نساء من أجل النساء

لفت انتباهى مؤخراً هذا النشاط غير المسبوق لسيدات مصر الفاضلات.
فقد قامت مجموعة من السيدات بتأسيس صندوق لجمع (ثلاثون مليون جنيهاً)؛ من أجل مساعدة مائة امرأة مصرية، ودعمها فى الوصول لمجلس النواب، ممن تم اختيارهن بناءً على مساعيهن ومجهوداتهن فى العمل المجتمعى الخدمى، و الذى لفت الانتباه مجدداً لأهمية دور المرأة فى المجتمع المصرى، و محاربة الفكر القديم المستهلك الذى يحاول جاهداً تقييد دور المرأة والتقليل من شأنها مقارنة بالرجال، والترويج المستمر؛ لأن هناك كثيراً من المناصب والمهام التى لا تقوى المرأة على تقلدها وتحقيق إنجازات ذات قيمة من خلالها !.

صندوق (( نساء من أجل النساء ))

فكرة رائعة وبداية مبشرة بمستقبل جديد ،، قامت عليها مجموعة من النساء لدعم مثيلاتهن من النساء الناشطات، لتغطية نفقات حملاتهن الانتخابية، ذلك لتيسير دخول المرأة فى معترك انتخابات مجلس النواب دون عائق مادى أو إدارى أو معنوى، أيضاً للاعتراف الفعلى بدور المرأة شديد الأهمية فى ثورتى الخامس والعشرون من يناير، والثلاثون من يونيو، و عدم تجاهل تواجد النساء المكثف الذى شاهدناه جميعاً، وشهده العالم أجمع فى كافة المناسبات والمشاركات و النضال الغير مسبوق الذى قدمته المرأة المصرية منذ ثورة يناير وحتى الآن.

كما تُعد هذه الفكرة البناءة بمثابة بوابة جديدة للانفتاح على الفكر الحر و حماية مسار الديمقراطية التى نتطلع إليها من أمراض الجمود الفكرى المتأصلة، ومحاولة كسر التابوهات التقليدية التى تحصر النساء فى وظائف معينة و تجعل من أخرى حكراً على الرجال.

كما أن تلك الفكرة من شأنها أن تفتح المجال أمام كفاءات نسائية كثيرة فى مجالات مختلفة، كن يمنعهن العائق المادى الباهظ الذى تتطلبه الحملات الانتخابية، والذى بدوره كان سبباً رئيسياً فى احتكار مجموعة معينة من النساء القادرات أو المدعومات حزبياً أو المحظيات والمقربات من أولى الأمر على كراسى البرلمان النسائية بغض النظر عن معيار الكفاءة الذى بات آخر أهم المعايير التى يتم على أساسها الاختيار فى العقود الماضية فى مصر.

مصر الآن تشهد تغيراً كبيرا فى عدة اتجاهات، من أهمها تصاعد دور المرأة المصرية وتزايد أهميته واتساع مجالاته، حيث أننا شهدنا لأول مرة امرأة مصرية رئيساً لحزب سياسى معارض، وذلك فى حد ذاته إنجازاً عظيما.

تحية تقدير و إجلال لسيدات مصر، ودعوة خالصة من القلب بالنجاح والتوفيق لمشروعاتهن و مجهوداتهن المحمودة، وترقب يحمل الأمل والتفاؤل للنائبات المقترحات وداعماتهن من النساء الأخريات.
شكراً لنساء يدعمن النساء.