د.سمير البهواشى يكتب: هؤلاء يستحقون المؤازرة المادية والمعنوية

ورقه وقلم - صورة أرشيفية
ورقه وقلم - صورة أرشيفية
لماذا أصبح أمل كل شاب لديه القدرة على الابتكار والاختراع والتزود من العلم وتحقيق ذاته والشعور بكينونته أن يسافر للخارج وتحديدا إلى أمريكا أو كندا أو بريطانيا، حتى يحقق ما يتمناه، ولماذا لا يفكر فى الهجرة إلى الداخل؟ أو الاستقرار فى بلده؟

ومعظم الذين يسافرون على نفقتهم وبمحض اختيارهم لا يعودون إلى الوطن الأم إلا زائرين وربما تزوجوا هناك من أجنبية، أما الذين يسافرون على نفقة الجامعات فى بعثات دراسية فبعضهم يتم إغراؤهم بالبقاء من أجل تحقيق الذات فيقطعون صلتهم بالجامعة التى أرسلتهم ويمكثون فى بلاد لا يشعرون فيها بالغربة العلمية ولكن يعانون من مرارة الغربة الاجتماعية والأسرية.

غير أن الحرية الفكرية والإنفاق ببذخ على أبحاثهم فى هذه الدول والتعاون والتعاضد بينهم وبين العلماء أمثالهم من الجنسيات المختلفة تنسيهم إلى حين هذه المرارة، ولدينا حوالى 86000 عالم مصرى فى الخارج، ممن سافروا ولم يعودوا والذين يحلو لنا أن ننعتهم دائما بـ(الطيور المهاجرة)، وهؤلاء فى الواقع يجدون من الوطن الأم كل الاحترام والتبجيل لدرجة علو أصوات بعضنا بتوجيه النداءات المتكررة إليهم أن عودوا إلى بلدكم وكفاكم غربة واغترابا، مع أنى أرى – ومن وجهة نظرى الشخصية - أن هؤلاء المصريين العاملين فى الخارج يمكن أن يخدموا وطنهم الأم من خلال تواجدهم الدائم فى بلدهم الثانى الذى تجنسوا بجنسيته وانخرطوا فى دوامة العمل الدائب فيه وأن عودتهم قد تعنى ذبول قريحتهم وانطفاء جذوة العطاء لديهم لأن الطبع يعدى وآلة العمل عندنا مازالت بطيئة، والعقاب موجود وجاهز وسريع، والثواب مؤجل دائماً، عكس ما ألفوه هناك، ثم أن الغربة ليست فى البعد المكانى عن الوطن فقد يكون الإنسان غريبا وهو فى داخل وطنه إذا لم يجد التقدير المناسب أو الاستخدام الأمثل لطاقاته وإبداعاته والعكس دائما صحيح، فقد يشعر بمصريته ويزداد حبا لبلده وهو بعيد عنها لأنه يكون فى هذه الحالة راضيا عن نفسه وعما يقدمه للبشرية.

فليبق إذن أبناؤنا حيث هم موجودون ولكن ما نطلبه منهم أن يحولوا جزءا من مدخراتهم إلى بلدهم الأم على أن تشجعهم الحكومة وتؤمن مدخراتهم، وأن يتعاونوا مع إخوانهم فى الداخل على نقل التكنولوجيا الحديثة، ثم نعمل نحن هنا على تشجيع العقول المصرية الشابة على الهجرة إلى الداخل عن طريق تهيئة المناخ المناسب لنموها وترعرعها بتكوين بيئة علمية وادارية مشابهة لما يجده أبناؤنا فى الخارج ويؤدى إلى تفوقهم، وهذا ما يفعله الآن بعض نسورنا المهاجرة ومنهم العبقرى الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب الأشهر والدكتور أحمد زويل فى قريته العلمية وما يقدمه الدكتور فاروق الباز من خبرة جيولوجية بالاستشعار عن بعد والكشف عن أماكن توفر الماء بالصحراء والمعادن الأخرى مما سيساعد على إقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب المد السكانى المتنامى وتعالج زحام القاهرة.

أما عن العقول التى آثرت الهجرة إلى الداخل وتنتظر فرصة المشاركة فى بناء مصر فدعونا نتوجه إليها نرويها تشجيعا وثقة ومؤازرة مادية ومعنوية وسوف نرى مع الأيام كيف ستكون مصر، بعقول وسواعد أبنائها.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى يؤكد اهتمام مصر بالتنسيق مع الصين بشأن ملف مبادلة الديون

رئيس مجلس الدولة الصينى: الرئيس السيسي صديق عزيز لبكين ويحظى دائماً بترحيب بالغ

الداخلية تضبط 166 قطعة سلاح و 339 قضية مخدرات خلال 24 ساعة

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس


5 قرارات مهمة من النيابة العامة لكشف تداعيات حريق سنترال رمسيس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

رئيس الوزراء يستعرض جهود جهاز حماية المستهلك خلال شهر يونيو الماضى

مقتل وإصابة 3 جنود فى انفجار شمال شرقى كولومبيا

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على


سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى