"الموسكيت" الشجرة الحمقاء تهدد بتدمير البيئة المصرية.. تنتشر فى الأراضى الزراعية كالسرطان.. وتسببت فى تدمير مشاريع كبرى بالسودان.. اكتشفت فى سيناء والقاهرة الجديدة.. وخبراء يطالبون بسرعة القضاء عليها

الموسكيت شجرة تهدد بتدمير البيئة المصرية
الموسكيت شجرة تهدد بتدمير البيئة المصرية
كتبت منال العيسوى
شهد قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة خلال الفترة الماضية حالة من الطوارئ يحيطها السرية التامة للقضاء على مجموعة من أشجار "الموسكيت" التى تم رصدها فى محميات جنوب سيناء بالصدفة خلال سباق دراجات بشرم الشيخ، حيث تم اكتشافها على الطريق الدائرى لشرم الشيخ، ورغم أن الشجرة مجهولة المصدر إلا أنه تمت زراعتها بشكل منتظم وهو ما يضع علامات استفهام حول الجهة التى قامت باستيرادها وتقليمها وعمل شتلات منها وزراعتها بشكل منتظم على الطريق.

وأكد الدكتور وحيد سلامة رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى أن هناك أكثر من 211 نوعا من الحيوانات والنباتات الغازية للبيئة المصرية منها ورد النيل وإستاكوزا المياه العذبة والبروسيوبس وأخطرهم على البيئة المصرية شجرة الموسكيت التى تم رصدها بغزارة فى محمية علبة جنوب البحر الأحمر، وتم القضاء عليها بقطعها وحرقها بالتعاون مع السكان المحليين للمحمية.

وعن إجراءات منع دخول مثل هذه النباتات لمصر أكد سلامة أنها تخضع لرقابة وزارة الزراعة وإدارة الحجر الزراعى بالوزارة، خاصة أنه يمكن أن تدخل فى شكل بذور عادية ويتم زراعتها ثم تنتشر بكثافة، لأنها حين تجد بيئة منافسة تنتشر بشراهة، وكان من النتائج السيئة لانتشارها القضاء على مساحات واسعة من الأراضى الزراعية التى أصبح من المستحيل إعادة زراعتها مرة أخرى، ومن هنا تأتى أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم وصول بذورها، أو زراعتها فى الأراضى المصرية.

وأوضح الدكتور وحيد سلامة، أنه سيتم معاينة موقع تواجدها بالقاهرة الجديدة، وسيتم قطعها وحرقها للتخلص منها للحفاظ على البيئة المصرية، وحتى لا تتكرر مأساة السودان فى القضاء على الرقعة الزراعية فالموسكيت آفة كانت سبباً فى تدمير الكثير من المشاريع الزراعية فى السودان وآخرها مشروع حلفا الزراعى الذى رصدت له الحكومة الاتحادية مبلغاً ضخماً لتطهيره ونظافته من الموسكيت.

ولفت إلى أن الشجرة تتميز بمقاومتها للظروف المناخية الجافة، مما أكسبها صفات مميزة أدت إلى تكاثرها بصورة كبيرة فى أغلب المساحات الزراعية حتى صارت تشكل خطورة كبيرة على الرقعة الزراعية، مما جعلها تصنف من ضمن الأشجار غير المرغوب فيها خاصة فى المساحات المروية.


وفى سياق متصل كشف الدكتور محمد سالم، رئيس محميات جنوب سيناء لليوم السابع تفاصيل رصد مجموعة من أشجار الموسكيت فى جنوب سيناء، المعروف عنها سرعة الانتشار كالسرطان التى لا يماثلها فى خطورتها أى نبات آخر بل أى من عناصر التنوع الإيكولوجى.

وأكد أنها تشكل خطورة بالغة على البيئة المصرية، حيث إنها تتشعب بشكل عشوائى وتمتد جذورها فى الأرض لعمق يصل إلى 72 مترا تقريبا وبشكل أفقى لمساحات طويلة جدا تصل لمئات الكيلومترات، مشيرا إلى أنه تم إخطار المحافظة ووزارة وجهاز شئون البيئة، بالواقعة وخطورة وجود مثل هذه الشجرة على البيئة المصرية وتمت زيارة المنطقة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتمت مكافحة الأشجار بإزالتها، واجتثاثها من على الأرض وجمع بذورها من الأماكن المحيطة بها، ثم طحنها، وحرقها طبقاً للمعايير العالمية، حيث إن عمر الشجرة بسيناء لم يتجاوز 4 سنوات، ولذلك سهل قطعها,

وأشار إلى أن خطورتها فى أنها تبقى حية لأكثر من 20 سنة، ويمكن أن تنبت فى أى وقت مادم توافرت لها ظروف الإنبات الملائمة، مضيفا أنه أوشكت عملية تطهير أرض منطقة الطريق الدائرى الأوسط بشرم الشيخ منها على الانتهاء.

وأبدى سالم استغرابه لانتشار هذا النوع من الأشجار فى هذه المنطقة، متسائلا عن هوية من استقدم بذور هذه الشجرة الشريرة ليدمر بها البيئة المصرية؟ وهل الإجراءات الحالية كفيلة بكبح جماحها قبل أن تتغول، وتدمر كل شىء؟ مضيفا أنه خلال سفره لمسقط رأسه بالإسماعيلية رصدها على الطريق الدائرى بالقاهرة الجديدة بالقرب من ميراج سيتى، حيث انتشرت الشجرة بكثافة على سور الميراج بالقرب من محطة البنزين للمدخل الثانى للمنطقة، قائلا: سألناهم عن مصدر الشجر فكانت الإجابة نستورد أنواعا عديدة من أوروبا.

وعن طريقة مقاومة ومكافحة تلك الأشجار يقول الدكتور سالم: "من المعروف أنه على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات على مكافحة أشجار الموسكيت فى الدول التى انتشرت فيها كأستراليا وجنوب إفريقيا والسودان وبعض أجزاء من اليمن، إلا أن تلك المكافحة فشلت لأنها بدأت فى مرحلة متأخرة جداً، ولأن تلك الأشجار إذا وصلت إلى أعماق وجود المياه الجوفية تستحيل معها المكافحة".



وعن شجرة الموسكيت، قال المهندس محمد عمر، تخصص النباتات البيئية والحدائق العامة بالقطامية، إن الاتحاد الدولى(IUCN) صنف هذه الشجرة كأخطر الكائنات الحية فى العالم فى حالة إدخالها لتزرع فى بيئات غير بيئاتها الأصلية، ونظرا لشراستها أطلق صناع السلاح اسمها على أخطر الصواريخ المدمرة، حيث إنه من بين أحدث اختراعات (ت ر و) التى تعرض فى سان بطرسبرغ صواريخ "موسكيت" المضادة للسفن باعتباره أخطر سلاح من هذا النوع.

ويتابع: فيما يلقبها خبراء الزراعة وعلماء البيئة بسرطان البيئة أو الشجرة الحمقاء وأن الوطن الأصلى لشجرة الموسكيت هو المكسيك، وهى شجرة دائمة الخضرة طول السنة، وأفرعها تنمو بطريقة عشوائية غير منتظمة، وذات أشواك حادة جدا وكثيفة للغاية، تحول حتى دون الاستفادة بها فى رعى الحيوانات المستأنسة، وتشبه فى شكلها بعض الأشجار البرية الموجودة فى سيناء، ومنها شجرة الأكاشيا، إلا أنها تختلف عنها، حيث أدخلت شجرة الموسكيت إلى السودان منذ زمن طويل بغرض تسوير المنشآت العامة (Hedges) واستخدمت لاحقاً عند استفحال الزحف الصحراوى للحد من زحف الكثبان الرملية فى مساحات زراعية كبيرة كانت قد تأثرت بها.

واستطرد عمر قائلا: إنه جريت تجارب الكفاءة الحيوية بهيئة البحوث الزراعية فى السودان، وتم تسجيل المبيد لمكافحة الحشائش فى قنوات الرى بالمشاريع المختلفة بتاريخ 1 / 5 /1982 م تحت الرقم PC – PPD – 360 وهو مبيد غير اختيارى وليس له أثر متبق على التربة، علماً بأن مبيدات الحشائش أقل سمية على الإنسان من مبيدات الحشرات، حيث يرش المزيج على أسفل ساق النبات بارتفاع 20 سم من سطح الأرض.

وأضاف المهندس عمرو أن هناك عينات كثيرة من الموسكيت، ولكن يوجد منها نحو عينتين فى البيئة الزراعية المروية بولاية النيل الأبيض هما:Africana Prosopis gulisora Prosopis وكان الغرض هو وقف الزحف الصحراوى الذى تأثرت به مساحات زراعية كبيرة حتى بلغ الأمر من الخطورة درجة أصبح من الصعب معها ممارسة الزراعة فى كثير من المشاريع الزراعية ونموها، اكتشفوا تسببها فى أضرار بيئية غير طبيعية بل تسبب أضرارا فادحة من الناحية الاقتصادية أيضاً، لأن جذورها تتوغل وتنتشر فى أعماق الأرض فى جميع الاتجاهات، ولمسافة تصل إلى70 متراً الأمر الذى يستحيل معه نزعها من باطن الأرض.

وأكد المهندس عمر أن هناك طريقتين لمكافحة الموسكيت، المكافحة الميكانيكية الخاصة بالقلع بواسطة الجرارات ذات الكتينة والمكافحة الكيميائية، ولكل منها طرق استخداماته المختلفة وتكلفته المالية خاصة أنه لا يوجد لها أى فائدة للزينة أو الطيور أو حتى للبذور والحل الوحيد لها هو قطع أشجار الموسكيت للمساعدة على التخلص منها فى المناطق المختلفة ثم حرقها وطحنها، ثم إعادة تشكيلها بواسطة مكابس بعد إضافة مادة القوار وبعض المواد الأخرى إلى المسحوق لتحويلها لفحم.

وأعاد المهندس عمر ظهورها فى جنوب سيناء وحلايب وشلاتين بكثافة أنها قد تنقل مع الحيوانات، خاصة الجمال التى تأتى من الجنوب، حيث إنهم يأكلون بذورها وتخرج مرة أخرى فى الروث فى مكان آخر فهى من النباتات الذكية التى تتأقلم فى البيئة وتوفر لنفسها البيئة الملائمة للنمو مرة أخرى، حتى بعد أكلها حيث لا تحتاج أكثر من قطرات للمطر وأى تربة سواء رملية أو طينية لتنمو بسرعة رهيبة فى فترة قليلة، ووجودها فى أى مكان بالبيئة المصرية يمثل كارثة الكوارث، ويحتاج لإجراءات حاسمة تُمكن من القضاء عليها، قبل أن تنتشر وتستفحل وتستحيل مقاومتها.

وعن تاريخ شجرة الموسكيت بمصر يقول أسامة فتح الله عبد الراضى محمد، باحث بيئى بمحميات علبة الطبيعية بالبحر الأحمر: هى نوع شجيرى بدأ فى الظهور والانتشار فى محمية جبل علبة فى جنوب شرق مصر ويعتبر واحدا من أسوأ الأنواع الغازية فى العالم لأنه له قدرة عالية على الانتشار ولتأثيره البيئى والاقتصادى ويطلق عليه شجرة الفقر والتناقض وهو واحد من أكثر من أربعين نوعا منتشرة بالعالم من هذا الجنس، وتلك المشكلة بدأت فى 1985 فى مصر، حيث بدأ فى النمو والانتشار فى منطقة حلايب القديمة بجنوب شرق مصر بواسطة السكان المليين بالمنطقة، خلال انتقالهم بين مصر والسودان، وتحت ضغط بعض الظروف السياسية والاجتماعية بدأ فى الانتشار إلى خارج منطقة حلايب القديمة عن طريق الحيوانات الرعوية المستأنسة وبالأخص الإبل، وخلال الفترة من 1988-1990 إدخال الموسكيت كنوع تشجيرى بمدينة حلايب القديمة، والتى كانت تخضع للإدارة السودانية على الحدود المصرية السودانية فى المنطقة المواجهة لجزيرة حلايب، وقد تم الاستعانة بهذا النوع فى أنشطة التشجير بالمدينة من قبل المجتمع المحلى المقيم بتلك المدينة خلال تلك الفترة، حيث انتشر داخل محيط المنازل والمدينة وداخل مستشفى حلايب القديمة (بناء على الاتصال مع السكان المحليين بالمحمية )

وأكد فتح الله أن الموسكيت ينتشر فى نطاق عمق عرضى من 0.5 إلى 23 كم بعرض المحمية باتجاه الغرب بعدا عن المنطقة الساحلية، وينتشر فى نطاق اتساع طولى بطول المحمية من 20 إلى ما يزيد على 150 كم باتجاه الشمال بعدا عن المنطقة الحدودية جنوبا ينتشر الموسكيت فى نطاق عمق عرضى من 0.5 إلى 23 كم بعرض المحمية باتجاه الغرب بعدا عن المنطقة الساحلية.

وتابع: يبدأ فى الانتشار على بعد 0.5 كم فى منطقة حلايب ومرسى شعب ثم يصل إلى منطقة السهل الصحراوى على بعد 23 كم فى ودى شعب وبعمق 18 كم داخل منطقة جبل علبة بوادى الشلال وينتشر المسكيت فى نطاق اتساع طولى بطول المحمية من من 20 إلى ما يزيد عن 150 كم باتجاه الشمال بعدا عن المنطقة الحدودية جنوبا حيث يبدأ من منطقة حلايب وصولا شعب شمالا ومدينة الشلاتين شمالا.

ويؤكد فتح الله أنه ينتشر الموسكيت بجنوب شرق مصر عن طريق نقل البذور بواسطة الحيوانات الرعوية وبالأخص (الإبل) التابعة لقبائل المنطقة، حيث إن كل ثمرة قرنية تحمل من 5-20 بذرة، ولذلك فإنه ينتشر بصورة كبيرة متناسبة مع الإنتاجية العالية للبذور وضغط الرعى العالى عليه، وطول الطرق بالمحمية ساهم فى زيادة انتشاره على جانب الطرق والمنطقة الساحلية، خاصة فى السهل الساحلى (منطقة حلايب – الساحل المقابل لجزيرة حلايب – شعب)، والسهل الصحراوى (وادى الشلال – إيكوان – سرارة )، والسباخات (مرسى شعب) ودورة حياتها تصل عمريا على الأقل 30 سنة، ويصل عمر ها أحيانا إلى 115 عاما، كما فى Brisbane Botanical Gardens وبالنسبة للمحمية تصل أقدم شجرة إلى ما يقرب من 20 عاما بمنطقة حلايب.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زوج يلاحق زوجته لإثبات نشوزها ويؤكد: بددت 300 ألف جنيه خلال عامين.. تفاصيل

الطقس اليوم.. شديد الحرارة وشبورة ورطوبة عالية والعظمى بالقاهرة 37 درجة

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم


الأكثر تحقيقا للأرباح في كأس العالم للأندية قبل نصف النهائي.. إنفو جراف

مدرب فلومينينسي يتحدى تشيلسي: هدفنا صناعة التاريخ

طلاب الثانوية العامة نظام قديم يؤدون اليوم امتحان الديناميكا

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

حول الشوارع إلى جنة.. شاب قنائي يتطوع ويزرع 1000 شجرة على نفقته الخاصة بمدينته.. أحمد عبد العزيز: البداية كانت منذ عام وأحلم بزراعة المدينة كلها بالأشجار المثمرة.. وأسعى لتحقيق الفائدة العامة لأبناء بلدي.. صور


تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الثلاثاء

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

أخبار 24 ساعة.. 21 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس ولا وفيات حتى الآن

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

تشيلسي يختتم تحضيراته لمواجهة فلومينينسي في نصف نهائي مونديال الأندية.. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

مانشستر سيتي يواجه باليرمو وديا احتفالا بذكرى تأسيس النادي الإيطالي

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

البيت الأبيض: أولوية ترامب إنهاء حرب غزة

محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر مبنى سنترال رمسيس بالحريق

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى