وول ستريت جورنال: ثغرات استخباراتية فى سوريا عرقلت إنقاذ فولى وسوتلوف

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم السبت عن أن ثغرات استخباراتية أمريكية فى سوريا كانت وراء فشل إنقاذ الصحفيين الأمريكيين؛ جيمس فولى وستيفن سوتلوف، لينتهى مصيرهما بالذبح على أيدى مقاتلى تنظيم سلامية "داعش".

وأفادت الصحيفة -فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى- أن عدة عشرات من أفراد القوات الخاصة الأمريكية "دلتا فورس" كانوا قد هبطوا بداخل منشأة لتخزين النفط بشرق سوريا مطلع شهر يوليو، فى مهمة ترمى إلى تحييد الإرهابيين والبحث عن سجن مؤقت والعثور على فولى وسوتلوف وغيرهما من الرهائن المحتجزين لدى داعش ثم الخروج بهم بأمان خارج سوريا فى خلال 20 دقيقة.

وأوضحت أن الوحدة القتالية عادت عقب مرور أكثر من ساعة على الوقت المحدد إلى مكان انطلاقها خارج سوريا وهى خالية الوفاض.

وقالت الصحيفة أن أحد النماذج الشبيهة لعملية سوريا كانت مهمة قتل أسامة بن لادن عام 2011 فى باكستان؛ حيث تم اختيار توقيت كلاهما خلال أحلك الليالى القمرية لتيسير مهمة المغيرين، بيد أن مهمة سوريا، والتى كانت الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك عام 2011، مثلت فى نواح كثيرة مقامرة تجاوزت بكثير مهمة باكستان / وذلك وفقا لمسئولين حكوميين وعسكريين أمريكيين/".

وأضافت أن الولايات المتحدة تمكنت من تحديد رؤيتها فى سوريا؛ حيث حددت موقع السجن المشتبه به على بعد كيلومترات من قاعدة العمليات الرئيسية لـ "داعش" التى سيطرت على أجزاء شاسعة من سوريا والعراق، فيما صاغت وزارة الدفاع (البنتاجون) خطة لشن طلعات مراقبة فى سوريا لكنها تراجعت عنها بعدما رفضها البيت الابيض.

كما كشفت "وول ستريت جورنال" أن فريق العمليات الخاصة المشتركة، المكون من نخبة من قوات دلتا فورس، تلقى تدريبات، قبل هبوطه فى سوريا صباح يوم 3 يوليو، لعدة أسابيع داخل إحدى القواعد الأمريكية فى ولاية "نورث كارولينا" وفقا لمعلومات استخباراتية تظهر سجنا مؤقتا يقع بين حاويات تخزين وأبراج نفط وغيرها من المواقع المتواجدة بالصحراء، وأنه تدرب على التعامل مع حالات الطوارئ، مثل التواجد داخل المبان المفخخة والتعامل مع قوة مسلحة كبيرة تحتجز الرهائن.

وأردفت بالقول أن إعادة تقييم الأحداث التى تسببت فى فشل مهمة الإنقاذ -وفقا لتصريحات مسئولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هوياتهم- أظهرت مدى كانت هذه المهمة بمثابة مقامرة محسوبة لكنها تمت فى ظل ضغوط شديدة، ولهذا، أكد مسؤولون اشرفوا على التخطيط للمهمة علمهم بأن فرص نجاة الرهائن كانت فى الحقيقة منخفضة للغاية بنحو مثلت معه القيام بمهمة محفوفة المخاطر أفضل الخيارات وأصعبها فى الوقت ذاته.