سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 يونيه 1995.. رحيل عاطف الطيب.. وقائمة أفصل مائة فيلم مصرى تشمل ثلاثة من إخراجه

عاطف الطيب
عاطف الطيب
"أتلمس المشاكل التى تهم المواطن من الطبقة المتوسطة، وبالذات من أبناء جيلى، ويجب أن نكون شاهدين على عصرنا بلا تزييف أو تشويه، فأنا أترجم ما يمكن أن يمس كل ما يعتمل داخل الناس ويؤثر فيهم، كل ما يهزهم فى حياتهم اليومية، وخلاصة القول أن نحاول التعبير بصدق وأمانة وعيوننا على ما يحدث فى مجتمعنا، فى الحياة، ونشحن هذا بأعمالنا الفنية"، هكذا لخص المخرج عاطف الطيب الذى رحل فى مثل هذا اليوم " 23 يونيه 1995 " رؤيته لأعماله الفنية والتى لا يفصلها عن همومه كمواطن عاش مرحلتين متناقضتين فى تاريخ مصر، الأولى مع ثورة 23 يوليو 1952 حيث ولد قبلها بخمس سنوات " 26 ديسمبر 1947 " بجزيرة " الشوارنية" مركز مغاغة محافظة سوهاج، وعاش سنوات الثورة بمعاركها الكبيرة من أجل الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية، وبعد أن أنهى دراسته التحق جنديا بالجيش من عام 1971 حتى 1973.

عاش " الطيب" مرحلته الثانية، فبعد خروجه من الجيش والانتصار على إسرائيل فى حرب 6 أكتوبر 1972، وجد مصر تدخل مرحلة جديدة تسحق الطبقة المتوسطة التى تكونت بفضل ثورة 23 يوليو، ويتحول فيها الصديق إلى عدو بالسلام مع إسرائيل، ومع ما سمى ب" الانفتاح الاقتصادى "تسيد أسلوب" الفهلوة " فى مقابل تراجع قيم العمل، وانفتح الطريق أمام تيارات التكفير التى تطاير معها رصاص الإرهاب، وهكذا كان الواقع هو الخميرة الجاهزة لطبخة "الطيب" السينمائية، التى وجناها فى نموذج "حسن" بفيلم "سواق الأتوبيس" الذى خاض معركة تحرير الأرض كجندى فى الجيش، وبعد خروجه وجد الفاسدون يتسيدون المشهد فى مقابل انسداد فرصة العيش بكرامة أمامه وأمام أبناء جيله الذين حلموا فضحوا من أجل حلمهم، وحين وجد وهو يقود أتوبيس هيئة النقل العام لصا، ترك الأتوبيس وصمم على ملاحقته حتى أمسك به، وناوله بكل عزم وقوة لكمات بقبضة يديه صائحا "يا ولاد الكلب"، سرت الصيحة على كل الألسنة، وأصبح المشهد كله أيقونة سينمائية فاضحة لمرحلة الفساد التى نخرت فى جسد مصر، وبقدر ما عبرت عن حالة انكسار جيل، شددت على أن المقاومة اختيار لا فكاك منه.

لم ينجب "عاطف الطيب" أطفالا، لكنه كان يسابق الزمن فى رحلة حياته القصيرة، ليترك عددا أكبر من الأفلام التى أخرجها "21 فيلما"، وجعلته واحد من أهم مخرجى السينما المصرية عبر تاريخها، وحسب رأى الناقد الفنى طارق الشناوى: "يظل نقطة فارقة فى تاريخ السينما المصرية ومخرجا استثنائيا، وفى مجمل أفلامه قدم السينما كما يريدها وبشروط لا تتناقض مع السوق، تختلف أعماله أحيانا لكن بدرجة لا تصل إلى حد التناقض".

فى مسيرته السينمائية ترك ثلاثة أفلاما ضمن أفلامه الـ"21" فى قائمة أفضل مائة فيلم أنتجتها السينما المصرية، حيث احتل فيلم "سواق الأتوبيس" المرتبة الثامنة، واحتل فيلم " البرىء" المرتبة الـ"28"، وفيلم "الحب فوق هضبة الهرم" احتل المرتبة الـ"67".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة أمام فلامنجو فى نهائى كأس القارات

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص


مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

انتهاء نظر استئناف محمد رمضان على حبسه عامين وتغيبه عن الحضور

BBC: محمد صلاح يحظى بدعم جماهيرى ورسمى غير مسبوق بعد أزمة ليفربول

بعد مصرع نيفين مندور.. حوادث مأساوية أنهت حياة فنانين بعيدا عن الكاميرا

أبرد الفصول.. الشتاء يبدأ رسمياً الأحد المقبل ويستمر 88 يوما و23 ساعة


ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

إعلان نتيجة الدوائر الـ30 الملغاة لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب غدا

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار خلال الساعات المقبلة

نيفين مندور.. عاشت حياة مليئة بالأزمات ورحلت فى نهاية مأساوية

150قناة عالمية تذيع مباريات كأس أمم أفريقيا 2025

مواعيد مباريات اليوم.. باريس سان جيرمان مع فلامنجو ومان سيتي ضد برينتفورد

بعد مصرع الفنانة نيفين مندور.. خطوات لتجنب حرائق الشقق السكنية.. تعرف عليها

جار نيفين مندور يكشف تفاصيل مصرعها فى حريق منزلها بالإسكندرية

مصرع الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم اللى بالى بالك فى حريق بمنزلها

نهائى كأس العرب 2025.. تفوق عرب أفريقيا على آسيا فى النهائيات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى