سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19 مارس 1799.. "أحمد باشا الجزار" يدفن أحلام نابليون تحت أسوار مدينة عكا

سعيد الشحات
سعيد الشحات
"لم أكن أعلم عندما أقلعت بى السفينة إلى مصر إذا كان وداعى لفرنسا سيكون أبديا، لكنى ما شككت لحظة فى أنها ستدعونى يوما ما إليها، على أن آمالى قد اتجهت إلى الشرق، واستهوتنى فتوحاته العظيمة وصرفتنى عن التفكير فى أوروبا، لكن هذه الأحلام والآمال قد دفنت تحت أسوار عكا"، هكذا قال نابليون بونابرت عن هزيمته فى هذه المدينة التى بدأ حصاره لها فى مثل هذا اليوم "19 مارس 1799"، واستمر 62 يوما.

هى هزيمة يخلدها التاريخ لأنها أجهضت حلم نابليون فى بناء "دولة شرقية" يحكمها، كان سيزحف إلى سوريا بعد عكا، ويجبر تركيا على الإذعان لشروطه، مما يمكنه من الزحف برا إلى الهند أو الوصول إلى القسطنطينية، وبذلك يقع هذا الامتداد الجغرافى تحت الاحتلال الفرنسى.

فى هذا الفصل من التاريخ يقفز اسم حاكم عكا "أحمد باشا الجزار"، المولود فى البوسنة، ثم نزح منها لينخرط فى سلك البحرية التركية وتركها ليبيع نفسه إلى تاجر رقيق فى أسواق الأستانة، فحمله التاجر إلى القاهرة، واشتراه على بك الكبير، فكان ذراعه فى التخلص من بعض بكوات المماليك، "فحمل لقب "الجزار"، وبعد بضع سنوات تشاجر مع على بك، فرحل من مصر إلى القسطنطينية، ومنها إلى سوريا، ليحتمى بيوسف أمير الدروز، وعمل ضابطا تحت قيادة والى دمشق، وبعدها عُيّن حاكما لبيروت، واختلف مع الأمير يوسف بعد أن سرقه، وبعد مناورات منه استطاع الفوز بحكم ولاية عكا.

فى القصص التى تم تداولها عن "الجزار" ويتحدث عنها كتاب "بونابرت فى مصر" تأليف "ج. كرستوفر هيرلد" وترجمه الدكتور محمد أنيس: "كان رجلا ذا طبيعة مشاغبة، مزهوا على الطريقة البوسنية، دفن فى الجدران عددا كبيرا من المسيحيين اليونانيين حين أعاد بناء أسوار بيروت ليدفع عنها غزو الروس، وبالرغم من ذلك كان يبدو أن له جوانب طيبة، فكان يطعم الفقراء، ويوظف من شوه أجسادهم، ويوظف أرامل الرجال الذين قتلهم، ومهما يكن من شىء فإن الجزار كان ذا خلق قوى".

كان "الجزار" بين الستين والسبعين من العمر وقت حصار "نابليون" لعكا، ويقول "هيرلد"، إن السنوات أكسبته حسا سياسيا مرهفا، أنبأه بأن "بونابرت" لا يمكن الوثوق به حليفا، وأن مقاومته له ستعنى أنه لن يحتمل الاحتفاظ طويلا بسلطانه على مصر، ومن هنا كانت رسائل "نابليون" إليه سواء كانت تتملقه أو تهدده إلا وسيلة لإضحاكه أو إثارة غضبه الشديد.

كان التحالف الإنجليزى العثمانى ورقة كبيرة ساعدت "الجزار" على مقاومة حصار نابليون لعكا، وفى تفاصيل قيادته للمعركة التى استمرت نحو شهرين نعرف مثلا، أنه شاهد جنوده يتركون أماكنهم بمجرد رؤيتهم للفرنسيين يهاجمون، فساقهم "الجزار" كالأنعام إلى أماكنهم، وأطلق رصاصتين من مسدسه على المهاجمين، ثم صاح لجنوده: مما تخافون! ألا ترون أنهم يهربون، فعاد جنوده إلى أماكنهم، وبعد دقائق كان الفرنسيون يهربون بالفعل.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يتقدم في تصنيف أندية أفريقيا.. وصن داونز يتصدر قبل لقاء بيراميدز

جوائز كأس عاصمة مصر تشعل الصراع بين الأندية

باسم علي لـ اليوم السابع: الإصابات أجبرتني على تغيير عتبة الأهلي وزيزو عنده شخصية القلعة الحمراء.. فيديو

ريفيرا يهدد بقاء ميشيل يانكون في الأهلي

كل ما تريد معرفته عن نهائي كأس مصر للكرة النسائية بين الأهلى ووادى دجلة


لا خوف ولا قلق.. نصائح أطباء النفسية لفترة امتحانات بلا أزمات.. للطلاب: إزاى تلم المنهج وتتخطى مشاعر التوتر.. وللأمهات: اعملى وقت لنفسك ومارسى هوايتك.. وخطة فعالة للمذاكرة مع طفل فرط الحركة

حياة كريمة فى الصعيد.. الانتهاء من 134 مشروعاً فى محافظة أسوان والافتتاح 30 يونيو.. تشغيل 11 مستشفى و112 وحدة صحية ضمن التأمين الصحى الشامل.. وحل مشكلات انقطاع المياه من خلال 10 مشروعات كبرى "صور"

خريطة الاستثمارات فى خطة التنمية 2025 ـ 2026.. 500 مليار جنيه للهيئات الاقتصادية العامة و222 مليار لقطاع الأعمال العام.. أنشطة الصحة والتعليم والثقافة والنقل تتصدر والعمل تحت مظلة الحياد التنافسى والحوكمة

موعد مباراة الأهلي وفاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

رابطة الأندية تنسّق مع المنتخب لتحديد المعسكرات المطلوبة قبل انطلاق الدوري


مواعيد مباريات اليوم.. الأهلي يواجه الإتفاق وضمك مع الفتح بالدوري السعودي

الأهلي يرفض رحيل إمام عاشور للدوري السعودي في ميركاتو الصيف

العالم هذا الصباح.. نتنياهو: إيران لا تزال تشكل تهديدًا لنا.. ترامب يدافع عن أصحاب البشرة البيضاء بجنوب أفريقيا.. مجلس الشيوخ الأمريكى يحقق فى هوية الشخص الذى أدار البلاد بدلا من بايدن

الزمالك يزاحم الأهلى على صفقة جزار المحلة

إطلاق نار أمام المتحف اليهودى بواشنطن.. مقتل 2 من موظفى السفارة الإسرائيلية.. الشرطة الأمريكية: تحديد هوية المشتبه به والتحقيقات جارية.. ورئيس إسرائيل: سنظل متحدين فى الدفاع عن شعبينا.. فيديو

مواجهات لا تفوتك فى كأس العالم للأندية 2025 .. الأهلى يبدأ الحكاية

الأهلى أمام درب سلطان المغربى فى نصف نهائى الكؤوس الأفريقية لليد

"أسرار تخزين اللحوم قبل العيد".. 120 دقيقة للتبريد من انتهاء الذبح وطرق الحفاظ على الجودة لشهور.. ثلاث طرق للإذابة بعيداً عن حرارة الغرفة والثلاجة الأكثر أمانا.. رائحة كريهة وملمس لزج رسائل عن لحوم غير صالحة

صناعة الدواجن آمنة ومستقرة.. وطلبات تصدير جديدة إلى الدول العربية والأجنبية.. الخدمات البيطرية: المزارع مستقرة ومطمئنة وجميع التحصينات متوافرة.. الثروة الحيوانية: مصر حققت مكانة متقدمة باستثمارات 200 مليار جنيه

ترامب يبدأ العمل فى القبة الذهبية متسلحًا بقائد "قوة الفضاء" و175 مليار دولار.. "ABC": الدرع مضاد للصواريخ النووية والبناء يستغرق 3 سنوات.. والبنتاجون يكشف سر فشل "نجوم ريجان".. والصين تدعو للتراجع عن المشروع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى