تحالف تمزيق سوريا وإسقاط بشار

سعيد الشحات
سعيد الشحات
فى لعبة «الدومينو» التى تشهدها المنطقة حاليا، لا يمكن الفصل بين ما حدث من قيام الحوثيين بالسيطرة على مفاصل الدولة اليمنية، مما أدى إلى الإسراع فى تسوية شاملة كان لـ«الحوثيين» الكلمة العليا فيها، وبين بدء الضربات الأمريكية بمساعدة عربية على مواقع لـ«داعش» فى سوريا، ولا يمكن فصل الأمرين عن الإشارات الدافئة التى ظهرت فى الساعات الماضية بين السعودية وإيران، فالدولتان لهما الكلمة العليا فى صنعاء ودمشق.

السعودية لن تفرط أبدا فى إبقاء الأوضاع فى اليمن لصالح تصوراتها الأمنية والسياسية، ولأن «طهران» هى صاحبة الكلمة العليا لدى الحوثيين، تضطر «الرياض» إلى دق أبواب «آيات الله»، هو إذن التقارب الاضطرارى الذى تفرضه الحاجة.

الملعب اليمنى يقود إلى الملعب السورى، فـ«طهران» حليف لـ«بشار الأسد»، و«الرياض» تصمم على إسقاطه، وبينهما أمريكا تمارس لعبتها الشريرة فى تنفيذ مخططها بمساعدة الأطراف العربية التى يغيب عنها قراءة درس احتلال العراق، وتقسيمه بـ«أمر الواقع» كما نرى الآن.

السؤال المطروح: هل قادت «صنعاء» إلى تقارب «الرياض» و«طهران» بشأن الملف السورى؟ أم أن العاصمتين تلعبان بكل ورقة منفصلة عن الأخرى؟ أى ممارسة كل منهما لـ«تكتيكات وقتية» دون إجهاض لـ«استراتيجيتهما الأصلية».

هناك حقائق تدور على الأرض تؤكد أن التحالف الدول ضد الإرهاب، هدفه الرئيسى والأهم هو إنهاء الوضع السورى لصالح التصورات الأمريكية والتركية والإسرائيلية والسعودية، وذلك بالتخلص من نظام بشار الأسد، فتركيا تحدثت قبل أيام عن منطقة حظر جوى فى سوريا اتفقت عليها مع «حلف الناتو»، وفى «الطائف» بالسعودية يعيش ما يسمى بـ«المعارضة السورية المعتدلة» فى انتظار إشارة بدء لعمليات برية ضد الجيش السورى، وبعد توجيه الغارات الأولى ضد معسكرات «داعش» فى سوريا، تحدث مسؤول أمريكى عن أن الحرب بدأت مرفقة بخريطة أهداف تحرم الجيش السورى من الاستفادة من أى مزايا عسكرية أوضربات توجه إلى «الدولة الإسلامية»، أو منحه أى فرصة لملء أى فراغ محتمل فى مناطق قد ينسحب منها «داعش»، وسبق كل ذلك الحديث عما يسمى بـ«المعارضة السورية المعتدلة»، وذلك على وزن تعريف «المعارضة العراقية» قبل الحرب الأمريكية على العراق التى انتهت باحتلاله بفضل تواطؤ هذه المعارضة وعمالتها لأمريكا.

وفى غياب أى تصور عربى يحافظ على وحدة الأرض السورية فى مرحلة ما بعد «داعش»، سنكون أمام تكرار السيناريو العراقى، وانصراف الأطراف العربية فى التعامل مع الأزمة السورية، وفقا لمعطيات اللحظة دون النظر إلى المستقبل، سيؤدى حتما إلى إدخال المنطقة نار جهنم.

فى رد الفعل الإيرانى على الضربة الأولى للتحالف، قال نائب وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان: «أى تحرك عسكرى فى سوريا من دون موافقة حكومتها أمر غير مقبول»، فهل يعنى ذلك أن إيران لديها ما تخفيه، لديها أوراق ستخرجها فى الوقت اللازم؟ هل ستحرك الورقة اليمنية كرد على موقف السعودية من «بشار الأسد»؟ وأخيرا أين مصر من كل ذلك؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمد إمام لأولاد عمته الراحلة: انتوا رجالة وقد المسئولية وكلنا فى ضهر بعض

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

كين يتحدى ليفاندوفسكى: أستطيع كسر رقمه.. وعودة موسيالا وديفيز إضافة

محمد العتبانى حكما لمواجهة الأهلي وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال


تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

ارتفاع حصيلة البعثة المصرية بدورة الألعاب الأفريقية للشباب إلى 52 ميدالية

هاكرز إيرانى يزعم اختراق هاتف رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالى بينيت

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا


حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

غياب الزعيم عادل إمام عن عزاء شقيقته

وزير الرياضة يوجه بتذليل العقبات أمام صابر عيد أثناء تلقيه العلاج

أمين الناتو يزور بولندا لبحث قضايا الأمن الإقليمي ويلتقي قيادات بولندية وبريطانية

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

رئيس الوزراء: نركز من الآن على خفض معدلات الفقر وإحداث نقلة فى حياة المواطن

كشف ملابسات فيديو بشأن تصوير شخص لسيارة شرطة متوقفة أمام منزله

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

مدبولى: مصنع الطلمبات الغاطسة سيكون قادر على تلبية احتياجات الدولة فى مراحل المبادرة الرئاسية حياة كريمة

مجلس الوزراء يوافق على 14 قرارا خلال اجتماعه اليوم.. تعرف عليها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى