بالصور..آثار مصر تستغيث.. القاهرة الفاطمية مأوى للباعة الجائلين.. ومتحف الفن الإسلامى يحتاج 4 سنوات لترميمه.. وسور مجرى العيون وقناطر بن طولون يتحولا لمقلب قمامة..وجبانة المماليك يحتلها أهالى المنطقة

الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع
الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع
كتبت آلاء عثمان
تتعرض الآثار المصرية يوميًا للكثير من التعديات، والانتهاكات، المقصودة، وغير المقصودة، الناتجة عن بعض الأشخاص، الذين لا يقدرون قيمة الأثر، أو معناه الحضارى، والتراثى، وما يمثله لمصر من ثروة أثرية، وحضارية.
جانب جبانة المماليك
جانب جبانة المماليك

وليست تعديات البشر على الأثر هى كل شىء، فهم ليسوا وحدهم الجناة، فتقاعس المسئولين أيضًا عن إنقاذ الآثار من الإهمال، والتعديات، تعتبر جريمة أخرى فى حق بلد من أكثر البلاد تمتعًا بالآثار.
القاهرة الفاطمية
وإذا توقفنا قليلا لرصد حجم التعديات على الآثار فى محافظة القاهرة الكبرى وحدها، سنتفاجأ بحجم الإهمال، الذى طالها، إذ نجد أن منطقة القاهرة الفاطمية بأكلمها تعانى من سوء اهتمام، وغفلة واضحة من سكان المنطقة، ومن المسئولين عنها، وهو الأمر المؤسف للغاية، أن تتعرض قاهرة المعز، التى أسسها القائد جوهر الصقلى لتكون عاصمة الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، بما تحويه من آثار إسلامية مميزة إلى هذا الحد من الإهمال.
فنجد هذه المنطقة، بداية من شارع الغورية، إلى الدرب الأحمر، فشارع سوق المغربلين، وشارع سوق السلاح، وهى شوارع غنية بالآثار الإسلامية الشاهدة على فترات تاريخية مهمة فى عمر البلد، تتحول إلى أسواق تجارية، وأماكن لبيع الخضار، والملابس، بفضل انتشار الباعة الجائلين.
ولا يتوقف الأمر عند احتشاد الباعة فى هذه الشوارع التاريخية، بل وصل الاستخفاف بالآثار إلى حد يجعلهم يعرضون بضاعتهم ويعلقوها على المبانى الأثرية، وهذا الوضع نراه على جدران قبة الغورى، وجامع الفكهانى، أحد الآثار الفاطمية أنشأه الخليفة الفاطمى الظافر بنصر الله، عام 1148م، بشارع الغورية.
جانب من جبانة المماليك
جانب من جبانة المماليك

وكذلك سبيل محمد علىّ، الذى أنشأه محمد على باشا كصدقة على روح ابنه طوسون، مسجد المؤيد شيخ، وهى كلها أماكن أثرية، استغل الباعة الجائلون صمت المسئولين، واتنفعوا بها، وافترشوا أمامها بضائعهم، وعلقوا على المفروشات، والملابس.
وفى شارع سوق المغربلين نجد جامع الصالح طلائع، وهو ثالث مسجد معلق فى العالم، وقد طالته يد الإهمال أيضًا، وتعرض للغرق فى المياه الجوفية، حيث تنضح المياه الجوفية من الحوائط وتخترقها، وتتسرب للخارج، وهو ما قد يهدد سلامة المسجد، وقد ينبئ بسقوطه.
كما تحيط به القمامة من كل تجاه، إضافة إلى التراب الكثيف فى ساحته الداخلية، وعلى أسواره الخارجية يتنشر البائعة الجائلون، فيفقدون الجامع مظهره الآثرى.
ولم يختلف الأمر كثيرًا فى شارع الدرب الأحمر، وما يضمه من آثار إسلامية مثل مدرسة أم السلطان شعبان، وجامع الماردانى الذى وقع عليه تعدٍ من نوع آخر، إذ استغل أحد سكان المنطقة الانفلات الأمنى، وغياب المسئولين، وقام ببناء عمارة سكنية منتهكًا حرمة المسجد، ومتخطيًا قانون منع التعدى على المناطق الأثرية.
جانب آخر من جبانة المماليك
جانب آخر من جبانة المماليك

ويمكننا القول بأن منطقة القاهرة الفاطمية جميعها تتعرض للتشويه، والتعديات، فى غفلة من المسئولين، وجهل المواطنين.
متحف الفن الإسلامى
وإذا انتقلنا لعرض تعديات أخرى لحقت بالأماكن الأثرية، نتذكر حادثة تفجير مديرية أمن القاهرة، وأصيب على متحف الفن الإسلامى بالقاهرة بالضرر، إثر هذه التفجيرات التى وقعت أمام مبنى المديرية، إذ يقع مبناها فى مواجهة المتحف.
وكانت خسائر المتحف الذى يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، فادحة، حتى إن الانتهاء من عملية ترميم المتحف تستغرق أربع سنوات، مما يدل على حجم الدمار الذى لحق بالمتحف الذى يعد أكبر متحف إسلامى فى العالم، حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع
الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع

ليست هذه الآثار التى تعرضت للتخريب، إذ نرى سور مجرى العيون بمنقطة آثار مصر القديمة، شامخًا أمام عوامل الزمن، وتعديات الأهالى الذين حولوه من مجرى مائى وأثر إسلامى له قيمته التاريخية، إلى مقلب للقمامة، ومأوى للبلطجية ليلًا، وحظائر للحيوانات، وهى المأساة المستمرة التى يتعرض لها السور يوميًا، فأصحاب المدابغ يلقون القمامة حوله مساء وتنظفه المحافظة صباحًا، فيعود أصحاب المدابغ فى نفس اليوم مساء يلقون القمامة فتنظفه المحافظة من جديد، ويبدو أن هذا الوضع لن ينتهى أبدًا.

سور مجرى العيون
وسور مجرى العيون بناه السلطان صلاح الدين أيوب، وطوله يصل إلى حوالى 800 متر، ثم أقام له السلطان الغورى خلال حكمه مأخذًا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة، وكان ينقل مياه النيل إلى قلعة صلاح الدين عن طريق أنابيب رفع، هذا السور التاريخى تتجاهله الدولة اليوم، بعد أن كان مقررًا له إعادته إلى سابق عهده كأقدم سور تاريخى ووضعه على خريطة السياحة العالمية.
المياه الجوفية تعرض مسجد الصالح طلائع للخطر
المياه الجوفية تعرض مسجد الصالح طلائع للخطر

وكان من المفترض يتم نقل "المدابغ" إلى مكان آخر، وتنفيذ مشروع يشمل ترميم الأجزاء المتهدمة منه وإحياء السواقى بالإضاءة والليزر، وإقامة الحدائق والاستراحات، والمطاعم والكافيهات، والكبارى المعلقة، إلى جانب مرسى على النيل يربطه بالمناطق السياحية الأخرى، لكن توقفت فجأة كل المشاريع الموضوعة له، ليبقى السور كما هو مقلبًا للقمامة ومأوى للبلطجية والحيوانات الضالة، كما أن هذه القمامة، عبارة مخلفات كيماوية تجرى فى شبكة مجارى السور، غير المؤهلة لتحمل هذه المواد، مما يصيب شبكة المجارى بالتلف.

قناطر أحمد بن طولون

وقناطر بن طولون، الموجودة بمنطقة بئر السلطان، فى البساتين، والتى تعرف أيضا بسقاية بن طولون، وسور بن طولون، وهى مجرى عيون تبدأ من منطقة بئر أم السلطان فى البساتين، وتنتهى عند جامع سيدى عقبة، وهى تعانى أيضًا من الإهمال والقمامة.

وتتبع القناطر إداريًا آثار مصر القديمة ومسجلة كأثر برقم 306 ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن 3هـ ، 9م فى عصر الدولة الطولونية، وقد أحاط بالسور الآن أكوام القمامة التى غطت أجزاء منه، بالإضافة إلى تهدم بعض أجزاءه، نتيجة الإهمال وعدم وعى الناس فى المنطقة بقيمته التاريخية.

جبانة المماليك

جبانة المماليك تلك المنطقة الأثرية المهمة التى تغيرت معالمها لعدم التفات المسئولين إليها بدعوى أنها لا تدخل فى نطاق مدينة القاهرة التاريخية، فتغيرت معالمها نتيجة أعمال هدم وبناء وارتفاعات كادت أن تطمس ملامحها، وتختفى وسطها قبابًا كانت بالماضى عالية شاهقة، نتيجة لاحتلالها من قبل سكان المقابر.
صورة لمسجد الصالح طلائع من الداخل
صورة لمسجد الصالح طلائع من الداخل

وكانت وزارة الآثار استقبلت ست مشاريع من مكاتب استشارية لتحويل منطقة "جبانة المماليك" إلى منطقة تراثية سكنية وتطويرها وتنميتها مرفقيًا وخدميًا وعمرانيًا ومجتمعيًا وثقافيًا وتراثيًا وسياحيًا، وذلك من أجل وضعها على قائمة التراث العالمى وبرنامج المزارات السياحية وخريطة السياحة العالمية، ولاقت الفكرة قبولا واسعًا لدى علماء الآثار، والعاملين بالوزارة، إلا أن المشروع مازال معلقا.

القمامة أمام سور مجرى العيون
القمامة أمام سور مجرى العيون
ويمكننا القول إن هذه الأماكن الأثرية، ليست هى كل شىء، بل هناك العديد من الأماكن الأخرى فى مختلف محافظات الجمهورية، تعانى الإهمال، وتستغيث لرفع التعديات عنها، ولا مجيب، وهو أمر محزن للغاية، أن تتحول البلد التى تضم بين ربوعها أكثر آثار العالم، تتحول آثارها لمأوى للمخلفات، والباعة الجائلين، والإهمال.











Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

الأهلى يبحث عن تصحيح المسار الليلة أمام فاركو بالدوري المصري

منتخب الشباب يلاقي المغرب في الودية الثانية اليوم استعدادا للمونديال

الزمالك يختتم استعداداته لمواجهة المقاولون بالدورى

البنك الأهلى يخشى اليوم مفاجآت الظهور الأول لحرس الحدود بالدورى


أحمد العطار يعود للساحة الفنية بكليب "تعالى" بعد غياب سنوات

مصر تعود لقلب أفريقيا.. تخصيص 5 آلاف فدان لمزارعين مصريين فى كينيا.. اتحاد العمال يطلق مشروعا زراعيا مصريا ضخما فى نيروبى.. عيد مرسال يكشف: تسهيلات لسفر العمال وتأمينهم ومتابعتهم دون أى عائد مادى للنقابة

مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

بلال محمد: جنات سجلت "من الليلة" من أول تيك

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا


39 عاما على البرىء.. عندما قال نور الشريف "السيناريو ده مايعملوش إلا أحمد زكى"

غدا.. النقل تبدأ برنامج التدريب المجانى لتأهيل سائقى الأتوبيسات والنقل الثقيل

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

مدرب شيكو بانزا السابق: اللاعب إضافة قوية للزمالك وقادر على التألق فى مركز الجناح

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى