سعيد الشحات يكتب: 19 إبريل 1805.. محمد على يستقر فى منزله بالأزبكية ويطالب خورشيد باشا برواتب جنوده

محمد على
محمد على
أشار "محمد على " إلى "الباب العالى " فى تركيا باسم "خورشيد باشا " حاكم الإسكندرية ليكون حاكما لمصر، فكان الصدى طيبا، وأصدر السلطان قراره بتعيين " خورشيد " الذى سارع إلى الرحيل من الإسكندرية مع حرس الشرف، ونزل من مركبه الشراعى فى الثانى من إبريل إلى بولاق، وأدت له المدفعية التحية، ودخل إلى العاصمة بطريقة شرعية.

وفقا لكتاب "الفرعون الأخير" للكاتب الفرنسى "جيلبرت سينويه " الصادر عن " منشورات الجمل"، فإنه بعد حوالى عشرين يوما من دخول " خورشيد باشا " القاهرة، وصل رسول من "استانبول" بفرمان التعيين وجاء فيه:" تسلم الحكومة فى مصر إلى أحمد خورشيد باشا، وقد اهتدينا فى اختيارنا هذا إلى ما نعرفه عنه من أهلية للتصرف، ومن استقامة وذكاء وحكمة إدارته".

جاء تعيين "خورشيد باشا" على كتلة من اللهب، ومرحلة اضطراب شديدة عاشت فيها مصر منذ رحيل الحملة الفرنسية 1801، وكان "محمد على " هو الرجل الذى يدير كل شىء، فالسلطة العسكرية فى يديه، وكان يخطط للحظة صعوده للحكم، بطريقة جديدة، تتمثل فى أن يكون حاكما بإرادة شعبية بمقاييس هذا الزمان.

لم تنعم مصر بالهدوء، فالحكومة لا تستطيع توفير المال، والبلد موزعة بين " المماليك " و"الألبان"، وأضاف "خورشيد باشا" إليهم ميلشيات جديدة تسمى " الدلهيون " أى " المجانين " لإحداث توازن مع الآخرين،وكانت غالبيتها من الأكراد، وبمجرد دخولهم إلى القاهرة جلبوا عليهم سخط الشعب بسبب سوء نظامهم وأذيتهم للناس، أما محمد على فيبلغه "خورشيد باشا "بدعوة "الباب العالى " له وللقادة العسكريين الألبان بالرحيل عن مصر، لكن بقى هذا " حبرا على ورق "، وظل " محمد على " فى مصر يترقب اللحظة التى يبدأ منها طريقه إلى المجد، وللوصول إليها يضع كل الكرات الملتهبة فى الطريق أمام خصومه وحتى حلفائه دون أن يشعرون.

كانت كرة اللهب الأولى من محمد على،هى مغادرته لمصر العليا ومعه كل الألبان الموجودين تحت إمرته، زاحفين إلى القاهرة بذريعة مطالبة "الباشا " برواتبهم المتأخرة،أما كرة "اللهب الثانية" فكانت، استغلال البدو للاضطراب الذى يعصف بالعاصمة ليعيثوا فسادا فى مصر السفلى، أما كرة " اللهب الثانية " فكانت زيادة التجاوزات إلى حد إلى عدم جرأة أحد حتى لو كان مسلما على الخروج إلى شوارع القاهرة، وقيام الجنود بسجن ضباطهم ورؤسائهم، ونهبهم لكل شىء موجود أمامهم فى الطرقات والبيوت، ولم يعد لـ"الباشا" أى سلطة، وبلغ الوضع مرحلة سيئة جدا، حد أنه لا يمكن أن يستمر طويلا.

جاءت كرة اللهب الثالثة بـ"تعسكر" محمد على تحت أسوار طرة يوم 14 إبريل وتظاهر أفراد قواته بأنهم لم يحضروا إلا للمطالبة برواتبهم، وهو ما جعل "الدلهيون" لا يقابلونهم بعداء، وفى مثل هذا اليوم 19 إبريل 1805 يدخل "محمد على بقواته إلى العاصمة، ويستقر فى بيته بـ"الأزبكية"، ويوجه فى نفس اليوم إنذارا إلى " خورشيد " بتأدية رواتب الجنود الألبان التابعين له.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الخارجية فى رسالة تحذيرية: لن نسمح بإقامة وهم "إسرائيل الكبرى"

فيريرا يرفض المجازفة بـ أحمد ربيع فى تشكيل الزمالك أمام فاركو

تنسيق المرحلة الثالثة.. الأماكن الشاغرة بالكليات والمعاهد لطلاب أدبى

قبل مباراة الأهلى .. غزل المحلة لا يخسر ولا يفوز فى الدوري "إنفوجراف"

اعترافات التيك توكر أوتاكا: غسلت 12 مليون جنيه فى السيارات لمنحها صبغة شرعية


النيابة تستعلم عن حالة المصابين فى موقع حادث موكب وزير الكهرباء لسماع أقوالهم

تعرف على ما كتبته الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة قبل استشهادها

غزل المحلة ضد الأهلي .. موعد المباراة والقناة الناقلة والصفقات الجديدة

استشهاد الصحفي معاذ أبو طه في مجزرة إسرائيلية ضد الصحفيين بغزة

تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر


تنسيق المرحلة الثالثة.. غدا إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

تنسيق المرحلة الثالثة.. ما القواعد الواجب مراعاتها في التنسيق الإلكتروني؟

فتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى بمحافظة القاهرة لمدة أسبوع

مشادات وتراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب

اليوم السابع ينشر نتيجة الثانوية العامة دور ثان فى هذا الموعد

تشكيل الأهلي المتوقع أمام غزل المحلة.. زيزو وبن شرقي وشريف فى الهجوم

تنسيق المرحلة الثالثة.. كيفية التعامل مع موقع التنسيق وتسجيل الرغبات

وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا

نيوكاسل يونايتد يواجه ليفربول في مواجهة نارية بالدوري الإنجليزي

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى