متى ينتقل وزير الداخلية من مرحلة الأقوال إلى الأفعال؟

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
( 1 )
لماذا يريدون أن يقفوا بحوادث التفجير الإرهابية عند محطة الإرهاب الأسود الغادر، وقدر الله وما شاء فعل، وسنظل نواجه الإرهاب بصدور عارية، ورحم الله الضابط الشهيد؟ !!
لماذا لا يسمحون لقطار تبعات الحوادث الإرهابية أن ينطلق إلى حيث محطات بها أسئلة من نوعية كيف تكرر حوادث الإرهاب بنفس الأسلوب والطريقة دون أن تنجح الداخلية فى منعها؟، لماذا لم نسمع يوما عن حساب قائد أو ضابط بتهمة التقصير فى تأمين كمين؟، والأهم من كل ذلك بأى عقل يفكر هذا الجهاز الأمنى الذى ألقى بضابط من أهم شهود الإثبات فى قضية هروب مرسى والإخوان من السجن فى الشارع لمراقبة الباعة الجائلين وكأنهم يقدمونه صيدا سهلا للإرهابيين؟
( 2 )
يملك وزير الداخلية محمد إبراهيم كل القوة والدعم من الدولة، ويتصرف هو وضباطه فى الشوارع والأقسام مع المواطنين الغلابة بكل القسوة والصلف ومع ذلك لم تنقذ قوته ضباطه من أفخاخ الإرهاب ولم تفلح قسوته فى إعادة تسويق الصورة الذهنية القديمة للجهاز الذى كان مجرد ذكر اسمه كافيا لإعادة ضبط الشارع .
هو إذن لا يخسر فقط المزيد من أفراده وضباطه، بل يمضى فى طريقه تاركا سمعة جهازه الأمنى دون حماية أمام عوامل تعرية لا تترك ضحاياها سوى مشوهين بفعل التآكل .. ألم يحن الوقت لكى نخبره بأنه المسؤول؟ !
( 3 )
كل حادث إرهابى وأنتم مغمومين، أو خايفين، أو مرتبكين، أو متلخبطين، أو مستغربين من تصريحات وزير الداخلية، أو مستنكرين عدم إحساس الدولة بتقصيره رغم كل هذه الدماء ورغم كل هذه الخسائر ورغم هذا الأداء المخيب للآمال .
انفجار وزارة الخارجية الذى راح ضحيته اثنان من ضباط الداخلية وأصيب فيه 6 آخرون، وتزامن معه انفجار 4 عبوات ناسفة فى محافظة واحدة هى الغربية قبل أن يتم الإعلان عن نجاح الأمن هناك فى تفكيك قنبلتين أخريين، ليس مجرد يوم أسود علينا أن نكتفى بوضعه جوار أخواته من الأيام السوداء التى عشناها خلال الشهور الماضية، هو يوم فارق فى تحديد المسؤولية، وإعلام القائمين على السلطة فى هذا البلد أن الحديث الممل عقب كل عملية إرهابية عن الإرهاب الأسود والإرهاب البمبمى، والإرهاب الكحلى لم يعد يجدى مع المصريين، ولم يعد قادرا على إطفاء نار أهالى الضحايا .
تكرار الحوادث الإرهابية بنفس الطريقة والأسلوب يحتاج إلى رد رادع وقصاص فورى وليس مجرد تصريحات مسكنة، قد ينتحر المنطق إن أخبرته أن ضحايا حادث وزارة الخارجية جلسوا بكراسيهم فوق القنبلة المزروعة تماما، طبقا لشهادة مجند مرور شاهد على الحادث، وحتى نحافظ على حياة المنطق يجب أن يظهر أحد من أهل الداخلية ليخبر الناس عن ضوابط تأمين الكمائن؟، وكيف يأمن الناس على بيوتهم إن كان من يؤمنهم غير قادر على تأمين كمائنه؟! ولكن أحدا فى الداخلية لا يجيب، لا أحد يفسر لك تشابه الحوادث الإرهابية، ولا أحد يحدثك عن سهولة اصطياد الضباط فى الشوارع كما يصطاد الهواة العصافير .. فقط يخرج لك وزير الداخلية بالتصريح المعتاد، «سنقتص من مرتكبى حادث الانفجار الإرهابى الخسيس » ، ثم يتبعه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بتصريحات تمتاز بالحنان ومداعبة المشاعر يقول فيها : « يريدون أن يحبطوا مسيرة شعب يصر على البناء والفرق بيننا وبينهم أننا جئنا لنبنى، وهم يرتكبون أعمالا تخريبية، «ليبقى أمامك سؤال : إن كان وزير الداخلية ورئيس الوزراء لا يملكان ردا على هذه الحوادث سوى مثل هذه التصريحات .. فماذا نحن فاعلون؟ ! نضع الخطط للقصاص أم ننزل للشوارع لمطاردة الإرهاب؟ !
تصريحات وزير الداخلية عن القصاص لم تعد صالحة لتهدئة النفوس أو الطمأنة، لأن الناس تتذكر حتى الآن تهديداته للإرهابيين، «الجدع يقرب من الأقسام » ، فعاجله الإرهابيون ليس فقط بالقرب بل بتفجير 3 مديريات للأمن «القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء»، بالإضافة إلى عدد من الكمائن .
( 4 )
عقب كل حادث إرهابى تمتلئ الفضائيات بعشرات من خبراء الأمن كثيرون منهم يصنعون ضجيجا دون أن يقدموا للناس أى طحين، كثيرون منهم يلعبون على وتر العاطفة ويتحدثون عن الإرهاب ولكن لا أحد فيهم يقدم لك تحليلا أمنيا لما حدث، لا أحد يحدثك عن تقصير الداخلية، أو عن الخلل الأمنى، كلهم يسبون ويلعنون فى الإخوان والإرهاب، ليرحلوا من الاستديوهات وتبقى الكاميرات فى انتظار تصوير تفجير آخر بنفس الشكل والأسلوب .
واحد من الخبراء الأمنيين قرر أن يغرد خارج السرب عقب انفجار الخارجية، وظهر فى الصحف يهاجم الأزهر ويحمل شيوخ الأزهر مسؤولية هذه الحوادث الإرهابية، وحينما سألوه تقصد الداخلية؟، الداخلية هى المسؤولة عن الأمن والتأمين؟، قال اللواء أشرف أمين إن المشكلة مش عند الداخلية .. المشكلة عند الأزهر، لأن شيوخ الأزهر مقصرين فى مواجهة المتطرفين؟ . وبناء على التحليل الأمنى السابق، سيكون من حق المواطن الذى يعانى من مشاكل صحية أن يذهب إلى وزارة التموين .. طبقا لاختراع اللواء أمين !!
( 5 )
مثل كل حادث يظهر المتاجرون بالدم فى آخر المشهد يحللون ويكشفون ما وراء الأخبار وفى الحالة المصرية يظهر دوما مجموعة المطبلاتية وعدد من رؤساء الائتلافات غير المفهومة، وهؤلاء فى مصر يطبقون المثل الشهير « جه يكحلها عماها » ، فلقد خرج بعضهم بتصريحات تؤكد أن التفجيرات الأخيرة لها تأثير إيجابى على زيارة السيسى فى أمريكا، ولها دلالة بخصوص ضرورة التراجع عن تعديل قانون التظاهر .. هكذا وبمنتهى البساطة يلقون بالتهمة على كتف الرئيس لأن الإخوان أخذوا تصريحاتهم واعتبروها دليلا على أن الدولة وراء التفجير لتسهيل مهمة الرئيس فى نيويورك، ويستغلون دم الضباط لتصفية حسابات سياسية مع المعارضين، أما الحادث الإرهابى .. كيف نمنعه؟، أو لماذا حدث؟، ومن المقصر؟، تلك أشياء لا تهم السياسيين وأصحاب سبوبة الائتلافات .. فلا شىء أهم من مكاسبهم الشخصية .
( 6 )
الخلاصة ..
ستظل مهوما مغموما لأن الحوادث الإرهابية أصبحت عملا روتينيا، جنازات الضباط أصبحت أشهر أعمال وزير الداخلية الحالى، الجنود والضباط يدفعون ثمن خلل المنظومة الأمنية وعشوائيتها، أغلب القوى السياسية والأحزاب تجار فاشلون يسعون لحصد مكاسبهم من أسفل أطلال خراب الدولة، الإخوان على عهدهم أغبياء شامتون فى كل دم مصرى، والسلطة محلك سر يدها لا تقوى على توقيع قرار تغيير وزير أو حساب مقصر .
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ابنة شقيقة طارق الأمير: خالى فاقد الوعى وقلبه توقف مرتين من جديد

السعودية ضد الأردن.. تعادل سلبي في الشوط الأول بنصف نهائي كأس العرب 2025

الأهلى يرحب برحيل شوبير حال تلقيه عروضا مغرية للاحتراف الخارجى فى يناير


ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان ..و تجهيز عادل لمباراة زيمبابوي

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025


رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

التشكيل المتوقع لمنتخب مصر أمام نيجيريا.. الشناوي في حراسة المرمى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى