"ويكيليكس": "بوكو حرام" هجّرت 4 ملايين نيجيرى وقتلت 100 ألف ضحية

حركة بوكو حرام أرشيفية
حركة بوكو حرام أرشيفية
كتب أنس حبيب
كشفت "ويكيليكس" الكثير من الأسرار والحقائق حول الحركة الأصولية "بوكو حرام" التى أحالت الحياة فى شمال نيجيريا إلى جحيم مستعر، وعادت "ويكيليكس" إلى جذور الحركة فى تسعينيات القرن الماضى لتجمع الحقائق والتواريخ والظروف التى قامت عليها الحركة الأصولية فى شمال نيجيريا عام 2002 على يد الإمام ذى الكاريزما الراحل "محمد يوسف"، الذى بث بذور الراديكالية الإسلامية فى الشمال ذى الأغلبية المسلمة.

بدأت الحركة على يد "محمد يوسف" ولكنها تلقت الدعم واستغلت على يد الحاكم السابق لولاية "بورنو" فى شمال أفريقيا "على مودو شريف"، الذى أراد تكوين جماعات مسلحة تدعمه وتساعده على فرض سياساته كوسيلة ضغط على الحكومة المركزية، ولكنه انشق على الحركة بعد فترة قصيرة وفقا لتسريبات "ويكيليكس" ليساعد الحكومة تحت رئاسة الرئيس النيجيرى الراحل "عمر موسى يارادوا" على تشتيت شمل الحركة الأصولية وقتل معظم أعضائها وعلى رأسهم "محمد يوسف" الذى لقى حتفه فى هجوم قامت به القوات الحكومية على مواقع الحركة عام 2009.

وكان الرئيس السابق "يارادوا"- رحل عام 2010- حازما فى تعامله مع الحركة الراديكالية فقد وضع برنامجا مع مستشاره للأمن القومى الجنرال "عبد الله مختار ساركى" للحد من انتشار الراديكالية فى شمال شرق نيجيريا، والحرص على وضع جوامع تلك المنطقة والأئمة تحت المنظار الأمنى للسيطرة على الخطاب الدينى الموجه هناك، وكان البرنامج ناجحا فى استئصال الأصولية من تلك المنطقة.

بعد وفاة الرئيس السابق جاء إلى سدة الحكم الرئيس الحالى "جودلاك جوناثان" الذى حرص وفقا لتسريبات "ويكيليكس" على تحقيق مكسب سياسى ولو على حساب وحدة المجتمع النيجرى، فبعد وصول الرئيس الحالى إلى الحكم حدث انفجار "أبوجا" المشئوم عام 2010 حاصدا حياة 4 مواطنين وإصابة 26، وقد ادعى المسئولية ورائه حركة تحرير دلتا النيجر MEND.

فضل الرئيس الحالى إلقاء اللوم على التنظميات الأصولية فى شمال نيجيريا ليحدث حالة من الانقسام داخل المجتمع النيجرى انتهت بتوجه أغلبية المسيحيين بالتصويت إليه، وتكشف وثائق "ويكيليكس" أن الرئيس الحالى احتاج ظهور تنظيم أصولى فى الشمال ليعزز من وجوده السياسى.

تقسم التسريبات فترة ظهور "بوكو حرام" إلى حقبتين، الحقبة الأولى تحت قيادة "محمد يوسف" الذى أراد تنشئة مجتمع إسلامى راديكالى مقاطع لكل ما يمت بصلة إلى الحضارة الغربية، والحقبة الثانية تتمثل فى الحركة الأصولية التى تنشر الذعر حاليا فى شمال نيجيريا تحت قيادة "أبو بكر شيكاو" الذى نصب نفسه خليفة للمسلمين الشهر الماضى على خطى "أبو بكر البغدادى" فى داعش العراق.

تفيد التسريبات أنه بعد قدوم الرئيس الجديد إلى الحكم حاولت حركة بوكو حرام الأولى استجماع قواها والانتقام من هؤلاء الذين قاموا بتصفيتها ومصادرة متعلقاتها وقتل أفرادها، ولكنها اصطدمت بوجود حركة أخرى يقودها "أبو بكر شيكاو" تهاجم المدنيين وتنشر الذعر بين مسيحيى ومسلمى شمال نيجيريا، وتنظم التفجيرات التى تستهدف المدنيين ودور العبادة.

حاولت حركة "بوكو حرام" التنصل من تلك الجرائم وانتقدت بشدة الحركة الجديدة التى ظهرت عام 2011، معتبرة إياها مخالفة للإسلام فى هجومها ضد المدنيين العزل، مرسلة منشورات تندد بالتفجيرات التى ترتكبها حركة "شيكاو" إلى وسائل الإعلام المختلفة، ولكن كان الأمر قد قضى واستطاع "شيكاو" وجماعته فرض أنفسهم ككابوس جديد فى غرب أفريقيا.

تعرى تسريبات "ويكيليكس" الصلة القوية التى تربط بين الحركة الاصولية الحالية تحت قيادة "أبو بكر شيكاو" وبين الجيش النيجيرى، حيث تكشف الوثائق عن حصول الحركة الأصولية على الأسلحة من الجيش النيجيرى تحت إشراف بعض القادة.

وتستعرض الوثائق الجرائم التى تقوم بها الحركة حيث دفعت جرائمها إلى تهجير 4 ملايين نيجيرى فى شمال شرق نيجيريا، وقتل أكثر من 100 ألف مواطن، مما يوضح أن الحركة ليس لديها أجندة محددة سوى القتل والتدمير فقط، فهى تستهدف المزارعين فى كل ولايات المنطقة، مما يثير التساؤل كيف لحركة تستهدف حكم تلك المنطقة تقوم بنشر القتل بهذه الطريقة المرعبة بين هؤلاء من تريد حكمهم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

دوا ليبا تتحدث عن حبيبها: أنا أكثر سعادة من أي وقت مضى.. والحب يستحق المجازفة

الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. شهداء وجرحى فى قصف إسرائيلى مستمر على غزة.. موجة حر شديدة تودى بحياة أكثر من 1300 شخص فى البرتغال.. زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر يضرب سواحل كامتشاتكا الروسية

محمد أبو لولى.. طفل فلسطينى أصابته شظية إسرائيلية بشلل رباعى

ابنة هوجان تطالب الشرطة بكشف لقطات الكاميرات لتوضيح ملابسات رحيل والدها


داكوتا جونسون.. كيف جمعت نجمة Fifty Shades of Grey ثروتها بعيدا عن التمثيل؟

أرقام تصنع الثقة.. مصر على الطريق نحو اقتصاد أكثر صلابة: مارس 2024 لحظة التحول الكبرى.. تراجع التضخم لـ12.8% فبراير 2025 إنجاز محورى وبيئة أكثر استقرارا للمستثمر.. طفرة فى الاستثمارات الأجنبية خلال عام واحد

خسارة شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

قالوا وقلنا.. حملة لدار الإفتاء للرد على شبهات الاحتفال بالمولد النبوى.. هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص والغناء والموسيقى فى المولد النبوى؟.. وهل كانت تُضرب الموسيقى والطبول والنوبات والكشاكيش؟

طاحونة المندرة بالإسكندرية.. أقدم طاحونة غلال منذ عهد محمد على باشا.. أنشئت عام 1807م.. وظهرت فى فيلم "آثار على الرمال".. إنشاءها تزامن مع إرسال طلاب العلم إلى أوروبا.. وخبير أثرى: سجلت فى الآثار


هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

الإسماعيلى يعقد اليوم الجمعية العمومية العادية بحديقة رضا

غدا.. انطلاق الدورى المصرى للكرة النسائية بمشاركة 16 فريقا

طلاب الثانوية الأزهرية الدور الثانى يؤدون اليوم امتحان التاريخ والفيزياء

ختام موسم حصاد القمح بالوادى الجديد .. توريد 568 ألف طن قمح للصوامع بنسبة 109% وزيادة 65 ألف طن عن العام الماضى.. تنفيذ 1200 حقل إرشادية بأفضل أنواع التقاوى وإجمالى المساحة المنزرعة 343 ألف فدان

شباب الطائرة فى مواجهة أمريكا ببطولة العالم بالصين

معابد مونتو الأثرية فى الطود والمدامود تقترب من رحلة العودة للحياة بحملات تطوير وتجميل شاملة.. محافظ الأقصر يتفقد أزماتها ويتابع حل مشكلاتها على أرض الواقع.. ويؤكد: ستكون جاهزة قريباً لإدراجها بخارطة الزيارات

الإسماعيلى يدخل معسكر مغلق اليوم بالقاهرة استعدادا لمواجهة الطلائع

أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز الـ20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات

اليوم غلق باب التقديم على فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى