عمر الخيام فيلسوف الفرح.. "كن سعيدا فى هذه اللحظة"

عمر الخيام
عمر الخيام
كتب أحمد إبراهيم الشريف
جلس ثلاثة صبية متجاورين فى مجلس العلم، قال أولهم ذات يوم سآمر وأنهى وقال الثانى سأسكن فى قلعة الموت أسلطه وأمنعه وقال الثالث سألقى كلمة وأرحل.. هؤلاء الصبية الثلاثة اتفقوا على أن أى واحد منهم يحدث أمرا فى الحياة أو يصنع مكانة فعليه ألا يترك الآخرين وأن يساعدوا بعضهم، انتهى بهم الحال وهم الوزير نظام الملك وحسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين والشاعر العالم الفيلسوف عمر الخيام.

كن سعيدا فى هذه اللحظة، فهذه اللحظة جزء من حياتك
"الخيام" الحكيم الذى تتلمذ على يد ابن سينا كان عالما مشهورا فى الرياضيات والفلك، لكنه أيضا كان يكتب الشعر، وأى شعر، إنها رباعيات يبث فيها فلسفته فى العالم ورؤيته فى الحياة، ولأن الحياة متناقضة جاءت الرباعيات تحوى كل التناقض الموجود فى العالم، وجاء الحكم عليها متطرفا أيضا ومتناقضا، لا يكاد اثنان يتفقان على معنى واحد، فالبعض يراها ممتلئة بالإلحاد والبعد عن الدين والسقوط فى المتع الدنيوية بما لا يليق بعالم جليل مثل عمر الخيام، والبعض الآخر يراها مغرقة فى الصوفية والحب والإلهى وتحتاج إلى أن يتجاوز الإنسان القشور التى تضعها اللغة وحينها سيجد جوهر المعانى، وربما كان الخيام يقصد هذا التناقض ويسعى إليه.

ما أطال النوم عمرا. . ولا قصر فى الأعمار طول السهر
الدعوة للحياة والاستمتاع بها هذا ما يقدمه الخيام للبائسين الذين تؤرقهم الشجون والمتاعب، والذين يخشون الأيام وربما يهربون منها انتحارا فعليا أو معنويا، أفضل الطرق لمواجهة الحياة ومشاكلها هى أن تعيشها وأنت تعرف قدرها وقيمتها، ولأن عمر الخيام عالم ويعرف قيمة "الآنى والحالى" يهاجم التأجيل الذى تلجأ إليه النفوس الخائفة المرتعشة التى تغمض عينيها فلا ترى متعة حالية أو مستقبلية، لذا راجت رباعيات الخيام، لأنها تترك أثرا مباشرا على النفس، فهى تقيم محاكمة للنفس تسألها عن خوفها ويأسها وتقدم لها الإجابة البسيطة التى تحمها كلمة "الآن"، عش الآن واستمتع الآن وقاسى الآن وابكى الآن واضحك الآن.

إذا أردت أن تعرف الصفاء والسلام فاحدب على تعساء الحياة، أولئك الذين يرتعدون فى شقائهم، عندئذ تظفر بالسعادة
لم يكن هاجس الخيام هو المتعة المباشرة الجسدانية كما يبدو من الترجمة السهلة لأفكاره، إنما كان يقصد الروح التى بدأت الأفكار المتطرفة فى عصره تشقيها، وبدأ صديقه حسن الصباح وجماعته من الحشاشين يهددها، والسعادة تكمن خارج دائرتك وذاتك، السعادة تكمن فى البريق الذى تراه فى عيون الفقراء الذين ساعدتهم وفى الدفء المتسرب من الأيدى التى طالها عطفك.. عمر الخيام فيلسوف يبحث عن الخير والجمال والسعادة يعيشها ويدعو الآخرين لاكتشافها.


عمر الخيام

عمر الخيام
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

وزارة الداخلية تحبط محاولة 3 أشخاص توزيع أموال بمحيط لجان البساتين

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

أمم أفريقيا 2025.. موقف حكيمى من المشاركة فى مباراة المغرب وجزر القمر

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور


طليقة مصطفى أبو سريع تحتفظ بصورهما بعد انفصالهما رسميًا

الأهلى يناقش استعارة لاعب سيراميكا فى يناير ضمن صفقة عمر كمال

نجل ملياردير هندى يهدى ميسى ساعة من فئة المليون.. اعرف سعرها

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت


الأربعاء.. 18 فبراير أول أيام شهر رمضان فلكيًا

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

إعلان نتيجة الدوائر الـ30 الملغاة لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب غدا

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

الأهلي مهتم بضم محمد توريه لتدعيم هجومه في يناير

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى