د.محمد ممدوح عبد المجيد يكتب.. المواطنة فى الإسلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
شئ ما خطأ، إما فى فهمنا نحن، وإما فى غايات المدّعين!! فعندما تقرأ فى صحيح السنة أن النبى صلى الله عليه وسلم عقد معاهدات أمان مع يهود المدينة، ولم يحاربهم إلا بعد أن نقضوا وعودهم معه (صلى الله عليه وسلم)، وعندما تقرأ أنه النبى عقد صلحًا مع مشركى قريش اشتُهر باسم "صلح الحديبية"، وعندما تقرأ تلك القاعدة التى أرساها القرآن الكريم للمواطنة "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، أى أن الحساب كله لله، وأن الأمر والنهى كله لله، ثم تجد هذه الآية الرائعة، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئين والنصرى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ شهيد " (الحج 17 ) ، أى أن الله وحده هو الذى سيفصل بين الجميع، ليس لأحد هداية أحد، وليس لأحد الحق فى حساب أحد، فالحساب مكفول لله وحده، وهو أعلم بما فى صدور العالمين.

ثم تطالعك السنة النبوية بزيارة النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم) لجار يهودى كان يؤذيه، ومع ذلك، لما علم النبى الكريم بمرضه ذهب إليه فى بيته زائرًا، لم يكن ذلك لعلة، وإنما كان إرساءً لمبادئ المواطنة، ليعلم الجميع أن للمواطنة مبادئًا وأن للجار حقوقًا أرساها القرآن الكريم والسنة، ألم يخاطبنا القرأن بقوله "والجار الجنب والصاحب بالجنب" ، ألم يخاطبنا النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" وقوله "ظل جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، وقوله: "والله لا يؤمن والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن قالوا من يارسول الله؟، قال من لا يأمن جاره بوائقه".

تلك هى مبادئ المواطنة التى أرساها القرآن الكريم وأيدتها السنة النبوية المباركة، والسؤال الآن، هل ما تفعله داعش أو الجماعات الجهادية فى شتى أقطار العالم وقتلة أبنائنا فى الفرافرة وفى غزوتىّ رفح الأولى والثانية هل ينتمى إلى هذه المبادئ من قريب أو بعيد؟! هل يوجد قتل على المذهب فى الإسلام، هل توجد مذهبية أساساً؟! ثم لمصلحة من ذاك الصراع المرير بين السنة والشيعة، ذاك الذى أشعلت ناره داعش وأيقظت فيه الفتن من كل حدب وصوب، هل يبيح الاختلاف الفكرى أو المذهبى الدماء!! إذن ما الفارق بين داعش وبين قتلة فرج فودة، لا فرق، كلهم واحد، كلهم أعداء للإنسانية وللفكر البشرى، بل أعداء للإسلام ذاته الذى ادعوا شرف الدعوة إليه والذب عنه، ليتحول الاختلاف فى الرأى إلى مبرر للقتل، وليتحول الاختلاف فى المذاهب إلى بحار من الدماء لا يعلم مداها إلا الله، أفيقوا يا سادة، فنحن بتلك المذهبية والطائفية نقتل أنفسنا بأيدينا لمصلحة أعدائنا المتربصين، وياليت داعش والذين يسمون أنفسهم بالجهاديين يفهمون.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصدر ينفي شائعات استعداد أنجلينا جولي لنشر مذكرات تكشف أسرار حياتها

الصحف العالمية اليوم: جيسلين ماكسويل برأت ساحة ترامب.. شريكة إبستين: لا أعتقد أنه مات منتحرا.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات البنتاجون ومسئولين كبار.. وناجون من الهولوكوست يدعون إسرائيل لوقف تجويع أطفال غزة

تشكيل مباراة النصر ضد الأهلى في نهائي كأس السوبر السعودي

بيرس بروسنان يدلي بتصريح صادم حول تجسيد شخصية جيمس بوند مرة أخرى

حسام حبيب: سأتخذ إجراءات قانونية ضد ياسر قنطوش ولن أسمح لأحد المساس بسمعتى


مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي

جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات

عودة ليفاندوفسكي لقائمة برشلونة أمام ليفانتي في الليجا.. وغياب دي يونج

رئيس التمثيل التجارى يكشف لـ"اليوم السابع": خطة مصر لزيادة الصادرات إلى أفريقيا.. عبد العزيز الشريف: إدخال سلع جديدة فى هيكل الصادرات وزيادة الكميات الموجهة للخارج.. صادرات القاهرة تجاوزت 3.1 مليار دولار 2025


يانيك فيريرا يكسر عقدة البدايات مع الزمالك ويتفوق على 8 مدربين

براد بيت يعود للعمل بعد وفاة والدته.. تقرير: يتصرف بمهنية رغم المأساة الشخصية

البايرن ضد ار بي ليبزيج.. البافاري يعادل سجله القياسي في افتتاح الدوري الألماني

أحمد حمدي يخضع لاختبار طبى فى الزمالك بعد إصابته فى الأمامية

فيولا ديفيس تحتفل بعيد ميلادها الستين.. وتصف شعورها في هذا العمر بـ"الحرية"

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة

إسلام جابر: أرفض اللعب للأهلي.. ومصطفى محمد زملكاوي ووارد انتقاله للأحمر

داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى