بالصور.. آثار مصر تستغيث.. القاهرة الفاطمية مأوى للباعة الجائلين

جانب جبانة المماليك
جانب جبانة المماليك
كتبت آلاء عثمان
تتعرض الآثار المصرية يوميًا للكثير من التعديات، والانتهاكات، المقصودة، وغير المقصودة، الناتجة عن بعض الأشخاص الذين لا يقدرون قيمة الأثر، أو معناه الحضارى، والتراثى، وما يمثله لمصر من ثروة أثرية، وحضارية.
	جانب جبانة المماليك
جانب جبانة المماليك

وليست تعديات البشر على الأثر هى كل شىء، فهم ليسوا وحدهم الجناة، فتقاعس المسئولون أيضًا عن إنقاذ الآثار من الإهمال، والتعديات، تعتبر جريمة أخرى فى حق بلد من أكثر البلاد تمتعًا بالآثار.

القاهرة الفاطمية

وإذا توقفنا قليلا لرصد حجم التعديات على الآثار فى محافظة القاهرة الكبرى وحدها، سنتفاجأ بحجم الإهمال، الذى طالها، إذ نجد أن منطقة القاهرة الفاطمية بأكلمها تعانى من سوء اهتمام، وغفلة واضحة من سكان المنطقة، ومن المسئولين عنها، وهو الأمر المؤسف للغاية، أن تتعرض قاهرة المعز، التى أسسها القائد جوهر الصقلى لتكون عاصمة الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، بما تحويه من آثار إسلامية مميزة إلى هذا الحد من الإهمال.
جانب من جبانة المماليك
جانب من جبانة المماليك

فنجد هذه المنطقة، بداية من شارع الغورية، إلى الدرب الأحمر، فشارع سوق المغربلين، وشارع سوق السلاح، وهى شوارع غنية بالآثار الإسلامية الشاهدة على فترات تاريخية مهمة فى عمر البلد، تتحول إلى أسواق تجارية، وأماكن لبيع الخضار، والملابس، بفضل انتشار الباعة الجائلين.

ولا يتوقف الأمر عند احتشاد الباعة فى هذه الشوارع التاريخية، بل وصل الاستخفاف بالآثار إلى حد يجعلهم يعرضون بضاعتهم ويعلقوها على المبانى الأثرية، وهذا الوضع نراه على جدران قبة الغورى، وجامع الفكهانى، أحد الآثار الفاطمية أنشأه الخليفة الفاطمى الظافر بنصر الله، عام 1148م، بشارع الغورية.
	جانب آخر من جبانة المماليك
جانب آخر من جبانة المماليك

وكذلك سبيل محمد علىّ، الذى أنشأه محمد على باشا كصدقة على روح ابنه طوسون، مسجد المؤيد شيخ، وهى كلها أماكن أثرية، استغل الباعة الجائلون صمت المسئولين، واتنفعوا بها، وافترشوا أمامها بضائعهم، وعلقوا على المفروشات، والملابس.

وفى شارع سوق المغربلين نجد جامع الصالح طلائع، وهو ثالث مسجد معلق فى العالم، وقد طالته يد الإهمال أيضًا، وتعرض للغرق فى المياه الجوفية، حيث تنضح المياه الجوفية من الحوائط وتخترقها، وتتسرب للخارج، وهو ما قد يهدد سلامة المسجد، وقد ينبئ بسقوطه.

كما تحيط به القمامة من كل تجاه، إضافة إلى التراب الكثيف فى ساحته الداخلية، وعلى أسواره الخارجية يتنشر البائعة الجائلون، فيفقدون الجامع مظهره الأثرى.

ولم يختلف الأمر كثيرًا فى شارع الدرب الأحمر، وما يضمه من آثار إسلامية مثل مدرسة أم السلطان شعبان، وجامع الماردانى الذى وقع عليه تعدٍ من نوع آخر، إذ استغل أحد سكان المنطقة الإنفلات الأمنى، وغياب المسئولين، وقام ببناء عمارة سكنية منتهكًا حرمة المسجد، ومتخطيًا قانون منع التعدى على المناطق الأثرية.

ويمكننا القول بأن منطقة القاهرة الفاطمية جميعها تتعرض للتشويه، والتعديات، فى غفلة من المسئولين، وجهل المواطنين.
متحف الفن الإسلامى

وإذا انتقلنا لعرض تعديات أخرى لحقت بالأماكن الأثرية، نتذكر حادثة تفجير مديرية أمن القاهرة، وأصيب على متحف الفن الإسلامى بالقاهرة بالضرر إثر هذه التفجيرات التى وقعت أمام مبنى المديرية، إذ يقع مبناها فى مواجهة المتحف.

وكانت خسائر المتحف الذى يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، فادحة، حتى إن الانتهاء من عملية ترميم المتحف تستغرق أربع سنوات، مما يدل على حجم الدمار الذى لحق بالمتحف، الذى يعد أكبر متحف إسلامى فى العالم، حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
	الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع
الإهمال يمتد لمسجد الصالح طلائع

ليست هذه الآثار التى تعرضت للتخريب، إذ نرى سور مجرى العيون بمنقطة آثار مصر القديمة، شامخًا أمام عوامل الزمن، وتعديات الأهالى الذين حولوه من مجرى مائى وأثر إسلامى له قيمته التاريخية، إلى مقلب للقمامة، ومأوى للبلطجية ليلًا، وحظائر للحيوانات، وهى المأساة المستمرة التى يتعرض لها السور يوميًا، فأصحاب المدابغ يلقون القمامة حوله مساء وتنظفه المحافظة صباحًا، فيعود أصحاب المدابغ فى نفس اليوم مساء يلقون القمامة فتنظفه المحافظة من جديد، ويبدو أن هذا الوضع لن ينتهى أبدًا.

سور مجرى العيون
	القمامة أمام سور مجرى العيون
القمامة أمام سور مجرى العيون
وسور مجرى العيون بناه السلطان صلاح الدين أيوب، وطوله يصل إلى حوالى 800 متر، ثم أقام له السلطان الغورى خلال حكمه مأخذًا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة، وكان ينقل مياه النيل إلى قلعة صلاح الدين عن طريق أنابيب رفع، هذا السور التاريخى تتجاهله الدولة اليوم، بعد أن كان مقررًا له إعادته إلى سابق عهده كأقدم سور تاريخى ووضعه على خريطة السياحة العالمية.

وكان من المفترض يتم نقل "المدابغ" إلى مكان آخر، وتنفيذ مشروع يشمل ترميم الأجزاء المتهدمة منه وإحياء السواقى بالإضاءة والليزر، وإقامة الحدائق والاستراحات، والمطاعم والكافيهات، والكبارى المعلقة، إلى جانب مرسى على النيل يربطه بالمناطق السياحية الأخرى، لكن توقفت فجأة كل المشاريع الموضوعة له، ليبقى السور كما هو مقلبًا للقمامة ومأوى للبلطجية والحيوانات الضالة، كما أن هذه القمامة، عبارة مخلفات كيماوية تجرى فى شبكة مجارى السور، غير المؤهلة لتحمل هذه المواد، مما يصيب شبكة المجارى بالتلف.

قناطر أحمد بن طولون
وقناطر بن طولون، الموجودة بمنطقة بئر السلطان، فى البساتين، والتى تعرف أيضا بسقاية بن طولون، وسور بن طولون، وهى مجرى عيون تبدأ من منطقة بئر أم السلطان في البساتين، وتنتهي عند جامع سيدي عقبة، وهى تعانى أيضًا من الإهمال والقمامة.

وتتبع القناطر إداريًا آثار مصر القديمة ومسجلة كأثر برقم 306 ويرجع تاريخ إنشائها إلي القرن 3هـ ، 9م فى عصر الدولة الطولونية، وقد أحاط بالسور الآن أكوام القمامة التى غطت أجزاء منه، بالإضافة إلى تهدم بعض أجزاءه، نتيجة الإهمال وعدم وعى الناس فى المنطقة بقيمته التاريخية.

جبانة المماليك

جبانة المماليك تلك المنطقة الأثرية المهمة التى تغيرت معالمها لعدم التفات المسئولين إليها بدعوى أنها لا تدخل فى نطاق مدينة القاهرة التاريخية، فتغيرت معالمها نتيجة أعمال هدم وبناء وارتفاعات كادت أن تطمس ملامحها، وتختفى وسطها قبابًا كانت بالماضى عالية شاهقة، نتيجة لاحتلالها من قبل سكان المقابر.
المياه الجوفية تعرض مسجد الصالح طلائع للخطر
المياه الجوفية تعرض مسجد الصالح طلائع للخطر

وكانت وزارة الآثار استقبلت ست مشاريع من مكاتب استشارية لتحويل منطقة "جبانة المماليك" إلى منطقة تراثية سكنية وتطويرها وتنميتها مرفقيًا وخدميًا وعمرانيًا ومجتمعيًا وثقافيًا وتراثيًا وسياحيًا، وذلك من أجل وضعها على قائمة التراث العالمى وبرنامج المزارات السياحية وخريطة السياحة العالمية، ولاقت الفكرة قبولا واسعًا لدى علماء الآثار، والعاملين بالوزارة، إلا أن المشروع مازال معلقا.

ويمكننا القول إن هذه الأماكن الأثرية، ليست هى كل شىء، بل هناك العديد من الأماكن الأخرى فى مختلف محافظات الجمهورية، تعانى الإهمال، وتستغيث لرفع التعديات عنها، ولا مجيب، وهو أمر محزن للغاية، أن تتحول البلد التى تضم بين ربوعها أكثر آثار العالم، تتحول آثارها لمأوى للمخلفات، والباعة الجائلين، والإهمال.
صورة لمسجد الصالح طلائع من الداخل
صورة لمسجد الصالح طلائع من الداخل

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

سيطرة بافارية على قائمة أكثر 10 لاعبين حصداً لألقاب الدوري في أوروبا

الطقس اليوم.. حار بالقاهرة شديدة الحرارة جنوبا والعظمى بأسوان 47 درجة

دراسة للمركز المصرى تشيد بالجهود المصرية لتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات.. إجراءات إصلاحية شملت إصدار وثيقة ملكية الدولة وبرنامج الطروحات الحكومية والضريبة الموحدة أبرزها.. ومبادرة لدعم الصناعة المحلية

الأهلي يحدد موعد إعلان تنصيب ريفيرو مديراً فنياً للفريق


وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

نقاط سيراميكا "عنصر القوة" فى ملف شكوى بيراميدز ضد رابطة الأندية والتظلمات

ليفربول يسعى لكسر لعنة "الممر الشرفي" ضد برايتون فى الدوري الإنجليزي

"مشروع إستر" خطة سحق الحركة الداعمة لفلسطين فى أمريكا.. نيويورك تايمز: مؤسسة التراث اليمينية المحافظة صاحبة المقترح.. والأهداف تشمل القضاء على أى تأييد حقوق للفلسطينيين بالمدارس والجماعات والكونجرس


كيف تحصل على مساعدة شهرية من وزارة التضامن الاجتماعي؟.. اعرف التفاصيل

رابط معرفة رقم الجلوس ولجنة الامتحان لطلبة الدبلومات الفنية 2025

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

آخر موعد للتقديم 29 مايو.. اعرف شروط الالتحاق بوظائف مكتبة الإسكندرية

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

كوكا يقترب من قيادة الجبهة اليسرى للأهلى أمام فاركو رغم جاهزية عطية الله والدبيس

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

هل يُعد حكم استرداد التابلت من الطلاب بالمراحل التعليمية نهائيًا ولا يقبل الطعن؟

أتلتيكو مدريد يمطر شباك ريال بيتيس برباعية في الدوري الإسباني.. فيديو

برشلونة بطل الدورى الإسبانى يخسر أمام فياريال 3-2.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى