207 أعوام على ذكرى "رشيد"..معركة شعب قاوم إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.. بسالة أهالى و700 جندى تصدوا لجيش بريطانيا.. "فريز" أصيب بصدمة الهزيمة وطلب الصلح والجلاء عن مصر ومحمد على يوافق ويعلن الانتصار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب رأفت إبراهيم - أشرف عزوز
خابت أحلام واتفاقات الاحتلال البريطانى مع حليفهم محمد بك الألفى زعيم المماليك فى تولى حكم فى مصر؛ بسبب وفاته قبل أشهر من وصول حملتهم للبلاد، حيث استمر الألفى فى مراسلة الإنجليز لكى يعودوا إلى مصر بعد خروجهم عام 1802، وفق معاهدة إميان التى وقعت بعد قدومهم لإخراج الفرنسييين.

وجد الألفى نفسه أصبح فى مواجهة مباشرة مع الأتراك، فلجأ إلى الصعيد واستعان بالإنجليز فى دخول مصر مقابل مساعدته فى انتزاع عرش الحكم الذى تولاه محمد على باشا، واستطاع الألفى هزيمة جيشين وجههما محمد على لقتاله فى بنى سويف والرحمانية، وأثناء عودته إلى الصعيد بعد إخفاقه فى حصار دمنهور توفى الألفى فى 28 يناير 1807.

لم تجد بريطانيا سبيلا للاستيلاء على مصر بعد خروج الفرنسيين وصدمتهم فى تولى محمد على باشا مقاليد الحكم، وفشلهم فى الضغط وإقناع السلطان العثمانى فى خلعه الذى استجاب فى البداية ثم تخوف من اندلاع ثورة شعبية ضده بعد اتفاق محمد على باشا وعمر مكرم على مقاومته هو والمماليك، إلا أن تخوض مواجهة الاستيلاء على مصر بقيادة الجنرال ألكسندر ماكنزى فريزر الذى خاض حروبا ومعارك فى جبل طارق والولايات المتحدة والفلاندرز ورأس الرجاء الصالح والهند وصقلية وإيطاليا والسويد والبرتغال وإسبانيا.

وكانت خطة الإنجليز والمماليك أن يتم الزحف من قبل المماليك إلى القاهرة ليحتلوها، والإنجليز يحتلون جميع الموانئ، ثم إلى الدلتا لاحتلال القاهرة لإسقاط محمد على، لكن فريزر فى الإسكندرية، بعد نزول فى 21 مارس 1807 بقوة 7 آلاف مقاتل واستولى عليها بسهولة؛ بسبب خيانة حاكمها التركى أمين أغا آنذاك واستسلام حاميتها، تلقى معلومات عن ضعف رشيد، فقرر الزحف اليها لاحتلالها، واتخاذها قاعدة حربية لقواته، وكلف القائد ويكوب بهذه المهمة العسكرية مستغلا الصراع بين محمد على والمماليك ومطاردته لهم فى الصعيد.

تصدى أهالى رشيد ببساله وشجاعة بقيادة محافظها على بك السلانكى للحملة فريز وقاوم بقوة ‏700‏ جندى، وقام الشيخ حسن كريت باستنفار الأهالى للمقاومة الشعبية، وأمر بإبعاد المراكب المصرية من أمام شاطئ النيل برشيد إلى البر الشرقى المقابل عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس، لمنع الأهالى من ركوبها والفرار من المدينة، حتى لا يجد رجال حاميته وسيلة للارتداد أو الاستسلام أو الانسحاب، كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل.

أصبحت الحامية بين الأهالى متوارية بالمنازل داخل مدينة رشيد، وليس أمامهم إلا القتال والمقاومة، وأمرهم بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها، فتقدم الإنجليز ولم يجدوا أى مقاومة، فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم كما فعلت حامية الإسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وأخذوا يستريحون بعد السير فى الرمال من الإسكندرية إلى رشيد، وانتشروا فى شوارع المدينة والأسواق للعثور على أماكن يلجأون إليها ويستريحون فيها.

وما كادوا يستريحون، حتى انطلق نداء الأذان بأمر السلانكى من فوق مئذنة مسجد سيدى زغلول مرددا "الله أكبر، حى على الجهاد" فانهالت النيران من الأهالى وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل وأسطحها‏، ‏ فقتل جنود وضباط، وتم أسر آخرين من الحملة، وهرب من بقى حيا.

عاد الإنجليز فنصبوا المدافع على تل أبى مندور المجاور للمدينة، وتوالى قصفهم للمدينة بعد أن أصابتهم هزيمة رشيد بصدمة شديدة، فأراد الجنرال فريزر أن يمحو أثر الهزيمة التى حاقت به، واعتزم الهجوم بجيش آخر بقيادته الجنرال ستيوارت واحتل "الحماد" التى تقع جنوبى رشيد بين النيل وبحيرة إدكو، واحتلوا "أبو مندور" وركبوا عليها المدافع ليضربوا رشيد بالقنابل، وعسكر معظم الجيش غربى رشيد وجنوبيها وأخذ يحاصرها 7 أبريل ويضربها بالمدافع.

كان الإنجليز يظنون أن ضرب المدينة بالمدافع يلقى الرعب فى نفوس الحامية والأهالى ويضطرهم إلى التسليم، وقد أنذروهم غير مرة بأن يسلموا المدينة، ولكنهم رفضوا وصمموا على الاستبسال فى الدفاع عن مدينتهم، نحو 12 يوما دون أن يفوز الإنجليز بطائل وهزموهم، وفى ذلك الوقت عاد الوالى محمد على من الصعيد وزحف إلى الإسكندرية لمقاومة وإخراج جيش بريطانيا فقام بفرض حصار حول المدينة، فلم يجد فريزر مفرا من ذلك الحصار إلا طلب الصلح والجلاء مقابل الإفراج عن الأسرى، فوافق محمد على ودخل الإسكندرية منتصرا، وأحبط أهالى رشيد المشروع البريطانى لاحتلال مصر، وأصبح يوم 19 سبتمبر عيدا قوميا لمحافظة البحيرة.


Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ناصر ماهر العقل المفكر لفيريرا في الزمالك

كل ماتريد معرفته عن أزمة فتوح في الزمالك من البداية للنهاية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"


مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”


وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

ذروة الموجة الحارة.. تحذير من الأرصاد للمواطنين والقاهرة تسجل 42 درجة فى الظل

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

مواعيد مباريات اليوم.. نابولي أمام أولمبياكوس وبيراميدز يستقبل الإسماعيلى

كيف تحمى سيارتك من حرارة الصيف الشديدة؟.. نصائح مهمة لتفادى الأضرار

في ذكراها.. شويكار في تصريح سابق لليوم السابع: شقيقتى لم تعمل في مجال الفن

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى