بعد عبدالرحيم ونائلة.. الدور على مين؟

بقلم كرم جبر
ليست المشكلة الإطاحة بعبدالرحيم على، ونائلة عمارة من قناة «القاهرة والناس»، وقبلهما رانيا بدوى، وأمانى الخياط، وآخرون، والله أعلم الدور على مين، لكن الأهم هو تحصين حرية الإعلام التى تحققت فى السنوات الأخيرة، منعًا لحدوث انتكاسة تحرق الأرض المكتسبة، وتعيد إلى المشهد طقوس التجريدات الإقصائية فى عهود سابقة، ليست بيد الدولة أو الأجهزة الأمنية، لكن بفلوس ونفوذ رجال الأعمال المسيطرين على الميديا، ويستطيعون التنكيل بمعارضيهم بسهولة، ولأن المصالح تتصالح فقد يتبادلون المصالح، بمعنى «ريحنى وأريحك، مشى فلان اللى بيهاجمنى مقابل عدم الإقتراب منك»، أو أن يتحول الإعلاميون إلى فتوات يحاربون فى معارك أصحاب القنوات، وإذا أغمضت عينيك وفكرت قليلًا فسوف ترى بعض النماذج.

فطن رجال الأعمال إلى هذه الحقيقة مبكرًا فامتلكوا %90 من الفضاء، وأنفقوا الملايين الساخنة، وقلبوا موازين الأجور والرواتب بأرقام فلكية تدفع للمذيعين والمذيعات، مما جذب كبار الصحفيين لتقديم البرامج المجزية ماديًا ومعنويًا، وليس فى ذلك عيب، فقد ارتفع مستوى برامج التوك شو، وأصبحت أكثر سخونة وحيوية وجذبًا للمشاهدين، وساهمت فى رفع مستوى الثقافة السياسية بشكل غير مسبوق، وتجسد ذلك فى الحراك السياسى المتدفق قبل 25 يناير حتى الآن، وكان الإعلام البطل الحقيقى فى إسقاط نظامين، وزيادة نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على الدستور، وكلها استحقاقات إيجابية، يجب الحفاظ عليها وتدعيمها وتعظيم دورها.

الأزمة - فى رأيى- جاءت من عدة أمور، أهمها الفوضى التى ضربت الشارع المصرى فى السنوات الأخيرة، والسباق المحموم للفضائيات للمنافسة والتفرد، وجاء ذلك هلى حساب المهنية والقواعد الأخلاقية، فأصبحت الاتهامات تطال الجميع جزافًا بلا سند أو دليل، ثم ارتدت كرة النار إلى الإعلاميين أنفسهم، فطالتهم النيران التى أشعلوها فى غيرهم، واتجهت إلى صدورهم سهام الاتهام، حتى جاءت قضية التسريبات التى قلبت المائدة فوق كثير من الرموز والنشطاء، فارتفعت أصواتهم مطالبة بوقفها، وإصدار ميثاق شرف إعلامى يحمى الحياة الشخصية ويصونها من العبث، ولكن لم تجد أصواتهم قبولًا، لأن الذاكرة لم تنس أنهم أول من استخدم ضد خصومهم تلك الأسلحة التى يطلبون تحريمها، ولو راجعنا الشخصيات التى تم حرقها منذ 25 يناير حتى الآن لوجدنا أن الناجين من المقصلة أعداد قليلة.
المؤيدون لبث التسريبات يربطون ذلك بكشف أسرار تخدم مصلحة الوطن، والمعارضون يعلقون أسبابهم أيضًا على الإضرار بمصالح الوطن، والوطن برىء من هذا وذاك، ومصلحته فى شىء واحد، هو الحفاظ على حرية الإعلام، وتنقية الممارسة من حالات الانفلات والتشويه والتجنى، وحماية الحرمات والحريات الشخصية، ولن يتحقق ذلك إلا بإصدار ميثاق شرف إعلامى محترم، لا يكون مبهمًا ولا غامضًا ولا إنشائيًا، ولا يتحدث فقط عن القيم النبيلة والمعانى السامية، إنما يرتبط بآلية واضحة تضمن احترام نصوصه وتطبيقها، ونحن لا نخترع العجلة فقد سبقتنا دول أكثر حرية وديمقراطية فى هذا المجال، ولا مانع من اقتباس تجاربها الناجحة.

أخطاء الممارسة الديمقراطية لا يتم علاجها بالغلق والمصادرة والمنع والإبعاد والإقصاء، إنما بمزيد من الديمقراطية الملتزمة بالميثاق والقانون، والتى تصون الحريات العامة وتحميها، والخطر القادم على حرية الصحافة والإعلام لن يكون الدولة البوليسية أو الإجهزة القمعية، ولكن من أصحاب الدار أنفسهم، فرجل الأعمال الذى لن يحصل على حقه بالقانون، سيأخذه بالمال والنفوذ وتبادل المنافع، والإعلامى الذى يستعرض عضلاته اليوم قد يصبح مقصوص الجناحين غدًا... وإييييييه دنيا!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هنادي مهنا تعيش نشاطا فنيا بمسلسل وفيلمين

كيف تفاعلت الأسواق مع اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا.. الذهب يتعرض لهبوط كبير بـ1.8% والأونصة تتراجع 3329 دولارًا.. الأسواق تتجاهل تحذيرات الرئيس الأمريكي بشأن العقوبات على موسكو.. والأسهم تنتعش

الداخلية تضبط 2 تيك توكرز تقدمان محتوى رقص بحوزتهما أقراص مخدرة.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

الطقس غدا.. استمرار انخفاض درجات الحرارة وظهور السحب والعظمى بالقاهرة 35 درجة


محافظ القاهرة يشكل لجنة هندسية لبيان مدى تأثير حريق بحى بولاق على العقار

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

جون إدوارد يرفض الجلوس على دكة الزمالك ويختار متابعة المباريات من المدرجات

مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلى: "شرف ما بعده شرف"

ماذا قدم بيرسي تاو بقميص الأهلى قبل الظهور فى الدوري الفيتنامى؟


جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك والمقاولون العرب الليلة

محطة الركاب السياحية بميناء الإسكندرية.. تضم 4 أرصفة بحرية وتستقبل مئات السائحين من مختلف الجنسيات.. وتستقبل أكثر من 8000 سائح فى ذات الوقت.. وتُقدم أفضل الخدمات.. صور

مؤسس المطبخ العالمي خوسيه أندريس يصل قطاع غزة لتقديم الطعام للسكان.. صور

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

المصري يبدأ رحلة تجديد عقود 9 لاعبين لتحصينهم ضد العروض

78 مليار جنيه لدعم الإنتاج والشباب.. أكبر حزمة تحفيز بموازنة 2025/2026

18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية.. صور

سفير روسيا في واشنطن: ستعقد قريبًا جولة جديدة من المشاورات مع أمريكا

ترامب: أمنح لقائي مع بوتين في ألاسكا تقييم 10 على 10

كل الطرق تؤدى للوادى الجديد.. ساعة توصلك أكبر وأجمل محافظة بأرخص طيران

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى