فى ذكرى احتفال الأمم المتحدة بإلغاء الرق.. منع العبودية حبر على ورق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تحتفل الأمم المتحدة اليوم 2 ديسمبر، باليوم الدولى لإلغاء الرق والعبودية فى العالم، وذلك من خلال الاتفاقية المتعلقة بشأن قمع الاتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير (القرار 317 (IV) 1949).

والسؤال، هل انتهى الرق حقيقة فى العالم؟ وامتلك كل إنسان الحق فى تشكيل حياته وصياغتها حسبما يحب، هل وفرت الحكومات الإمكانات الاقتصادية الأساسية لشعوبها التى تغنيها عن بيع كرامتها وذواتها للآخرين؟ أم ما زال هناك بشر يعانون من سوء المعاملة ويخضعون للرق سواء بصورة رسمية بأن يملك الآخرون صكوك حريتهم، أو بشكل غير مباشر من حيث السخرة والعمل القاسى الذى يمارس ضدهم من تسلط الرأسمالية وجشعها والتهامها لأحلام الفقراء وحياتهم؟

الإجابة عن هذا السؤال الطويل الذى هو بطول وجود الإنسان على ظهر الأرض، أن العبودية بشكلها المباشر وغير المباشر ما زالت موجودة، ويمكن القول بأن معظم الشعوب فى العالم تسقط فى براثن الرق، من الممكن أن تكون هناك أشكال جديدة للعبودية ظهرت واستشرت فى عالمنا الحديث وأخذت مسميات غير مباشرة لكن تظل الكرامة الإنسانية مهددة بشكل أو بآخر ومن مظاهر الرق اليوم، السخرة، والاتجار بالبشر والاتجار لغرض نزع الأعضاء، والاستغلال الجنسى، وأسوأ أشكال عمل الأطفال، والزواج القسرى، وبيع الزوجات، ووراثة الأرامل، والتجنيد القسرى للأطفال لاستخدامهم فى النزاع المسلّح، وكلها جرائم وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، كما تشمل العبودية الحديثة العبودية التقليدية والعمل القسرى فى المنازل والاستغلال والزواج القسرى للفتيات، حيث أن تجارة البشر حسب تعريف الأمم المتحدة، هى أى شخص يتم تسفيره أو احتجازه أو إجباره على العمل على غير رغبته وإرادته.

وعلى هذا فهناك ملايين الأشخاص فى العالم بينهم أطفال، هم ضحايا الرق والاستعباد فى غياب إرادة سياسية وشعبية لمساعدتهم للخروج من هذا الوضع المأساوى الذى يعيشون فيه، وذكر تقرير لمنظمة العمل الدولية فى 2012 أن "هناك نحو 21 مليون امرأة ورجل وطفل واقعون فى براثن الرق فى العالم، معظمهم من النساء والفتيات".

ربما يخفف من وطأة هذه المأساة أن التاريخ الإنسانى حافل بالشخصيات التى خاضت حروبا وضحت بحياتها من أجل تحرير العبيد، ومن هؤلاء سبارتاكوس الذى كان عبدا فى الدولة الرومانية لكنه قاد حروبا ضد هذه الدولة، وفى العصر الحديث إبراهام لينكولن الذى دفع جياته ثمنا لإيمانه بتحرير العبيد.
أما فى مصر فقد فرض سعيد حظرًا على تجارة الرقيق، لكنه سمح بالسخرة كما حدث فى حفر قناة السويس، ثم جاءت حركات حقوق الإنسان فى العالم التى نادت بتحرير العبيد وإلغاء تجارة الرقيق، وقام الخديوى إسماعيل بإصدار قرار إلغاء قرار إلغاء تجارة الرقيق وتحرير العبيد فى مصر، ثم وقعت مصر على اتفاقية إلغاء الرق والعبودية التى عقدت عام 1926 فى جنيف.

ربما فى اليوم العالمى للاحتفال تكمن الفرصة فى طرح هذه القضايا علنا نهتم بما آل إليه الإنسان من خضوع تصنعها الحروب والحكومات والمؤسسات الكبرى العابرة للقارات والتى تجعله فى النهاية عبدا لكل الاستهلاكات أو ضائعا تحت أنقاض منجم أو مصابا بكم من الأوبئة.. على العالم كله .

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

واشنطن بوست: زيلينسكى اعترض على إرسال وفده إلى إسطنبول

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب فى نصف نهائي أمم أفريقيا اليوم

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟


موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

فى فيديو مؤثر.. حسام البدري يشكر الدولة على عودته الآمنة من ليبيا

الفنان محمد غنيم مهدد بالسجن 3 سنوات.. وهذه فرصته الأخيرة

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد مايوركا فى الدوري الإسباني


مصرع لاعب كمال أجسام إثر حادث تصادم سيارتين فى التجمع

أول صور لوصول حسام البدرى من ليبيا بعد الأزمة الأخيرة

أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الخارجية تعلن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة التطورات فى ليبيا.. اتفاقيات بمليارات الدولارت بين أمريكا والسعودية وقطر.. وكمين مركب ضد جنود جيش الاحتلال برفح الفلسطينية

"حر نار نهارا متعدل ليلا".. حالة الطقس اليوم الخميس 15 مايو 2025 فى مصر

الخارجية الأمريكية: إعادة بناء غزة أمر مستحيل فى ظل احتمال تدمير القطاع مجددا

زيارة تاريخية ووعود سياسية.. ماذا قال ترامب عن قطر وإيران؟

تحويل طفل تعدى جده عليه بشبرا الخيمة للطب الشرعى

هل تستطيع الكلاب والقطط التنبؤ بالزلازل؟.. دراسة أمريكية: لا يوجد دليل قاطع.. بعض العلماء يعتقدون شعورهم بالهزات وحركة الصخور تحت الأرض.. وربما يمكنهم مستقبلا تقديم خدمة للإنسانية تساعد فى التحذير من الكوارث

أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

حسام البدرى يشكر الرئيس السيسي بعد تدخله لعودته من ليبيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى