أوروبا تحيى ذكرى مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى..متطرف صربى يشعل فتيلها باغتيال ولى عهد النمسا وزوجته..وانتهت بزوال الإمبراطورية الألمانية والروسية والنمساوية المجرية ونهاية العثمانية

الحرب العالمية الأولى أرشيفية
الحرب العالمية الأولى أرشيفية
كتبت رباب فتحى
تحيى أوروبا فى شهر أغسطس الجارى ذكرى مرور مائة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى، التى توصف بأنها واحدة من أكبر المعارك التى شهدها التاريخ، إذ شارك فيها ما يقرب من 70 مليون عسكرى من بينهم 60 مليون أوروبى، ولاقى ما يقرب من 9 ملايين شخص حتفهم جراء هذه الحرب الشرسة التى شاركت فيها جميع القوى والتحالفات الدولية، وانتهت بتغيير شكل خريطة العالم وانتهاء أسطورة إمبراطوريات حكمت العالم قبلها.
ورغم أن الحرب العالمية بدأت فى أغسطس 1914، إلا أن فتيلها بدأ قبل ذلك، بوجود احتقان وتوتر بين الفريقين المتنافسين بها، الأول يجمع فرنسا وبريطانيا وروسيا، والثانى يجمع ألمانيا والدولة النمساوية المجرية، وقد سعى كل فريق لمحاولة تحصين نفسه أمام الآخر، حتى تفاقمت الأوضاع تماما فى الثامن والعشرين من شهر يونيو 1914 عندما قام طالب صربى يدعى بافريلو برينسيب، وينتمى إلى مجموعة من العناصر الصربية المتطرفة وتدعى "اليد السوداء" يتزعمها العميد ديميترييفيتش باغتيال ولى العهد النمساوى الأرشيدوق فرانسيس فرديناند وزوجته أثناء زياراتهما لسراييفو، للقضاء على أفكار ولى العهد التى كانت تهدف إلى تغيير الدولة النمساوية المجرية من خلال خلق كيان ثلاثى نمساوى - مجرى - سلافي، وهو ما بات يتعارض مع الأهداف القومية الصربية التى كانت تهدف لخلق كيان قومى على أساس سلافى مركزه صربيا، وقد اشتدت كراهية الصرب لولى العهد بعد أن بدأ يغازل باستقلال البوسنة والهرسك خارج النطاق السلافى، وهو ما استفز مشاعرهم القومية.

وأدت هذه الأزمة السياسية إلى ظهور التحالفات الدولية وفى غضون أسابيع انتشرت القوى الكبرى فى جميع أنحاء العالم، وجمعت الحرب الدول التى لديها القوى العظمى، والتى جُمعت فى مجموعتين من الدول المتعارضة: قوات الحلفاء (الوفاق الثلاثى وهم المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا، فرنسا والإمبراطورية الروسية. ودول المركز (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا). وقد توسعت هذه التحالفات وكبرت مع ازدياد دخول العديد من الدول للمشاركة فى هذه الحرب.

وفى 28 يوليو - بعد شهر من اغتيال ولى عهد النمسا - غزت الإمبراطورية النمساوية المجرية مملكة صربيا، فى الوقت الذى حشدت فيه الإمبراطورية الروسية قواتها، بينما غزت الإمبراطورية الألمانية بلجيكا ولوكسمبورج قبل أن تمضى قدمًا لغزو فرنسا، مما جعل المملكة المتحدة تعلن الحرب على الإمبراطورية الألمانية وبدأت الحرب.

وفى نوفمبر 1914، انضمت الدولة العثمانية للحرب وفتحت جبهاتها فى القوقاز، بلاد الرافدين وسيناء. وذهبت مملكة بلغاريا ومملكة إيطاليا للحرب عام 1915 ومملكة رومانيا عام 1916 و الولايات المتحدة عام 1917.
اقتربت الحرب من نهايتها بعد انهيار الحكومة الروسية فى شهر مارس بسبب تبعات أحداث ثورة فبراير والثورة البلشفية وجعلها تتوصل إلى اتفاق مع دول المركز. فى 4 نوفمبر 1918 وافقت الإمبراطورية النمساوية المجرية على وضع هدنة عرفت باسم هدنة فيلا جوستى. بعد الهجوم الألمانى على طول الجبهة الغربية فى عام 1918 قاد الحلفاء الألمان مرة أخرى سلسلة من الهجمات الناجحة وبدأ ظهور حرب الخنادق، ولكن بسبب المشكلة التى ظهرت فى ألمانيا نتيجة ظهور ثورة نوفمبر على أرضها وافقت على الهدنة فى 11 نوفمبر من عام 1918، وهكذا انتهت الحرب بفوز الحلفاء على دول المركز.
ومع اقتراب نهاية هذه الحرب لم يعد للإمبراطوريات الثلاثة؛ الإمبراطورية الألمانية، الإمبراطورية الروسية، الإمبراطورية النمساوية المجرية وجود، فضلا عن نهاية الدولة العثمانية. وفقدت الإمبراطوريتان الألمانية والروسية العديد من الأراضى الكبيرة بينما تفككت الأخرى تماما ولم يعد لها وجود وقد أُعيد رسم خريطة أوروبا بالدول المستقلة وخلق دول جديدة بسبب التقسيمات الجديدة.
وتشكلت عصبة الأمم بهدف منع أى تكرار لمثل هذا الصراع المروع ولكن هذا الهدف قد فشل تمامًا بسبب ضعف الدول وتجدد القومية الأوروبية، إضافًة لشعور الألمان بالمهانة مما ساهم فى صعود الفاشية ووقوع الحرب العالمية الثانية.
وكانت تلك الحرب التى نشبت بين القوى الأوروبية فى 28 يوليو 1914 وانتهت فى 11 نوفمبر من عام 1918، تسمى بالحرب العالمية والحرب العظمى ولكن تغير المسمى بسبب وقوع الحرب العالمية الثانية. بينما سُميت فى الولايات المتحدة بالحرب الأوروبية.

وتقدر خسائر الحرب العالمية الأولى بمقتل 9 ملايين شخص، إذ تفاقم معدل الإصابات بسبب التطور التكنولوجى والصناعى بين المتحاربين، وتعد هذه الحرب واحدةً من أعنف الصراعات فى التاريخ، وقد تسبب ذلك فى تمهيد الطريق لتغييرات سياسية كبيرة بما فى ذلك الثورات فى العديد من الدول المعنية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة

أمير كرارة يحقق بالشاطر أعلى إيرادات فى مشواره السينمائى

أعمال شغب تنهى مباراة إنديبندينتى وأونيفرسيداد واعتقال 300 مشجع.. فيديو

رافعين علم مصر.. تظاهرات فى غزة دعما للمقترح المصرى لوقف الحرب.. صور

لحظات رعب فى مطار إيطالى.. رجل يضرم النار بمكتب تسجيل أمام المسافرين.. فيديو


دولارات وذهب.. أبناء شقيقة أحمد شيبة يسرقون ملايين من شقة خالهم بالعجمى

لو رايح ماتش الزمالك.. موعد ومكان تحرك الحافلات إلى الإسماعيلية

تسجيل زلزال بقوة 5.6 درجة قبالة سواحل كامتشاتكا الروسية

ذكرى رحيل عملاق الطرب محمد عبد المطلب.. عاش بفنه رغم الغياب

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية


مصر تواجه الكاميرون في ربع نهائي بطولة الأفروباسكت

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

نسرين طافش تكشف عن مشروع بودكاست جديد في مجال التنمية الذاتية

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

محكمة جنايات دمنهور تصدر حكمها اليوم على توربينى كفر الدوار

بعد إعدام المتهمين.. ننشر حكم إعدام قتلة المذيعة شيماء جمال

محافظة الجيزة تتصدى لمخالفات البناء.. إزالة 6 أبراج فى حى الهرم ومجازاة مسؤولين لتقاعسهم عن تنفيذ قرارات إزالة.. المحافظة تحذر المواطنين من شراء وحدات سكنية داخل عقارات مخالفة.. والمحافظ: لن نتهاون مع المخالفين

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

محمد صلاح ينافس على عرش ملوك المساهمات التهديفية فى دوريات أوروبا 2025

"دولة التلاوة".. أضخم مسابقة قرآنية فى تاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى