"الصبر"

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا
وبينما الإنسان يعيش الحياة، يسير فى طريق قد تعترضه فيه مواقف تؤلمه، أو تسبب له الإحباطات، أو ربما تؤدى به إلى الاعتقاد أنه فشل؛ فتجتاحه مشاعر رفض لما يحياه من واقع. فإن كنتَ لا ترضى عن واقعك، فسِرْ فى طريق "الصبر" بين جنبات الحياة وأنت تحمل فى أعماقك أملا؛ فقد قيل: "بين الواقع والأشياء الجميلة طريق يسمى «الصبر»".

والصبر هو أحد أسرار النجاح؛ فما يريد الإنسان أن يحققه من أهداف وأعمال يحتاج إلى تحمل طويل المدى؛ لأن رحلة الحياة فى دروبها تمتلئ بالأحجار، والجبال، والوديان، وعبورها يحتاج إلى الاستمرارية، والنهوض من بعد السقوط، وأن تحمل داخلك إصرارًا وتحديـًا للوصول؛ وكل ذٰلك لا يتحقق إلا بالصبر. فقد قيل: "لا تتم الأعمال العظيمة بالقوة ولٰكن بالصبر". وقد يعتقد البعض أن القوة بأنواعها المتعددة هى ما تحقق للإنسان أمانيه وتصنع له إنجازاته. ولٰكن لو كان الأمر هٰكذا، ما كنا وجدنا فى حياتنا أبطالا وعباقرة وعظماء. أن التاريخ يرسم لنا صورًا من حياة العظماء الذين كان الصبر سر أسرار ما حققوه من إبداعات. وإن كانت العبقرية هى ـ كما عبر عنها المؤلف الروائى القِصصى الأمريكى "فرانسيس سكوت كى فيتزچيرالد": "القدرة على تفعيل ما يدور فى ذهنك وتنفيذه"، فإن المخترع والعالم "توماس أديسون" ذكر أنها واحد فى المئة إلهامـًا و تسعة وتسعين فى المئة عَرقا!! وهٰكذا فالإنجازات تتحقق بالعمل المستمر، بلا كلل، الذى يشدده ويقويه الصبر.

وأيضـًا الصبر يهب للإنسان قدرة على التماسك فى التصرف والتعامل إزاء ما يلاقيه من مواقف، وهو الأمر الذى يُمْكنه أن يكتسبه مع الوقت بتدريب نفسه؛ فيصبح قادرًا على تصريف أمور حياته بطريقة صائبة بالرغم من كل الضغوط التى قد يتعرض لها. وهٰكذا بصمود الإنسان وتماسكه، يصير حكيمـًا فى اتخاذ القرارات، وتكون مواقفه إيجابية تبنى لا تهدم، وتقوِّى لا تُضعف. ومع الصبر يكتسب الإنسان الصلابة فيستطيع أن يبُث فى الآخرين روح العزيمة والإصرار فيساعدهم بفعّالية واقتدار كبيرين، ويكون مؤثرًا فيمن حوله، ويرسُم بخطى صبره طريقـًا لهم يُقتدى به؛ فمن من البشر لا يذكر أيوب البار الذى صبَر فى الحياة إلى أن عبرت آلامه عنه، فيمتلئ الإنسان من قصته إيمانـًا وتعزيةً وأملـًا.

وفى معاملات الحياة اليومية، يحتاج الإنسان إلى الصبر أيضـًا لتفهم الآخر ومعرفته على نحو حقيقى، ما يمكِّنه من إقامة الحوار والتعامل بأسلوب ناجح، وكلاهما يساعد فى اجتياز العقبات ونمو التفهم والقدرة على العمل معـًا ومن ثم تحقيق النجاح.

قارئى العزيز: أن كنتَ تفتقر إلى الصبر، فدرِّب نفسك على اقتنائه؛ فإنه سر أسرار الحياة!! ومن أجمل ما قرأت عن الحياة والصبر: "عندما تُرهقك الحياة ألمـًا وعملـًا؛ اِرهقها أنت صبرًا."!!


• الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يترقب موقف توروب من عرض المصرى لضم محمد سيحا

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

القاضي أحمد بندارى: انطلاق تصويت المصريين بالداخل غدا

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. ضربة البداية أمام زيمبابوى

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

وزارة الصحة توجه للمواطنين رسائل هامة لمنع عدوى الأنفلونزا.. صور

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى