مارينا فارس تكتب: الجميلة السمراء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
أنا أحرص على شراء البن بكميات قليلة، كمية تكفى حاجة أسبوع واحد، لكى أحصل على بن طازج أولا بأول ولكى يتسنى لى الذهاب إلى محل السعادة حيث يبيعون البن، فى ذلك الشارع العتيق، أقطع مشورا طويلا كى أحصل على مسحوق السعادة.

للقهوة سحر خاص يختلف عن أى مشروب آخر، ليس فقط فى مذاقها ورائحتها بل أيضاً فى طريقة إعدادها. ومقدار سحر القهوة يتوقف على الأشخاص. فنجان صغير من القهوة مع الأصدقاء قادر على محو كل عناء اليوم الطويل.

قد تشربها وحدك فتغرق أنت وأفكارك فى عالمها، لكن الأجمل أن أصنعها لصديقتى عاشقة القهوة فأذوب فيها ملعقة سكر وملعقتين حب، وأصبها فى الفنجان فتداعب بطرف أصبعها وجه قهوتها ثم تقبله بطفولة نادرة، وأحكى لصديقتى التى لا تحب القهوة عن سحر النكهة وأخبرها كم تخسر من سعادة بدون فنجان من القهوة تشربه على مهل رشفة رشفة.

أنا بطبعى لا أحب أن يتسلط على أى شىء مهما كان تافها، يعجبنى قول الشاعر الفلسطينى محمود درويش: "أُحب الشىء ثم أنقلب عليه لئلا يستعبدنى"، لكن تلك الساحرة لا يجدى معها انقلاب ولا حتى ثورة، تلك الجميلة السمراء.. تتسرب رائحتها إلى روحى كضوء القمر حين يسقط على فراء قطة مدللة.

يبدو أن درويش قد أخفق مثلى فى الانقلاب على القهوة حيث اتخذها كرمز للحياة والسلام فى مقابل الحرب والقذائف فى وصف يوم طويل من أيام حصار بيروت عام 1982 فقال: "أريد رائحة القهوة. لأتماسك، لأقف على قدمى. كيف أذيع رائحة القهوة فى خلاياى، وقذائف البحر تنقض على واجهة المطبخ المطل على البحر لنشر رائحة البارود ومذاق العدم، أريد هدنة لمدة خمس دقائق من أجل القهوة، لم يعد لى من مطلب شخصى غير إعداد فنجان القهوة، فالقهوة لمن أدمنها مثلى، هى مفتاح النهار، والقهوة، لمن يعرفها مثلى، هى أن تصنعها بيديك، لا أن تأتيك على طبق، لأن حامل الطبق هو حامل الكلام".

تلفنى الرائحة وتأخذنى حركة وصوت المطحنة التى تعرف وحدها سر القهوة، استرق النظر علنى ألمح الجنية التى تتلو أغنيات تُكسب القهوة ذلك السحر، ولا يوقظنى من أفكارى إلا صوت البائع حين يعطينى ما طلبت أخذها بعينين شاكرتين، أمسك اللفافة التى يفوح منها العبير، أفضل ألا أضعها فى حقيبتى، أحب أن أمسكها بيدى وأمضى طول الطريق أتخيل حجم البهجة التى ستمنحنى إياها بمجرد أن أصل للمنزل وأبدأ فى إعداد قهوتى، فأدخل إلى عالم من السحر واقع فى حب الجميلة السمراء.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد


أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

فيلم Mission: Impossible - The Final Reckoning يحقق 576 مليون دولار

البنك الأهلي يسافر للإسكندرية السبت المقبل لبدء المرحلة الثانية من الإعداد

غادة عادل وأبطال وتر حساس 2 يبدأون تصوير أول مشاهد المسلسل 20 يوليو

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى


زى النهارده.. منتخب الشباب يتوج ببرونزية مونديال الأرجنتين أمام باراجواى

إصابات خطيرة بين جنود الاحتلال في شمال غزة

أهم الأحداث الفنية فى الساعات الماضية.. أشرف زكى: سامح عبد العزيز مش فى غيبوبة.. سر ظهور آمال ماهر بفستان الزفاف.. ورسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

إعلام عبري: إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار عبوة ناسفة بشمال قطاع غزة

بوتين يوقع قانونًا يسمح للأجانب بالانضمام للجيش الروسي

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الصحة تنشر أرقاما للرعاية الحرجة والعاجلة بديلا عن 137 بعد حريق السنترال

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

حريق فى سنترال رمسيس.. المعاينة الأولية: النيران التهمت مكاتب إدارية في الطابق السابع داخل المبنى.. "الحماية المدنية" تحاول عمليات الإخماد ومنع امتداده لأماكن أخرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى