ثورات وأصنام

نبيل شرف الدين
نبيل شرف الدين
بقلم نبيل شرف الدين
حدثتنى نفسى «الأمارة بالسوء» بالإسراع بكتابة مقال عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو قبيل إقرار قانون «تجريم الإساءة» للثورتين، رغم يقينى بأن القانون المرتقب سيصطدم بالدستور، لأنه يكبل حرية التعبير، فضلاً عن هواجسى بعدم إمكانية تطبيقه عمليًا، لأننا سنضطر مثلاً لملاحقة ملايين المشاركين بشبكات التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت، ناهيك عن الصحفيين والإعلاميين والسياسيين وغيرهم، جذور الأزمة بدأت بحركة الضباط عام 1952 التى سموها فى البداية «الحركة المباركة» حتى تفتق ذهن عرّابها الأستاذ هيكل بتخريجة تصفها بأنها «انقلاب تحول لثورة بإرادة شعبية» رغم أنها بتقدير مؤرخين ومفكرين كبار «انقلاب مكتمل الأركان»، تبنى «ميثاق البكباشية» والدساتير اللاحقة تحويل الانقلاب المشؤوم لثورة وحولوه لصنم يجعل مناقشته جريمة، وكأنما التاريخ يُعيد نفسه بصورة أبشع حين نجعل «وقائع جدلية» انقسم حولها الشعب باستقطاب عميق لصنم جديد، يكرس لفاشية يحميها القانون الذى سيحمل بطياته «عوارًا دستوريًا» مهما اجتهد «ترزية القوانين» لمحاولة تمريره، فنصوص الدستور الحالى «قطعية الدلالة والثبوت» بشأن حماية حرية التعبير، فضلاً عن أنه لن يحاصر الاستقطاب السياسى والاجتماعى، بل سيعمقه، ويثير جدلاً اشتعل بالفعل، وبالتالى فلماذا نتجاهل الدستور وقانون العقوبات لنصنع صنما مقدسًا لوقائع مازالت ملابساتها غامضة، ويوميًا تتكشف معلومات وشهادات بشأنها، ناهيك عما فى بطون أطراف آثرت الصمت لتعبر البلاد المرحلة الانتقالية بسلام؟!
كنت أتصور أن صلتنا بمنظومة السلطة بالجمهورية الجديدة «علاقة شراكة» انطلاقًا من قناعة مفادها تحول فى وجدان ووعى المصريين بعدما دفعوا «ضريبة الدم» واحتشدوا لإطاحة نظام مبارك الفاسد المُستبد، وحكم الإخوان الفاشيين، لنراهن على مسار وطنى خلف الرئيس السيسى الذى أحببناه وفوضناه وانتخبناه واحترمنا انحيازه لإرادة شعبه ومازلنا ندعمه لبناء «جمهورية جديدة» تُعلى راية العدل وتحترم القانون والحريات العامة والشخصية، لكن دعونا نتكاشف بصراحة بأننا نشاهد «جوقة المنافقين» تنصب نفسها كأنهم «وكلاء حصريون» للوطنية، وتهميش شخصيات احترمت نفسها وفضلت الابتعاد طواعية، واستخدمت أخرى لأدوار محددة واستُبعدت لصالح «الموعودين»، فتركت بنفوس شخصيات وطنية مراراتٍ ابتلعوها بصمت إعلاء للصالح العام، ولا يبقى سوى مخاطبتكم: سيدى الرئيس مازلنا وسنبقى ظهيرك الشعبى والإعلامى، واثقين أنك ستستمع للجميع، فمصلحة الوطن تقتضى إعادة تقييم المواقف وأقدار الرجال بشجاعة عهدناها فيكم، فالحكمة ضالة المؤمن.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستطلع رأي ريبيرو بشأن عروض الإعارة لـ محمد عبد الله

مسيرة فنية كبيرة.. 19 عاما على رحيل النجم عبد المنعم مدبولى

بي اس جي ضد الريال.. مشوار عملاقي أوروبا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية

متى يتم طرد المستأجر .. شروط قانونية يجب توافرها

موسكو تطالب سفارة ألمانيا بالاعتذار لنشر خريطة تحمل علما محرّفا للاتحاد السوفييتى


الولايات المتحدة تتوقع تحصيل أكثر من 300 مليار دولار من الرسوم الجمركية بنهاية العام

3 قتلى فى هجوم للحوثيين على سفينة شحن بالبحر الأحمر

الرئيس البرازيلى يدين إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية ضد دول "بريكس"

الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول


منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

طائرة الريال تهبط فى نيويورك بعد تأخرها بسبب العاصفة وإلغاء مؤتمر ألونسو

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

مرسى مطروح مصيف السعادة.. متعة السباحة والمناظر الخلابة تُحسن المزاج وتجدد النشاط.. ملايين المصريين والسياح أسرى طبيعة مطروح البكر.. والشواطئ على موعد مع ذروة المصيف والصخب الجميل بعد نهاية امتحانات الثانوية

المقاولون العرب يقترب من ضم ثنائي كهرباء الإسماعيلية في الميركاتو الصيفي

لو ناوى تنزل الصعيد.. اعرف مواعيد القطارات اليوم الأربعاء 9-7-2025

الجبهة الوطنية: القائمة الوطنية تضم كوادر وكفاءات تثرى مجلس الشيوخ القادم

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

"فتش فى دفاترك القديمة" شعار صفقات الأهلى فى الميركاتو الصيفى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى