يقرأون الآن.. نهى محمود تدخل عالم "يوسا" وتعيد قراءة "امتداح الخالة"

الروائية نهى محمود وكتاب امتداح الخالة لـ"يوسا"
الروائية نهى محمود وكتاب امتداح الخالة لـ"يوسا"
كتب أحمد إبراهيم الشريف
نهى محمود، كاتبة بطعم الحلم، تضعك فى قلب الحدوتة كأنك جزء منها.. هى حكايتك نوعا ما، حيث تنبت الحياة من حروفها التى تعيد صياغة ما بداخلك وتقدمك لنفسك من جديد أكثر جدة وبهجة واستطاعة..

تقول صاحبة "راكوشا" فى فترات الراحة بين الكتابة والكتب الجديدة، كثيرا ما أحب أن أعيد قراءة بعض الكتب التى لها محبة خاصة فى قلبى وهى غالبا تضعنى فى حالة مزاجية جيدة، أو تصل بى لهدوء نفسى ما، أو تشحذ طاقتى للكتابة من جديد.

وتؤكد، نهى محمود، هذه الأيام أعيد قراءة "امتداح الخالة" لـ"يوسا".. أنا أحب هذا الكاتب بشكل استثنائى، لقد مست روايته "شيطانات الطفلة الخبيثة" منطقة فى روحى لا يمكن أن يزول أثرها، وأذكر أنه يوم أخذ جائزة نوبل تلقيت الخبر وأنا عائدة من رحلة فى صعيد مصر، كنت بالقطار وأخبرنى صديق على الهاتف بالخبر قالها هكذا "يوسا حبيبك أخذ نوبل" المأزق الذى وضعنى فيه الخبر وقتها، هو أنى تمالكت نفسى بصعوبة حتى لا أغادر الكرسى فى القطار المتحرك وأتمايل بطفولة فى الممر وأنا أهتف بأن "يوسا" حصل على نوبل، أتخيل موقفى وقتها لو انتصرت رغبتى فى الفرح والاحتفال بكاتب أكن له الكثير من الحب والتقدير، على قدرتى على ضبط النفس والوقار الذى يلزم للتعامل مع العالم.

وأكدت صاحبة "هلاوس" ما يجعل رواية "امتداح الخالة " رواية طازجة قابلة لتكرار القراءة، هو احتفاءها باللذة، وبراءة وسهولة الحصول على الدهشة وسط سطورها.

وأكدت، عندما تكون قريبا من مطبخ الكتابة ستعرف الكتب التى ألفها الكاتب بالكثير من العناء والجدية، وتلك الكتب التى جاءت نتاج لشغف خاص، ورغبة ملحة فى اكتشاف عالم أو موضوع الكتابة، وأظن أن هذه هى الحالة التى كتب بها يوسا هذه الرواية، ليست القصة فقط حكاية دونيا لوكريثيا التى يغويها الصغير ألفونسو، ولا هى قصة غرام دون ريغوبيرتو بها.. لكنها قصة عن الشغف، ما الذى يدفع كاتب أن يقدم على فصل كامل تفاصيل دون ريغوبيرتو وهو يتحمم، تفاصيل لتنضيف الأذن وحوض الماء الساخن، تفاصيل جسد دونيا لوكريثيا.. تفاصيل اللوحات، والقصة التاريخية التبادلية فى العمل "قصة ملك ليديا".

وتضيف نهى، لسنوات أسرتنى لعبة الكتابة فى هذه الرواية، والتى يبدو أنها لم تستنزف طاقة يوسا فى اللعب وأكلمها بـ"دفاتر دون ريغوبيرتو"، وما ورطنى أكثر مع هذه الرواية، كانت رواية أخرى وقعت بين يدى بالصدفة وهى رواية "المفتاح" للكاتب اليابانى تانزياكى.

لن تجد صعوبة فى الربط فورا بين العملين، ستجد حين تبحث بدقة فيما بعد أن "يوسا" قال بأنه كتب "امتداح الخالة" تأثرا برواية المفتاح، ستثنى على ذكائك كقارئ لأنك عرفت ذلك قبل أن تقرأ ما قاله يوسا، وستربكك الرواية أكثر لو كنت تفكر أن كتابة عمل إيروتيكى مثل امتداح الخالة هو شرارة شغف داخلى بالكتابة عن الحالة، فحتما ستصل بك معلومة أن شرارة هذا الشغف انتقلت من تانزياكى الذى أغرم هو الآخر بالكتابة عن قدم امرأة عجوز هى زوجة الرجل العجوز فى روايته المفتاح لدرجة جعلت الرجل يضع لزوجته المخدر كل يوم ليتأمل قدمها على مهل لا تمنحه له فى العادى لأنها متحفظة بشأن طبيعة العلاقة فى الفراش.

سيحيلك ذلك كما أحالنى للورطة التى وضعنا فيه ماركيز عندما أعلن بطفولة وعبقرية عن أنه يحب الجميلات النائمات " لكاوباتا" وأنه تمنى لو كان قد كتبها، قال ذلك لكن التصريح لم يفده فى تهدئه الشغف والغيرة من هذا النص فكتب رائعته "ذكرى عاهراتى الحزينات".
هل هى صدفة أن تكون روايتى "المفتاح" و"الجميلات النائمات" لكتّاب من اليابان، وتكون النسخ الأخرى منها التى كتبت بجمال وموهبة لا تقل عن الأعمال الأصلية هى لاثنين من أعمدة الكتابة اللاتينية!

وهل هى صدفة أن تكون الكتب الأربعة عن الجسد والإيروتيك.. كل هذه الأسئلة تدور فى ذهنى كلما أعدت قراءة أى من أطراف هذه اللعبة والتجربة شديدة الجمال والخصوصية.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

بدأت حياتها مفتشة جمارك وجسدت أدوار الشر ببراعة.. ميلاد علية الجباس

الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

مدرب فلومينينسي يتحدى تشيلسي: هدفنا صناعة التاريخ


ثورة تطوير فى اتحاد اليد استعدادا للموسم الجديد

اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقتل طالب فى مشاجرة فى منطقة الزيتون

ليبرمان: الجنود الإسرائيليون يضحى بهم في غزة لبقاء ائتلاف نتنياهو

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

المصرى يبدأ فى إنهاء إجراءات السفر لتونس لانطلاق المرحلة الثانية من الإعداد


حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور

أرسنال يرسم خارطة طريق التتويج بالدوري الإنجليزي عبر ميركاتو ناري

البنك الأهلي يسافر للإسكندرية السبت المقبل لبدء المرحلة الثانية من الإعداد

أحمد ياسر ريان: رحلت عن سيراميكا بسبب أزمة مالية ولدى الأمل فى العودة للأهلى

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

تأجيل محاكمة 25 متهما بخلية أكتوبر لجلسة 7 أكتوبر المقل للاطلاع

المعاينة: الحريق التهم مكاتب إدارية فى الطابق السابع لمبنى سنترال رمسيس

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى