أديان لا تموت

عمرو جاد
عمرو جاد
بقلم : عمرو جاد
ساد الصوفية أزمانا مضت بتفانيهم فى الحب لدرجة أنهم بنوا عليه كل عقائدهم الراسخة وهذا الترابط الغامض بين المريد وغاية المراد، ويلخصون هذا بقولهم «من ذاق عرف».. ونحن لم نعرف حتى الآن متى وكيف يتحول الإنسان من «مؤمن» إلى «ملحد»؟.. وهل فقد الملحدون الذوق أم أن حاسة المؤمنين تضعف مع الزمن؟

تستطيع ألا تقلق من تزايد أعداد الملحدين، مادامت شعبية «داعش» تتزايد وأساليب النفاق تتطور.. القلق الحقيقى هو تزايد ما يمكن أن نسميه مجازا «عبادة التقاليع» تلك التى تصنع نفوسا مشوهة، لا هى ملحدة بالكامل، ولا مؤمنة حتى النهاية، وتتأرجح تلك التقاليع بين شعارى إعمال العقل وإهماله، وبعضهم حجته جاهزة: فلا البيت أخرج أجمل ما فيه ولا المدرسة قلمت مخاوفه، ولا المجتمع يقوى على احتوائه، إذن فالكل باطل وقبض الريح.

المشكلة والحل يدوران فى فلك هذا الجزء الضئيل من الدماغ، فهذا «لا منتمى» يعبد عقله ولا يرضى به شريكا، وهذا يبالغ فى عبادته حتى يصل إلى تقديس سفاسف الأمور، فهل نحن فى حاجة ماسة لنقطة فى المنتصف نلتقى فيها؟ لا أظن أن هذا الأمر ممكن اليوم فى ظل هذا التحفز، فما الحل إذن؟.. أعتقد أنه يكمن فى الرجوع للقيم الأساسية للأديان السماوية التى انتشرت على وعد بعدم الإكراه، وكذلك العودة إلى أهم متلازمات حرية التعبير والفكر المتمثلة فى عدم التجريح أو التحقير من الرأى الآخر، فلا الإجبار والتضييق سيقللان عدد الملحدين، ولا الاستهانة بمقدسات المؤمنين ستمنع الناس من اعتناق الأديان أو ترفع من شأن الرافضين لوجودها.

والأديان السماوية، هذا البنيان الصامد لمئات السنين رغم كل ما تعرض له من ضربات، لن يتأثر بمئات فضلوا الإلحاد على الإيمان بقدر ما تزحزحت عقائد من ركائزها بفعل فتوى خرقاء وتضييق يخرج الناس من دينهم ودنياهم، بعضنا للأسف يعتبر أن تطور الفكر الدينى يضعف العقائد، ومثلهم آخرون يعتبرون هذه الفوضى الحاصلة من شعور المتطرفين بالقوة وتزايد الشعبية يمثل «حلاوة روح» للأديان السماوية قبل تلاشيها مقابل سلطان العقل.

الحقيقة الراسخة من دروس التاريخ وطبائع البشرية، أتباعها فقط هم من يحتاجون للتنفس بهدوء والتفكير بعقلانية بدلا من التشنج ومعاداة العقل والعرف والمنطق.. فليس كفرا أن تلجأ لمحرك جوجل قبل ركعتى الاستخارة، بل قمة الحماقة أن تتضرع إلى الله بالنوافل لكى يلهمك اختراعا مثل جوجل دون أن تتعب، مكتفيا بالصراخ «اللهم نصرك الذى وعدت».

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

ترامب يرتدى رابطة عنق بلون العلم القطرى فى الدوحة.. ويشارك بمؤتمر بعد قليل

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز


انقضاء دعوى تشاجر المخرج محمد سامى ومالك مركز صيانة بالتصالح

الأهلي يناقش مع ريفيرو استمرار النحاس وشوقي في جهازه المعاون

رسالة عاجلة من وزارة الخارجية للمصريين المقيمين في ليبيا

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة


مواعيد مباريات الأهلي القادمة في مرحلة حسم الدوري

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

راغب علامة ينتهى من تسجيل أحدث أغانيه "حبيبتي أحلى واحدة" مع عصام كاريكا

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

الحوثيون: استهدفنا مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ فرط صوتي

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى