سلوى السلمى تكتب: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
صدق الشاعر أبو الطيب المتنبى عندما قال هذا البيت ولو كان بيننا الآن لقال: (يا أمة سَخِرت من جهلها الأمم).

لأن السخرية أشد ألمًا، فلو نظرنا لحال الأمة العربية لأشفقنا على أنفسنا مما آلت إليه أحوال أمتنا من تدهور وانحلال وهدم.

ولو فكرنا فى المجتمعات العربية جيدًا لضحكنا فعلاً من بعض الأفعال والأقوال والتصرفات فلا إنتاج ولا اختراع ولا إبداع ولا حضارة ولا صناعة.

ففى الأمة العربية تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بشكل جلى، حيثُ نجد أن الأمة العربية بلغت يأسها وتخلفها من الذل والهوان وأختلط الحابل بالنابل فى ضل الحروب فهناك جرح ينزف، ودم يُسكب، وشعب يصرخ، وحقوق ضائعة، وأراضٍ تُسرق، لا احترام ولا تقدير، معظم الدول العربية تائهة تعانى الجهل وتشكو التخلف وفى نفس الوقت لا هم لها إلا الطرب واللهو والقهقهة وبطانة تعيث فى الأرض فسادًا، حتى وصلت أوضاع أمتنا إلى غاية الانحطاط وأصبحنا نعيش عصر التخلف فى ذيل قائمة العالم، وفى هامش الخريطة الجغرافية وتداعت علينا الأمم من كل حدب وصوب.

أصبحنا بلا غاية لا وزن ولا قيمة ولا كلمة لنا فى الكرة الأرضية، فاستسلمت هذه الأمة العربية ورجعت للوراء وتخلفت وذُلت وظُلمت حالها أصبح يدمى القلب ألما وضيقًا على تبدل حالها من عز ومجد قديم إلى ذل وضعف.

ولو نظرنا للغرب لوجدناهم فى تطور دائم ونجاحات مذهلة، فلقد قام بعض علماء الغرب بترجمة ما كتبه علماء المسلمون قديمًا فى مختلف العلوم ومن هنا بدأ تطورهم، فمن حيث انتهى المسلمون بدأت الحضارة والصناعة لديهم، فصنعوا طائرات بدون طيار وطائرات لا تكشفها الرادار وعابرة للقارات وأساطيل بحرية، وصنعوا الصواريخ والأسلحة النووية، بالإضافة إلى الابتكار والتفوق والنجاحات المثيرة فى جميع المجالات حتى امتلكوا العالم بأسره بالتفكير والنهوض والجدّ والمثابرة.

فمن يصدق أن هتلر زعيم ألمانيا والذى كان يريد أن يحكم العالم كان يعيش فى مأوى للمشردين، ولكنه فكر واجتهد ونهض حتى سطر التاريخ اسمه.

ونابليون كان فقيرًا فقرا مدقع، لكنه جدّ وثابر حتى أخذ الكرسى من لويس ونهض بالوطن.

ومن يصدق أن مخترع (الهوتميل) هندى الجنسية ونحن أمة لا تحترم ولا تُقدر بعض الجنسيات.

ومن يصدق أن أديسون وهو ابن الرابعة عشر من عمره عندما كان يبيع الحلوى فى محطات القطار لفقره فاندلعت حربا أهلية فى وطنه، استغل الفرصة فبدأ يقدم منشورات بسيطة عن الأوضاع يومًا بيوم، فكانت أول جريدة من نوعها فى العالم.

ونحن العرب نقف مذهولين أمام تطورات الغرب وندير النظر يمينًا ويسارًا ونغرق فى صمتٍ طويل، وننتظر أن تتساقط علينا حبات الإبداع كالمطر أو أن يجتاحنا سيلا من الصناعات تنحدر من أعالى الجبال لتُكتب فى التاريخ باسم العرب، لقد تفوقنا نحن العرب ونجحنا فى الجدال والصراع فى النقاشات والتصادم فى الحوار والتعصب والاعتزاز بالقبيلة والمكان، والتصويت لبرامج الغناء والطرب السخيفة، وتبذير الأموال فى الحفلات الماجنة.

هذا واقعنا المرير الذى نعيش تبعاته فى كل دوله من الدول العربية، نحن أمة بحاجة إلى إعادة بناء الإنسان و سلوكه من جديد.

ولكن أن نظل نعتز ونفتخر ونقول ما لا نفعل ونعلن النجاحات الوهمية فلن نزداد إلا تخلفا وانحطاطا.

والدليل تصنيف الدول العربية وجامعاتها فى مستوى متدنى بين دول العالم حتى تقدمت علينا أفقر الدول التى اندلعت فيها الحروب وعانت الفقر قديمًا، هذا قليل من كثيرٍ وغيض من فيضٍ.

كلمة أخيرة :

لنعد بناء سلوك الإنسان وأفكاره ونعد بناء القيم ذات المحزون الإسلامى فى مجتمعاتنا لينعكس ذلك فى بناء الحضارة الإسلامية.
ليعيش الإنسان كما أراد له الخالق من عبادة واستخلاف فى الأرض بعمارتها وتطويرها ونفع البشرية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

انطلاق تصوير فيلم Dune: Messiah فى بودابست وطرحه فى ديسمبر 2026

الجفاف يضرب العالم بقوة.. انخفاض مستوى المياه فى نهرى الدانوب وتيسا.. المكسيك تواجه طوارئ مائية.. مشاكل بالزراعة والطاقة فى ألبانيا.. فانكو بإيطاليا تظهر بمناظر قاحلة ومتشققة.. واستراتيجية أوروبية لإعادة المياه

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت


محمد حماقى يُحيى سهرة غنائية بمهرجان جرش بداية أغسطس

فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

الأهلى يجهز بدائل "عادل وفيصل" فى صفوف اليد

تغير المناخ يهدد أفريقيا.. تقلبات الطقس المتطرفة تهدد المجتمعات المحلية.. توقع بارتفاع الحرارة بمعدل 4 درجات بحلول 2050.. ارتفاع مستوى البحر 20 سم منذ عام 1900.. والظواهر الجوية الشديدة زادت 3 أضعاف في 35 عاما

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو


مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أوليس وجونزالو جارسيا في الصدارة.. الثنائي الأكثر تأثيرا بكأس العالم للأندية 2025

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

إشادات بأغنية "ماليش بديل" للهضبة.. امتداد لأغانى عمرو دياب فى الماضى

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

الزمالك يواجه أورانج فى أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

السكة الحديد تعتذر عن عدم انتظام منظومة حجز التذاكر بسبب حريق السنترال

الاتحاد السكندرى يتفق على أولى ودياته استعدادا للموسم الجديد

تداعيات أزمة لوحات الفنانة الدنماركية ليزا لاتشنيلسين.. الإعلامية مها الصغير تعتذر وتؤكد: مروري بأصعب ظروف فى حياتي ليس مبررا وزعلانة من نفسي.. والمجلس الأعلى للإعلام يستدعى الممثل القانوني لقناة "ON E"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى