حاسبوا «أردوغان» عن سوريا أولا

سعيد الشحات
سعيد الشحات
من سخريات الحرب الدولية ضد الإرهاب، أن يتحدث الرئيس التركى طيب رجب أردوغان عن دعمه لها، وتقديمه المساعدات من أجلها، هذا الموقف فى حد ذاته يلقى بظلال قوية من الشك على أهداف هذه الحرب، ويؤكد على أن كل المستهدف منها هو ترتيبات إقليمية جديدة للمنطقة، يتم طبخها فى دوائر صنع القرار الدولية المؤثرة، وتركيا ليست بعيدة عن ذلك، بل ضلع قوى فيه.

إذا كانت الحرب صحيحة فى أهدافها، وتتم لوجه الله ولصالح الإنسانية، فكيف يكون «أردوغان» داعمها، وهو أكبر الأطراف المسؤولة عما يجرى فى سوريا منذ جرها إلى الاقتتال على أراضيها بين الجماعات التكفيرية والإرهابية.

فتح أردوغان طرق وممرات بلاده أمام كل الإرهابيين فى العالم من أجل دخولهم إلى سوريا، تحدث صفوت حجازى ذات مرة وفى لحظة حماس كبيرة، وشعور بأنه فوق أى حساب عن أنه يقوم بعملية تسفير شباب إلى سوريا، ويقوم بإدخال السلاح، قال ذلك أثناء حكم مرسى، وتابعه بتأكيدات أخرى حول ذلك، وقبله كان «حازم صلاح أبوإسماعيل» وجماعته «حازمون»، يفتخرون بأنهم يصدرون إلى سوريا شبابا للانضمام إلى صفوف الإرهابيين هناك للقتال ضد الجيش السورى.

كان التحذير وقتئذ عن خطورة ما يحدث فى سوريا يقابله خشونة من قوى «اليمين الدينى»، وانفتحت ماسورة السموم من القنوات الفضائية المصرية المعبرة عن هذه القوى، كان المشهد لا يختلف فى شىء عما فعله السادات مع أفغانستان وقت احتلالها من الاتحاد السوفيتى، وفى ظل استخفاف وجهل من محمد مرسى وجماعة الإخوان بضرورات الأمن القومى المصرى، تحولت كل هذه القوى الدينية إلى خنجر فى ظهر سوريا، وتصميم على تقسيمها حتى يجدوا على أرضها مساحة لخلافتهم الإسلامية، أصبحت إذن تركيا بالنسبة لسوريا منذ عام 2012، مثل باكستان بالنسبة لأفغانستان عام 1980.

كان أردوغان هو الراعى الرسمى لكل ذلك، وأذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بسيل التحقيقات الصحفية المنشورة فى العديد من الصحف المصرية والعربية المتزامنة مع سفاهات صفوت حجازى وصلاح أبوإسماعيل، والسابقة عليهما، كانت هذه التحقيقات تتحدث عن كيفية الذهاب إلى سوريا، وتحدد الطريق إلى كل الواهمين بأنهم سيذهبون للجهاد فى سبيل الله، وذلك بالسفر إلى تركيا، ثم الانتقال إلى حدودها مع سوريا حيث يتواجد اللاجئون السوريون، وهناك سيكون موجودا من يستكمل باقى المهمة، بالدخول عبر طرق تنقل هؤلاء المغرر بهم إلى رحلة تقطيع الأرض السورية، بالطبع كان يتم نفس الأمر مع كل من يأتى من الدول الأخرى، كانت تركيا هى الممر الآمن لكل هؤلاء، وممر السلاح لهم، إن لم تكن مخزنه الرئيسى.

هل يجوز بعد ذلك أن نصدق أن «أردوغان» هو فى خندق الحرب ضد الإرهاب؟، حتى لو قام من قبل بحظر تنظيم داعش فى تركيا منذ أكثر من عام، الأكثر منطقية، أنه يحظره فى بلاده، لكنه يشجعه بطرق مختلفة فى المناطق التى يريد إشعال الإرهاب فيها لصالح أجندته الخاصة.

لو كانت مقاصد الحرب الدولية على الإرهاب صحيحة، لأصبح «أردوغان» موضع مساءلة ومحاكمة بسبب ما فعله فى سوريا.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة الأهلى وغزل المحلة اليوم الإثنين فى الدوري المصري

أسعار اشتراكات الطلبة على بعض خطوط سكك حديد مصر

اليوم.. نظر محاكمة 117 متهما بقضية "الخلية الإعلامية"

الشاعر أحمد المالكي يتعاون مع هيفاء وهبي بـ 3 أغاني في ألبومها الجديد

مستوطنون يهاجمون قرية سوسيا الفلسطينية.. وقوات الاحتلال تعتقل عدد من الأهالي


منتخب الناشئين يؤدى مناسك العمرة اليوم قبل المشاركة فى كأس الخليج

نفذا 11 واقعة.. اعترافات عصابة سرقة الهواتف فى المرج

مميزات شهادة البكالوريا.. تعرف عليها فى 6 معلومات

المصري يختتم استعداداته لمواجهة حرس الحدود في الدوري

4 مواجهات قوية اليوم فى الجولة الرابعة لمسابقة دوري نايل


وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا

تفاصيل تعرض موكب وزير الكهرباء لحادث مرورى بصحراوى الإسكندرية أثناء توجهه لمدينة العلمين.. إصابة الدكتور محمود عصمت باشتباه فى كسر باليد وزوجته بكدمات طفيفة.. وتعرض اثنين من الحرس لإصابات خطيرة

سماع دوي انفجار ضخم في العاصمة السورية دمشق

نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

باريس تستدعي السفير الأمريكي لدى فرنسا.. وصحيفة: يسير على خطى نتنياهو

وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى مصر

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى