سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..18 نوفمبر 1856.. السلطان يصدر الخط الهمايونى.. ومحمد على سبقه فى التطبيق

سعيد الشحات
سعيد الشحات
في علاقة المسلمين بالمسحيين في مصر حكايات تعكس طبيعة الحالة السياسية والحضارية لزمنها ،ولأن مصر ظلت قرونا تحت حكم الدولة العثمانية ، فلم تكن استثناء من الوضع السئ للمسيحيين في البلاد التي تقع حكمها .

في مثل هذا اليوم (18 فبراير 1856) ، حدث انقلابا ضد الحالة التي ظل المسيحيون عليها ، حيث أصدر السلطان عبد المجيد الأول قانون تنظيم بناء دور العبادة في الولايات التابعة للدولة العثمانية ، ويطبق علي كل الملل والأديان غير الإسلامية ، وعرف ب" إصلاح الخط همايوني " ،وينص علي ، المساواة بين كل المواطنين في الدولة العثمانية ، وينتخب بطاركة رؤساء الكنائس من كل الملل ، وتكون فترة انتخابهم حتي مماتهم ، ولا يحق لأحد نزع سلطان البابا إلا من كنيسته علي وجوب إبلاغ فقط من الباب العالي باسم البابا الجديد في كل مرة ،كما ينص القانون علي أن السلطان شخصيا وفقط له الحق في ترخيص بناء وترميم الكنائس والمقابر الخاصة لغير المسلمين ، وإعفاء الكنائس من الضرائب والمصروفات ، وتشكيل مجلس مكون من رجال الكنيسة ( كهنة أو رهبان ) ورجال من خارج الكنيسة ( مسيحيين غير الرهبان والكهنة ) لإدارة شئون الملة والمعروف باسم المجلس الملي العام .

ونص القانون علي إجبار أي شخص علي ترك دينه ، ومحو كل الألفاظ التي تمس فئة من الناس مثل الدين والملة ، ويكون حق التعيين في مناصب الدولة المدنية والعسكرية للكفاءة بدون تمييز في الدين ، وإلزام كل مواطني الدولة بالخدمة العسكرية ، وتكون الدعاوي القضائية بين المسيحيين والمسلمين في دواوين عبارة عن محاكم خاصة يرأسها قضاة من الطرفين .

كانت مصر قبل صدور هذا القانون قد قطعت شوطا كبيرا في تقدم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ، فمنذ لحظة اعتماد محمد علي باشا علي المصريين في حكمه لمصر ، قضي مبدئيا علي التفرقة بين المسلم والمسيحي التي كان من أبرز مظاهرها ، ارتداء المسيحيين والأورام للزي الأزرق والأسود ، ولا يتعممون بالشيلان الكشميري الملونة غالية الثمن.

يذكر "نوبار باشا " ( عمل وزيرا لمحمد علي ) في مذكراته :" لم يكن مسموحا للرعية بأن يبقي علي ظهر دابته إذا التقي بتركي أو مسلم ، حيث كان يتحتم عليه الترجل كرمز للاحترام والخضوع ، ثم يمر أمامه حاملا نعليه في يديه " .

وفي قصة تحمل دلالات عميقة يحكي نوبار :" حدثت جريمة في الاسكندرية ارتكبها مركبي عربي ، وكان الضحية شابا مسيحيا قتل ، وألقيت جثته في الماء ، وتم القبض علي القاتل وإيداعه في السجن لحين تنفيذ حكم الإعدام فيه ، ونصبت المشنقة بالقرب من عامود بطليموس ، فسارت جموع غفيرة من الناس خلف المحكوم عليه بالإعدام أثناء اقتياده لتنفيذ الحكم ، وتردد همسا :" كيف يشنق مسلم لأنه قتل كافرا ؟ ، ألم يعلمنا أساتذتنا في القانون أن حياة مسلم تساوي حياة عشرة من الكفرة ، وإذا تم شنق هذا الرجل فعلينا قتل تسعة من هؤلاء المسيحيين ، وبمجرد أن أعلن طاهر بك رئيس البوليس أن الوالي أمر بشنق أي شخص تسول له نفسه بإبداء أي ملاحظة ، ووضع الجثة بجوار القاتل ، فانصرفت الجموع فجأة واختفت
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد القوة البحرية لحماس شمالى قطاع غزة

أوسيمين يرفض عرض الهلال الفلكي ويتمسك بالحلم الأوروبي

شاهندة المغربى تدير مباراة السنغال والكونغو فى أمم أفريقيا للكرة النسائية

تعرف على موقف الأهلي من عودة محمد عبد المنعم لتدعيم الدفاع

جونزالو جارسيا.. سلاح تشابى فى الضغط العالى لقيادة الريال


بعد توجيهات الرئيس السيسى.. حملات مرورية لمواجهة الحوادث بالطريق الإقليمي

هويسن يعتذر لجماهير الريال قبل موقعة سان جيرمان فى نصف نهائى مونديال الأندية

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

بي اس جي ضد الريال.. إنريكي يتسلح بالتاريخ لعبور الملكي في المونديال


منتخب قطر يتلقى عرضًا لمواجهة مصر وديًا استعدادًا لكأس العرب

رضا سليم يرحب بعرض الوداد.. والأهلي يميل إلى العروض المحلية

بعد أحمد وأحمد.. فيلما الشاطر والجواهرجي ينافسان في موسم صيف 2025

مواعيد مباريات اليوم.. نهائي مثير فى كأس الكونكاكاف الذهبية

أمريكا تتحدى المكسيك في صدام كلاسيكي على لقب الكأس الذهبية 2025

إدارة الزمالك تطالب جون إدوارد بتوفير 30٪؜ من ميزانية الكرة

يوم واحد على الظهور الأول لسائق حادث الطريق الإقليمى.. تعرف على عقوبته

حراس المرمى الأكثر حفاظًا على شباكهم في البيج 5 منذ عام 2000

7 نجوم ارتدوا القميص 10 في تاريخ برشلونة قبل لامين يامال

ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على مونتريال برباعية مثيرة.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى