمها أو تشرع فى إقامتها ولم تحقق الأهداف التى رفعتها طوال 18 يوما من الحشود الجماهيرية الغاضبة ذات التوجه الوطنى والإنسانى فلم ترفع مطالب طائفية ولم تفرق بين الرجل والمرأة «وانتهت بتسلم جماعة تقليدية زمام الأغلبية الشعبية والسلطة» مضيفا أن هذا الصعود جزءٌ من التيه أيضا إذ لا سبيل أمام السلطة الجديدة «على أحسن الفروض» إلا منهج التجربة والخطأ.

ويرصد ما يعتبره مفارقة بين مفجرى الثورة وحاصدى ثمارها.. فجماعة الإخوان التى عانى أعضاؤها السجن والمطاردة «لم تكن هى القوة التى زلزلت أركان نظام مبارك فهى كانت تعمل ضده أحيانا وتنسق معه أحيانا... أما الذين زلزلوا أركان النظام ومهدوا للثورة فهم القوى الحديثة» ومنها حركة استقلال القضاء وحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات ومنظمات حقوق الإنسان وحركة (كفاية) التى دعت منذ نهاية عام 2004 لعدم التجديد لمبارك وعدم توريث الحكم لابنه جمال.

ويتساءل «كيف تسربت الثورة» من أيدى هذه القوى الاجتماعية والفكرية لتسلم مصيرها إلى المجلس العسكرى وجماعة الإخوان «والقوة الاجنبية صاحبة الكلمة فى شئون مصر» دون أن يسمى هذه القوة الأجنبية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

كثافات مرورية أعلى كوبرى أكتوبر بسبب عمليات تبريد حريق سنترال رمسيس.. صور

خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس


مصرع 79 شخصا وإصابة 140 بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة فى باكستان

حبس السائق المتسبب فى حادث مصرع طالبة وإصابة 11 بالشرقية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع محافظات الجمهورية


رؤية شاملة لقانون الأحوال الشخصية للكنائس.. حماية حقوق الطفل وأهمية الأسرة في التبنى.. مراحل تحضيرية وضمانات قانونية في الخطوبة والقائمة.. والتوازن بين الشرع والعدالة الاجتماعية في قضايا الميراث

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

الزمالك يجهز بدائل شلبى والزنارى بعد رحيلهم فى صفقة ربيع

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

سيدة تطالب زوجها بنفقة 50 ألف جنيه بعد شهر زواج بمصر الجديدة.. التفاصيل

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

أحمد ياسر ريان: رحلت عن سيراميكا بسبب أزمة مالية ولدى الأمل فى العودة للأهلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى