محمد على سليمان يكتب: حتى تكون للقانون سيادة فعلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
سيادة القانون كلمتان نسمعهما كثيرا منذ ما يقرب من ستين عاما، ومعناهما بسيط وهو أن يسود القانون بين أبناء الوطن، وأن ينفذ القانون على الجميع دون النظر على من يطبق، لقد أسس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لهذا المبدأ منذ ما يقرب من 1400 عام، حينما قال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، هذا هو التطبيق الحرفى والسليم لجملة سيادة القانون.

ونرى أن الدولة مهمتها الأساسية هو تطبيق هذا المبدأ حتى ولو كان على نفسها، وأذكر هنا حكم محكمة بريطانية حكمت لأحد المواطنين ضد رئيس الدولة آنذاك ونستون تشرشل، وكان الوقت وقت حرب فى النصف الأول من أربعينيات القرن الماضى، والقصة أن القوات المسلحة البريطانية قد صادرت بيت المواطن لإقامة مطار حربى، وكان هذا البيت يعوق إقامة المطار فى هذا المكان.

وعند صدور حكم المحكمة بوجوب استرداد بيت المواطن، لم يتوان تشرشل عن تنفيذ الحكم وقال قولته المشهورة أشرف لبريطانيا أن تخسر الحرب ولا أن يقال أن بريطانيا قد أهدرت حكما قضائيا, وكسبت بريطانيا الحرب ضد النازى هتلر وكسبت احترام العالم، لأنها دولة تحترم القانون وأحكام القانون.

هذه هى الدولة التى تطبق مبدأ سيادة القانون، حتى ولو كان على نفسها، والغريب أن الدولة لم تلتف على الحكم بدعوى الأمن القومى، ولم يخرج علينا احد واتهم هذا المواطن بالعمالة والخيانة، ولكنها أقرت بحق المواطن فى التقاضى ولم تتوان فى تنفيذ هذا الحكم حتى وإن لم يكن فى صالحها.

ولكن ما يحدث فى بلدنا من إهدار لأحكام القضاء وعدم تطبيقها، بخصوص عودة بعض الشركات التى تمت خصخصتها فى عهد مبارك إلى الدولة، وبعض هذه الأحكام نهائية وباتة، ولكن الدولة تماطل فى تنفيذها، بدعوى أن المشترين الجدد قد يلجأون إلى التحكيم الدولى مما يعرض الدولة لعقوبات اقتصادية أو غرامات مالية.

بل أن فى عهد الرئيس عدلى منصور صدر قانون بعدم أحقية أحد فى رفع قضايا فيما تبرمه الدولة من تعاقدات غير المتعاقدين فقط، ونرى أن الدولة لثانى مرة تقر مبدأ خطيرا وهو عدم أحقية أحد فى التقاضى.

لقد ثار الناس بسبب أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية فاسدة وسيئة، فمن العار بعد ما تكبدته مصر من دماء سالت وأرواحا زهقت أن نعود لنقطة الصفر مرة أخرى، أن نجد أنفسنا أمام نفس السياسات التى ثار الناس عليها، كل ما يطلبه الناس هو أن يسود القانون وأن يطبق على الجميع حتى ولو كان على الدولة نفسها.


Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

قنصل مصر فى نيويورك: النظام والانضباط أهم ما يميز الأهلى عبر تاريخه

رؤساء محكمة النقض ومجلس الدولة والنيابة الإدارية الجدد يؤدون اليمين القانونية أمام الرئيس السيسى

الأهلي ينتظر عودة رضا سليم من المغرب لحسم قرار الإعارة

أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل


مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق

ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025


حكايات موجعة من حادث المنوفية.. الأهالى يسردون لليوم السابع قصص كفاح الراحلات والموت الجماعى.. رويدا لم تُزف وشيماء لم تُكمل هندستها.. و4 طالبات متفوقات بالإعدادية ينتقلن من دفتر الأحلام إلى سجل الوفيات.. صور

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة سيدة فى المنيب

المكسيك تهزم السعودية بثنائية وتصعد لنصف نهائي الكأس الذهبية

مقترح فى الزمالك بعدم خوض الفريق تدريباته بميت عقبة.. اعرف السبب

ملخص وأهداف مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى