د.محمد ممدوح عبد المجيد يكتب: هذه الجدلية ستظل إلى قيام الساعة

من أروع ما كُتب فى السياسة عبر التاريخ مؤلف "السياسة " لأرسطو، والذى نقله إلى العربية أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، فى هذا المؤلف العظيم تجد أن أرسطو يتقدم بنصائح إلى الطاغية كى يحافظ على ملكه وسلطانه، ومن أولى تلك النصائح التظاهر بالتدين والدفاع عن الدين وحب الآلهة فيقول ناصحاً للملك "أن الناس كثيراً ما لا يخشون ظلماً من قبل رجل يظنونه مواظباً على جميع واجباته نحو الآلهة ويقل اجتراؤهم على الائتمار به، لأنهم يخالون السماء حليفة له".

والعجيب فى هذه النصيحة ليس نصها، ولكن توقيتها، لأن أرسطو فطن إلى العلاقة بين الدين والسلطة والخلافة منذ ثلاثمائة سنة قبل الميلاد، بما يعنى عمق نظرته وإبداع رؤيته.

ولعل تلك الرؤية الأرسطية هى ما اجتذب أطرافها، وأخذ مضمونها دعاة الدين، أو بالأحرى أصحاب سفينة الدين إلى منصة السلطة، أياً كان نوعهم وأياً كانت اتجاهاتهم، فوسائلهم واحدة، وتبريراتهم واحدة...
بن لادن كان يزعم أنه يدافع عن الإسلام، وكان يقتل ويُخرب بحجة الإسلام .... وداعش فى العراق تذبح الأطفال بحجة أنهم أبناء الشيعة وأنهم بهذا يدافعون عن الاسلام، والجماعات التكفيرية والجهادية فى مصر يقتلون أعيناُ وعدها النبى الكريم بالجنة لأنها باتت تحرس فى سبيل الله بحجة الاسلام ...

والسؤال الآن، أى إسلام؟ وأى دين ؟ وأى عقيدة تلك التى تبيح تلك الدماء !؟!
أهى العقيدة التى كان يقف مؤسسها (ص) لجنازة يهودى، وعندما يقولون له يارسول الله إنه يهودى فيقول " أليست نفسا "، أم هى العقيدة التى التى قال عنها صاحبها " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها " بما يعنى البناء والتعمير إلى لحظة قيام الساعة، لا القتل والتخريب، أم هى العقيدة التى قال عنها صاحبها " من حرّض على قتل أخيه ولو بشطر كلمة بُعث يوم القيامة مكتوباً بين عينيى آيس من رحمة الله ".

أى عقيدة هى إذاً، للأسف إنها ليست سوى عقيدة واحدة قالها أرسطو منذ زمن بعيد، إنها عقيدة السلطة لا أكثر، عقيدة الحكم والملك لاغير، وكل يوم يمر يثبت لنا صحة هذا الكلام، فداعش دخلت الكنائس ودمرتها ورفعت عليها أعلام سوداء مكتوب عليها اسم الله، والله برئ مما يفعلون، ومما يدينون، ومما يفكرون، ثم ادعوا إقامة خلافة إسلامية، إنها السلطة إذًا، هى الدافع إلى التظاهر بالدين، وهى الدافع إلى التمسح بالدين حتى لو كان النهج خاطئا، وصدقت نبؤة أرسطو، حيث العلاقة الجدلية بين السلطة والدين ستظل إلى قيام الساعة...
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أوبتا تكشف المرشح المفضل للفوز بكأس العالم للأندية 2025

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

اتحاد الكرة يعلن مباريات الجولتين الأولى والثانية بدورى المحترفين

تحريات المباحث لكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس

أحمد السقا بعد عرض أحمد وأحمد: الجمهور السعودى ذواق للفن المصري..صور


الحكومة خارج الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس.. انتقادات برلمانية واستدعاء وزير الاتصالات تحت القبة.. رئيس النواب: الضرر جسيم ولا نقبل التهوين.. نواب: أين الميكنة والتحول الرقمي؟.. ومحمود فوزى يكشف تفاصيل الحادث

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

مطالب عبد القادر المالية تؤجل انضمامه إلى سيراميكا..وموقف واضح من الأهلي

الأرصاد الجوية محذرة من الرطوبة المرتفعة: تقارب الـ90% بالقاهرة

اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة والأمواج 4 أمتار


محمود فوزى: لدينا نسخة بديلة من البيانات التالفة بسبب حريق سنترال رمسيس

الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

حريق سنترال رمسيس..13 ساعة للسيطرة على النيران.. بدأ من الطابق السابع وامتد لباقى المبنى.. وتجدد 3 مرات..و12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكى.. والنيابة العامة تعاين الحادث وتكلف بالكشف عن الأسباب

وزير الصحة: 27 مصابا فى حادث حريق سنترال رمسيس وانتشال 4 جثامين

ترتيب الكرة الذهبية 2025.. صدارة فرنسية ومحمد صلاح رابعًا

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

فرص عمل فى الإمارات براتب يصل إلى 24 ألف جنيه شهريا.. التقديم لمدة 4 أيام

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى