الشكر

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
قيل: "لا تدَع يوما يمر عليك دون أن تقدم الشكر إلى أحد الأشخاص"، فبينما نسير نحن والسائرون معنا فى الحياة، مسرعًا كل منا نحو هدفه وغايته المنشودة، وقد تتعثر الخُطوات أو تتوه الأقدام وسْط الطريق، يشق ظلام الطريق ضوء عندما تمتد يد لتسند الآخر فى لحظات فارقة من الحياة، وهنا أتوقف لأدعوك، قارئى، أن تتوقف وتبحث فى ذاكرة الأيام، عن تلك اليد التى امتدت إليك تسندك عبر مسيرك فى رحلة الحياة، هل تذكر من أسرع فى تعضيدك فى الأمس، ومن يُسرع اليوم ويوجَّهك فى طريق الحياة نحو النجاح بمساندته لئلا تسقط أو تفقد الطريق؟ هل قدمت إليه كلمات العرفان والشكر؟ إن كانت إجابتك بالنفى، فدَعنى أطلب منك أن تتريث قليلًا وتقدم الشكر إلى من مد إليك يد المعونة.

قرأتُ قصة عن أحد الأشخاص الذين كانوا يعيشون فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان وجهه يحمل أثر جُرح بالغ يُدرَك من أول وهلة أنه جراء تعرضه لحادث مريع لم تستطِع الأيام محوه، كان الرجل يُقضِّى فترات طويلة يتطلع من نافذته وكأنه ينتظر قدوم شخص ما، وفى يوم ما سأل عابر عن سر انتظار الرجل، فقيل له إنه قبل تسْع سنوات، كان هٰذا الرجل فى مرة يتطلع من نافذته، فشاهد عربة تُسرع بجنون نحو خطر عظيم، وكانت تحمل داخلها طفلة صغيرة تصرخ رعبًا، إذ كانت العربة دون سائق! فأسرع الرجل نحو العربة بكل ما لديه من سرعة حتى أمكنه اللحاق بها وإيقافها بصعوبة شديدة، إلا أنه جُرح جُرحًا خطيرًا وسقط مغشيًا عليه، وعندما أفاق، كانت الفتاة هى أول من سأل عنه: هل أصابها أى مكروه؟ فقيل له إنها بخير، فسأل عن حضورها هى أو أحد أفراد عائلتها إليه ليشكروه عن إنقاذه حياتها، أو ليسألوا عن حالته عندما كان قريبًا من الموت، فعرَف أنه لم يحضر أحد، صمت الرجل، ولٰكنه أصبح يقف ساعات طوال، مُطلًّا من النافذة ينتظر قدوم أحد ليشكره؛ وقد سُمع وهو يردد: أنا لا أطلب أجرًا لعملى هٰذا، وإنما تقديرًا لِما فعلتُ.

القارئ العزيز، إن كلمات الشكر لا تكلف كثيرًا، لٰكنها تقدم الأكثر، إذ تعبّر عما يحمله الإنسان من إحساس بالشكر نحو الآخرين، معلنًا أن له قلبًا ما يزال يحمل عمق إنسانيته، ويشعر باليد الممتدة إليه بالمعونة، لذا لا تتردد فى أن تكون عبارات الشكر جزءًا من يومك، فى كل صباح، ومع رحيل شمس يومك، اُشكر الله الذى يدبر أمور حياتك بكل الخير لك، واشكر كل من التقيتَه فى يومك وقدَّم إليك عملًا خيِّرًا حتى إن كان بسيطًا؛ وحينئذ تجد السعادة وقد تسللت إلى قلبك وإلى قلوب من حولك؛ ليصبح العالم دائرة محبة عظيمة تتسع للجميع.

الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلي وباتشوكا استعداداً لكأس العالم للأندية والقنوات الناقلة

محكمة الإسماعيلية الاقتصادية تنطق بالحكم اليوم على التيك توكر زين الزين وصديقه

الأهلى يواجه الاتحاد السكندرى فى مباراة حسم لقب سوبر السلة

تأجيل ميعاد امتحانات الإعدادية اليوم بالإسكندرية لمدة ساعة لتبدأ 10صباحا بسبب الأمطار

تنويه مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. الأمطار تضرب هذه المناطق


رياح وسقوط أمطار.. شاهد موجة تقلبات جوية تضرب محافظة الإسكندرية.. فيديو

أحمد حلمي ومنى زكي وعمرو يوسف وكندة علوش في زفاف أمينة خليل.. صور جديدة

ثروت سويلم يعلن نظام الدورى في الموسم الجديد وموعد نهايته

أحمد ياسين يعود للبنك الأهلى عقب انتهاء إعارته مع غزل المحلة

ترامب يُعلق على فيديو ماكرون وزوجته: عليك التأكد من إغلاق باب الطائرة


كريم نجل خالد النبوي يحتفل بخطوبته في حفل اقتصر على الأهل والأصدقاء

ترامب: سنعلن تفاصيل اتفاق غزة اليوم أو غدا

محمد شريف يكشف حقيقة اتفاقه على 50 مليون جنيه مقدم تعاقد مع الزمالك

سوريا ترحب بقرار الحكومة اليابانية رفع العقوبات عن أربعة مصارف وطنية

أحمد فتوح يقود الجبهة اليسرى للزمالك أمام فاركو غدًا

مصرع عاملين سقطا من أعلى سقالة أثناء العمل بمدينة 6 أكتوبر

هدية الدولة للمصريين فى الخارج.. كل شىء عن أسعار وشروط ومساحات "بيت الوطن"

آية سماحة تزور مشيرة إسماعيل لتقديم اعتذارها الشخصي

"بيت الوطن" هدية الدولة للمصريين فى الخارج.. "اليوم السابع" تحصل على تقرير بإجمالى القيمة البيعية.. واختيار مواقع ومدن متميزة.. "الإسكان" طرحت أكثر من 30 ألف قطعة أرض ووحدة سكنية بمساحات مختلفة فى 10 مراحل

الأهلي يضم كباكا إلى رحلة الفريق فى كأس العالم للأندية بأمريكا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى