د. محمد ممدوح عبد المجيد يكتب: تجديد الخطاب الدينى (1)

لاشك أن مصر اليوم فى مرحلة إعادة البناء، وهى فى أمّس الحاجة إلى تجديد روافدها ودماء أبنائها فى كافة المؤسسات، ليس عيباً فى القائمين حالياً عليها ولكن التجديد والتغيير سنة كونية لا تبديل لها، والتغيير إما أن يكون بتغيير الأشخاص أنفسهم وهو ما لا نسعى إليه ولا نطالب به، أو تجديد النظام والمنهج الذى يسيرون عليه لمواكبة التطور والأنظمة الحديثة وهو ما ننادى به ونطمح إليه فى كافة مؤسساتنا، خاصة فى هذه المرحلة العسيرة، التى تتطلب الجهد والعرق الإخلاص لأجل إعادة البناء.

ومن أولى تلك المؤسسات التى هى بحاجة إلى تغيير ثقافتها ومنهجها هى وزارة الأوقاف، حيث إن الدعوة إلى الله من أجّل وأرفع الأعمال، ومن أعظهما وأخطرها على مستقبل الوطن، فالداعية إن لم يكن مثقفاً بالقدر الكافى وعلى دراية تامة بصحيح الدين والسنة فإنه قد يخلق أزمات، وقد يساعد فى صناعة متطرفين جدد، أو يغذى المتطرفين القدامى، بما يدخله على الدين من تشدد لا رفق فيه مخالفة لجوهر الدين القائم على الرفق الذى لا تشدد فيه، والتجديد ليس معناه تطوير الدين، أو إدخال ماليس من الدين عليه، معاذ الله، ولكن التجديد معناه الخضوع لحديث النبى الكريم (ص) "أنتم أعلم بشئون دنياكم" أو ما يعرف بالفقه إصطلاحاً "فقة الواقع"، وذلك لمواكبة التطورات والقضايا والأحداث التى لم تكن موجودة على عهد النبى (ص) وفى هذا يقول الشيخ محمد الغزالى رحمه الله "إن مراجعة تفكيرنا الدينى ضرورة ماسة، ولا أعنى بتاتا رجوعاً عن أصل قائم أو فرع ثابت فهذا والعياذ بالله ارتداد مقبوح وهناك فرق بين المراجعة والرجوع".

فالمراجعة هى مسألة ثقافية بحته لا تصل إلى جوهر الدين أو نصوصه ومبادئه، ولكنها فقط تشرح هذه المبادئ وتلك النصوص بشىء من الوسطية، وبما يتناسب مع سماحة ولين ورفق هذا الدين، يقول الدكتور أحمد كمال أبو المجد فى كتابه "حوار لا مواجهة" ما نصه "... فإن الحديث موجه إلى فكر المسلمين وسلوكهم فالتجديد إذاً تجديد لأمر الدين ومكانته وسلطانه وليس تجديد للدين نفسه"، والمسلمون اليوم فى أمّس الحاجة إلى مثل هذا التجديد، لأن الخطاب التقليدى أعياهم وأصابهم بالملل لدرجة جعلتهم ينصرفون عن الدعاة وعن المساجد، بل وجعلتهم لا ينصتون إلى نداءات الدعاة لأنهم فقدوا الثقة فيهم.

ذاك هو ضرورة التجديد والبدء فى اتخاذ إجراءات حقيقة لإحداث نوع من التغيير فى نمطية الدعوة، أما عن الآلية والكيفية ففى المقال القادم إن شاء الله.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألمانيا تحبط هجوما إرهابيا على سوق عيد الميلاد واعتقال 5 أشخاص

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

موعد مباراة باريس سان جيرمان وفلامنجو في نهائي كأس إنتركونتيننتال 2025

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات

فاضل 66 يوما.. موعد شهر رمضان وأول أيامه فلكيا لعام 1447 هجريا


الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه

ارتفاع حصيلة قتلى إطلاق النار على تجمع يهودى بسيدنى إلى 10 أشخاص

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

دموع وتصفيق وأرقام قياسية فى ليلة عودة محمد صلاح التاريخية.. فيديو وصور


سقوط 5 قتلى في إطلاق النار بأستراليا.. والشرطة تعلن مقتل أحد المنفذين

تفاصيل صادمة فى جريمة العمرانية.. أم تقتل طفليها بسلاح أبيض

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

الصفقة المجانية سر غضب الأهلى من برشلونة فى صفقة حمزة عبد الكريم

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى