أحمد ياسر الكومى يكتب: ليبيا.. سوريا.. اليمن ماذا بعد؟

تظاهرات من الربيع العربى
تظاهرات من الربيع العربى
حديثى هو عن ثلاث دول من دول الربيع العربى شهدت مظاهرات بدأت بتونس كان الاحتجاج تعبيرا عن الغضب إزاء تفشى الفقر والبطالة والقمع، وألهم الشباب فى عدة دول عربية على محاكاة الحدث التونسى، فشملت التظاهرات كلا من مصر فليبيا فاليمن فالبحرين فسوريا، فيما أصبح يعرف بالربيع العربى.

فالثورة الليبية هى ثورة اندلعت وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بداية فى بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافى، حيث انطلقت فى يوم 15 فبراير إثر اعتقال محامى ضحايا سجن بوسليم فتحى تربل فى مدينة بنغازى، فخرج أهالى الضحايا ومناصروهم لتخليصه، وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد القذافى شخصيا، مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم التالى.. وفى اليوم التالى انتفضت الرجبان والزنتان فى غرب البلاد لكن البيضاء شهدت سقوط أول شهداء فى الثورة يوم السادس عشر من فبراير، وتلتها يوم 16 فبراير مظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام بمدينة البيضاء فأطلق رجال الأمن الرصاص الحى، وقتلوا بعض المتظاهرين، كما خرجت مدن جبل نفوسه الزنتان ويفرنونالوت والرجبان فى نفس اليوم، وقام المتظاهرون فى الزنتان بحرق مقر اللجان الثورية، وكذلك مركز الشرطة المحلى، ومبنى المصرف العقارى بالمدينة، وازدادت الاحتجاجات اليوم التالى، وسقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس 17 فبراير عام 2011 م على شكل انتفاضة شعبية شملت بعض المدن الليبية فى المنطقة الشرقية فكبرت الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن ومرتزقة تم جلبهم من قبل النظام.

ومازالت ليبيا تعج بالأسلحة، فى الوقت الذى تشهد اتساعًا فى الفوضى وغياب القانون، إلى جانب الصراع بين القادة الجدد للسيطرة على الميليشيات، التى أطاحت بنظام معمر القذافى،. فأدى التناحر السياسى إلى تأجيل عملية وضع دستور جديد للبلاد لمرات ومرات عديدة.. مما يعكس خيبة الأمل التى يشعر بها الليبيون مع الفوضى السائدة.. والأهم من ذلك هو الإنتاج النفطى، شريان الحياة الاقتصادية فى ليبيا، تراجع إلى حد كبير منذ الصيف، كما سيطر المحتجون المسلحون على موانئ وحقول النفط للضغط بسبيل المطالب السياسية والمالية.

أما بالنسبة للثورة السورية فهى أحداث بدأت شرارتها فى مدينة درعا، حيث قامت قوات الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادى بالحرية، وتطالب بإسقاط النظام على جدار المدارس بتاريخ 26 فبراير 2011. فى خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعى فى صفحة لم يكن أحد يعرف من يديرها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس عام 2011، وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق.. كانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة، التى تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو نظام بشار أنها مؤامرة لتدمير المقاومة والممانعة العربية ونشر الفوضى فى سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد قام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك فى تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرين بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربى)، والتى اندلعت فى الوطن العربى أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير، أما التكلفة البشرية للصراع الذى طال أمده يعتبر صادمًا، حيث إنه وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن أكثر من 100 ألف شخص لقوا حتفهم وأكثر من 680 ألفا أصيبوا بجروح، و6.5 مليون على الأقل نزحوا داخليا، فيما لجأ نحو 2.5 مليون شخص إلى بلدان أخرى.

دمرت الحرب منذ ثلاثة أعوام الاقتصاد والإسكان والبنى التحتية بالبلاد، ولا يزال هناك بعض المناطق، التى تعتبر جيوبا للراحة يقطنها نخبة من المؤيدين للرئيس السورى بشار الأسد، مقابل مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتضورون جوعا بمناطق أخرى.

ففى مطلع عام 2011 اندلعت الثورة اليمنية أو مايطلق عليها ثورة التغيير السلمية واستمرت لمدة عام، وانتهت برحيل على عبدالله صالح، وتم تغييره بنائبه عبد ربه منصور هادى ضمن اتفاق رعته الأسرة الدولية.

ورغم أن اليمنيين نجحوا فى القطع مع الدكتاتورية السابقة، إلا أنهم مازالوا بعيدين عن الوحدة والاستقرار.. وأصبح "لديهم مشاكل طائفية وعرقية وداخلية على علاقة بالأقاليم والمحافظات.. كما أن لهم مشاكل اقتصادية هيكلية عميقة.". تبقى اليمن تعانى من الفقر والخلافات القبلية، وبين الشمال والجنوب ونقص المياه وثقافة السلاح والأمية.. والآن يبدو كل ذلك ملقى على عاتق الدستور والإصلاحات الاجتماعية والقانونية لتجعل من التغيير حقيقة يوم.. ولكن أتساءل بعد مرور أربع سنوات على اندلاع الاحتجاجات وقيام الثورات.

ما الذى تحقق الآن فى هذه الدول؟ هل هناك نجاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية؟ لماذا نجح الربيع العربى فى دول وتعثرت هذه الدول؟ حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

وزارة التعليم: تسجيل غياب الطلاب يوميا بالعام الدراسى الجديد 20 سبتمبر

كليات مسار الطب وعلوم الحياة بالبكالوريا بعد التصديق على قانون التعليم

اعترافات المتهمين بمطاردة سيدة بالشرقية: "عاكسناها وصدمناها"

مصطفى شوبير يعتذر لجهاز الأهلي واللاعبين عن خطأ مباراة فاركو


مواد المرحلة التمهيدية "أولى ثانوى" بالبكالوريا للعام الدراسى 2026

وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها

أكرم القصاص يكتب: الثانوية والمجموع والتنسيق.. الطريق إلى مجدى يعقوب أو محمد صلاح

مطرب المهرجانات أمين خطاب يغادر قسم الشيخ زايد بعد دفع الكفالة

طلاب الثانوية العامة دور ثان يبدأون امتحان العربى


وفاة والدة الفنان صبحى خليل وتشييع جثمانها بعد صلاة الظهر بالغربية

30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

وزير الدفاع الإسرائيلى يوجه رسالة تحذير إلى رئيس وحكومة لبنان

كل الطرق تؤدى للوادى الجديد.. ساعة توصلك أكبر وأجمل محافظة بأرخص طيران

القبض على التيك توكر علاء الساحر لظهوره فى مقاطع فيديو يعتدى على أشخاص

بوتين يغادر ألاسكا بعد قمة "الـ3 ساعات" التاريخية مع ترامب

زوج يلاحق زوجته بالطاعة بعد شهر من الزواج.. اعرف التفاصيل

قانون الضريبة على العقارات المبنية يحدد ضوابط تقدير القيمة الإيجارية

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعلن قائمة مباراة المقاولون واستبعاد الجزيرى وبانزا

بعد الإفراج عنه.. أزمة فيديو المتحف الكبير بين حقوق الملكية الفكرية والمواهب الشابة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى