عمار الشريعى بين السنباطى وعبد الوهاب «11»

سعيد الشحات
سعيد الشحات
بقلم سعيد الشحات
مازلنا فى عالم «السنباطى» و«عبد الوهاب»، والحديث يتدفق من عمار الشريعى، كان عمار الشريعى يذكر ألحانا لـ«رياض»، يدلل بها على رؤية قالها: «رياض معمارى فى موسيقاه، النهاردة هنرمى أساس العمارة، وبكرة هنرفع الأعمدة، وبعده هنرمى السقف، ونسدد بالطوب، وكل يوم نعلى دور، ونعمل التشطيبات، فتطلع عمارة شيك»، اللحن عنده تخطيط هندسى معمارى مدروس بالسنتيمتر، أقول له: «الموسيقار كمال الطويل قال لى كلاما شبيها بذلك»، يرد: «طبعا، عشان هو عم كمال».

أجدد معه قصة «وهابى ولا سنباطى»، فيستدعى من مخزون ذكرياته قصة: مرة اتصل بى الأستاذ «عبدالوهاب»: عمار يا حبيبى بتعمل إيه؟ قلت: «مفيش يا أستاذ»، أمرنى: «افتح التليفزيون، اسمع أم كلثوم بتغنى «حديث الروح»، ونتكلم بعدها»، انتهت الأغنية، طلبت الأستاذ: سمعت يا حبيبى، الله عليك يا رياض، قالها الأستاذ بتنهيدة عميقة مضيفا: رياض يجبرك على أن تكون صوفى عايش فى الملكوت وأنت بتسمع الأغنية، إيه الجلال ده؟ أم كلثوم بتغنى بوجدان صوفى، أنا سالت دموعى، كأنى أسمع اللحن لأول مرة، يزيد عمار: الأستاذ قال، وأنا قلت، وكأننا بنسمع حديث الروح لأول مرة، كان عمار يروى القصة مقلدا صوت عبد الوهاب، ويدندن بصوت أم كلثوم فى «حديث الروح».

«أنت هنا أمام أستاذين بجد، أعطيا عمرهما لكل هذا الجمال، شغلهما التجديد، لم يشغلهما معارك صغيرة، ولا مقارنة بينهما، هى ترف فكرى من البعض»، هكذا قال عمار، فأغرانى بسؤال، عن حدود التكوين الفكرى والشخصى للعملاقين؟ فجاءت إجابته مدهشة: تقدر تقول الأساس فى الطفولة قريب من بعضه، أساس ابن عصره، الاتنين متقاربين فى السن، شاهدا مرحلة بدايات القرن العشرين بكل ما فيها، فكر، فن، سياسة، احتلال، خديو، سلطان، حرب عالمية أولى، جنود بيتلموا بالكرباج فيها، فقر دكر للمصريين، لا تستطيع عزلهما عن هذه البيئة، لكن عبد الوهاب عمل إيه؟

أردد سؤاله: «عمل إيه؟»، يجيب: عبد الوهاب تميز بموهبة ضخمة جدا، عيناه وأذنه فى الساحة، يروا النجاح فين، يأخذوه، يطوروه، يضيفوا له ميزتين، ثلاثة، وينزل به، هى قدرة على الاستيعاب، حتى وفاته كان يتمتع بعقل فظيع، لو حكى لك قصة سبع مرات، ستندهش من أنه يقول نفس الأساسيات والإضافات فى السبع مرات، تكاد تقول «نقل مسطرة»، أضف إلى كل ذلك التوفيق من عند الله، عبد الوهاب أكثر واحد عايش النجومية والأستاذية، أكثر من عايش الملوك والرؤساء، بل كان واحد منهم، وعلى تاريخ الموسيقى العربية هو أسعدهم حظا، والذين ربوه قدموه، أمير الشعراء أحمد شوقى علمه فن الانتقاء، سعد زغول ومصطفى النحاس علماه فن التخاطب وتلقى الأمور، التصاقه بالملوك والرؤساء أعطاه هيبة تفرد بها فى زمن كان الممثل فيها مشخصاتى، والمطرب مغنواتى، لكن عبد الوهاب فضل طول عمره «عبد الوهاب».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

رئيس اتحاد البنوك: سنراعى حالات سداد أقساط القروض للعملاء مع تأثر الخدمات

فيريرا يجهز الزمالك بسلسلة وديات قوية في معسكر العاصمة الإدارية الجديدة

الزمالك يستقر على إقامة معسكره فى العاصمة الإدارية استعدادا للموسم الجديد

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


الأنجولى زينى سلفادور يدخل اهتمامات الزمالك فى الصيف

الحكومة: نظام الثانوية العامة قائم ومستمر و"البكالوريا" بديل اختيارى

محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

رفع جلسة محاكمة مالك وسائق السيارة المتسببة فى وفاة 18 فتاة على الإقليمى

الحسابات الفلكية: الصيف يستمر 92 يوما و39 ساعة وهذا موعد بداية فصل الخريف


حريق سنترال رمسيس يؤثر على خدمات الاتصالات.. عمرو طلعت: عودة الخدمة تدريجيا خلال 24 ساعة.. تعويض المستخدمين من تأثر الخدمة.. وخدمات "النجدة" و"الإسعاف" و"الخبز" بالمحافظات لم تتأثر بالحادث

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

إصابة 8 أشخاص فى مهرجان الثيران بإسبانيا.. أحدهم نطحه الثور ..فيديو

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

النيابة العامة تأمر بحبس 11 سائقًا لسيرهم عكس الاتجاه بالطريق العام

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

أجمل أهداف كأس العالم للأندية بكاميرا الحكم قبل نصف النهائى.. فيديو

مصرع 79 شخصا وإصابة 140 بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة فى باكستان

البنك المركزى الأسترالى يثبت سعر الفائدة عند 3.85% رغم توقعات الخفض

تحول مفاجئ فى مستقبل إندريك مع ريال مدريد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى