بالصور والفيديو.. الخراب يخيم على مجمع محاكم الجلاء الذى أحرق بجمعة الغضب.. والمبنى تحول لمقلب نفايات ومرتع للخارجين على القانون.. ومسئولو الأمن يخشون على أنفسهم.. والنبات ينمو ويتحدى إهمال البشر

مجمع محاكم الجلاء
مجمع محاكم الجلاء
كتب محمد فهيم عبد الغفار وأيمن رمضان
يخيم الخراب على مجمع محاكم الجلاء، منذ جمعة الغضب 28 يناير من عام 2011، عقب اندلاع النيران بالمبنى الرئيسى المكون من سبعة طوابق، وأتت على كل محتوياته بما فيها الجدران الخرسانية، والعديد من القضايا، وعلى الرغم من قرار المستشار ممدوح مرعى، وزير العدل الأسبق، بنقل مقار محاكم شبرا والساحل والشرابية والأزبكية وروض الفرج والقاهرة التجارية الجزئية، إلى مقر محكمة شمال القاهرة الابتدائية، بعد أن أصبح المبنى غير مهيأ لعقد الجلسات أو استقبال المتقاضين، أو ممارسة الموظفين لمهام عملهم، إلا أنه حتى الآن لم يتم ترميمه أو إعادة استغلاله.

وتجول "اليوم السابع" داخل المبنى المحترق وبمحيطه، ورصدت أبرز السلبيات التى تهدد أمن المواطنين "المارة"، والقائمين على تأمينه من الداخل، ومن أبرزها تحوله إلى مكان للنفايات وجمع القمامة، وملاذ آمن للخارجين على القانون وأطفال الشوارع، ورعب أفراد الشرطة القائمين على تأمينه نظراً لانهياره فى أية لحظة.

وتأتى سيارة القمامة يوميا، فى الزاوية الأخيرة بالمبنى المحترق بناحية جريدة الأهرام، وبالتحديد فى الطرقة الفاصلة بينه وبين مبنى الشهر العقارى الملاصق له، والذى احترق هو أيضاً، لرفع المخلفات بعد فرزها داخل الطابق الأرضى من المبنى، وسط غياب أمنى وإهمال أجهزة البيئة، نظراً للخطورة المترتبة على تخزين القمامة، والتى من الممكن أن تؤدى إلى كارثة بيئية أو نشوب حريق آخر.

ويعمل بعض جامعى القمامة على فرزها وعزل الزجاجات البلاستيكية عن الزجاجية وعبوات الغازات المعدنية، ومن ثم وضعها "أجولة" وتشوينها داخل المبنى لحين قدوم السيارة، ونقلها إلى مكان آخر.

فيما أعرب بعض أفراد الأمن، المكلفين بحراسة المبنى المحترق عن تخوفهم المستمر خلال ساعات عملهم، خشية انهيار المبنى فى أية لحظة، خاصة أن هناك أسقفا بل أعمدة تحولت لركام، الأمر الذى ينبئ بوقوع كارثة تخلف خسائر بشرية ومادية، نظراً لازدحام الشوارع الذى يطل عليها المبنى، بحسب قولهم.

يضيف أحد أفراد الأمن، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، قائلاً: "البلد فيها حاجات أهم من إصلاح المبنى، والمسئولون الله يكون فى عونهم، واحنا لازم نصبر ونتحمل علشان نعدى بمصر إلى بر الأمان، وإن شاء الله بعد انتخاب رئيس للبلد يتحسن الحال، والحكومة هتلاقى حل وربنا يصلح الحال".

وقال أحد مسئولى الأمن عن مبنى حيوى، رفض ذكر اسمه أو تصويره، إن أطفال شوارع ومجهولين، يتسللون إلى داخل المبنى فى ساعات متأخرة من الليل، مضيفاً أن المكان أصبح مرتعا للخارجين على القانون، الذين يتسللون إلى داخله ويخرجون منه مع بزوغ ضوء النهار ولا يعلم أحد ماذا كانوا يفعلون، أو حتى التصدى لهم، قائلا: لا يستطيع أحد ذلك، نظراً للأسلحة البيضاء التى تكون بحوزتهم، بالإضافة إلى فقدانهم للوعى.

وأراد "اليوم السابع" التأكيد على حديث رجل الأمن، فدخل المحرر المبنى على حين خلسة، وتجول بداخله واستطاع رصد الخراب والدمار الهائل الذى خلفه الحريق، فى وضح النهار دون أن يعترضها أحد.

على الرغم من ذلك، وعلى بعد خطوات من المبنى المحترق، يوجد مبنى آخر تابع لمجمع محاكم الجلاء مكون من 9 طوابق، يعمل حتى الآن ولم يصبه ضرر، وبمجرد الحديث مع أمن المبنى الذى أكد أن نيابات الزاوية الحمراء والسبتية والأزبكية والساحل والظاهر وشبرا، مازالت تعمل بينما هناك 11 نيابة أخرى نقلت إلى محكمة جنوب القاهرة الجديدة، بمنطقة "زينهم" فور وقوع الحادث بالمبنى الكبير، على حد قولهم.

وبعد دقائق من الوجود أمام المبنى، وأثناء الحديث مع أحد سياسى الجراجات، وقعت مشادة كلامية بين محررى الجريدة وأحد الذين يتم محاكمتهم وقت خروجه من المحكمة، واقتياده إلى سيارة الترحيلات، والذى اتهم المصور بأنه يعمل لصالح قناة الجزيرة، وسوف يقتله فور خروجه من السجن، كونه صورة، وهو الأمر الذى لم يحدث مطلقاً.

وتطور الأمر وتوافد عدد كبير من أفراد الأمن، الذين التفوا حول محررى الجريدة مطالبين بتحقيق الشخصية وتصريح التصوير، وبعد دقائق من النقاش غادر المحررون محيط المحكمة بعد تعليمات الأمن بذلك.

الحياة لم تكن ميتة بشكل تام، فوسط الخراب والركام استطاع أحد النباتات بالطابق الأول أن ينمو ويلوح للمارة ناحية شارع الجلاء وكوبرى أكتوبر، بعد أن اقترب أحد أفرعه من نافذة المبنى، وكأن لسان حاله يقول "يا بشر لا تغفلوا المكان".
















































Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود ترك يكتب: من "سمسية بمليم" إلى الزعامة.. عادل إمام أسطورة لا تغيب

القاهرة 45 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

تعرف على تطورات مستقبل رامي ربيعة مع الأهلي بعد صورة الأهرامات

الرئيس السيسى: لا سلام دون دولة فلسطينية حتى لو نجحت إسرائيل فى التطبيع مع كل العرب

الأهلي يكشف حقيقة عودة محمد شريف ومحمود كهربا فى الصيف


انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراتي الأهلي وبيراميدز الليلة.. إنفوجراف

نور الشربيني تطارد إنجازاً تاريخياً بعد التأهل لنهائي بطولة العالم للاسكواش

3 مباريات نارية تنتظر الإسماعيلى بعد الخسارة من مودرن سبورت فى الدوري

عمر مرموش يطارد أول ألقابه مع مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.. كتيبة جوارديولا تواجه كريستال بالاس بـ"ويمبلي".. هالاند ورفاقه فى مهمة إنقاذ الموسم.. والنادي اللندني يبحث عن المجد الغائب


من الأفلام للسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي.. إفيهات الزعيم تعيش وتتوارثها الأجيال وتلخص الكثير من الحكي.. "الحسابة بتحسب والجوازة باظت وهو الدين بيقول إيه" إفيهات عادل إمام تعيش العمر كله

وزارة التعليم تحدد سن التقدم للصف الأول الابتدائى.. يبدأ من 6 سنوات

وزارة التعليم: بدء التقديم لأولى ابتدائى ورياض الأطفال أول يونيو المقبل

التشكيل المتوقع للأهلى أمام البنك.. طاهر وبن شرقى وجراديشار فى الهجوم

أكرم القصاص يكتب: معادلات داعش والقاعدة فى تحولات الكم والكيف بخرائط الإقليم

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

لجنة التظلمات تخطر 3 أندية والرابطة بقرارات اجتماع مباراة القمة

اليوم.. أولى جلسات محاكمة سعد الصغير بتهمة التعدى على حقوق أغنية "الأسد"

المصري يسعى لاستعادة الانتصارات على حساب سيراميكا اليوم فى برج العرب

فى عيد ميلاده الـ85.. عادل إمام داخل صالة تحرير "اليوم السابع" (تخيلى)

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى