وفاء القناوى تكتب: وسقطت الأقنعة

أرشيفية
أرشيفية
القناع هو ما يوضع على الوجه ليخفى معالم وتفاصيل الوجه الحقيقى يلبسه الناس فى الحفلات التنكرية أو فى الكرنفالات، يُلبس لبعض الوقت ثم يعود كلٌ إلى حقيقته فلا يستطيع أحد أن يستمر بالقناع، ولكننا نجد مَن هم لديهم القدرة على الحياة وراء الأقنعة، نحن فى زمن الزيف والوجوه الملونة والمتلونة، لم نعد نميز بين ماهو صادق وما هو كاذب، لم نعد نعرف نثق بمن؟؟ ولا نرتاب فى من؟ لم نعد على يقين بإخلاص أحد أو وفائه فقد نضع ثقتنا فى أشخاص وتأتى طعنتهم من الخلف معلنه صداها الذى يهزنا، ويهز كل ما آمنا به معلنه سقوط الثقة وسقوط القناع الذى وثقت به ولم تدرك حقيقته وما يخفى وراءه، فتعلو الدهشة الوجوه، ويرتسم الذهول فى العيون، ويعتصر الألم القلوب ونتساءل عن ملايين الأسئلة التى لاتجد مجرد إجابة واحدة، ماذا تصدّق.

وماذا تكذّب !!هاهى الأقنعة تسقط وتتساقط وتكشف ما يختبئ وراءها من زيف ووجوه ملوّنة كالحرباء، وجوه كانت جميلة ظاهرة للعيان ولكنها للأسف خادعة ماكرة تختفى وراء أقنعة رائعة، هى بلا شك تخفى عقول وقلوب مشوّهة تدعى الطهر والفضيلة، وتلبس لباس الورع والتقوى، وتمنح الرضا وصك الغفران للمقربين منها، هى أقنعة لوجوه سافرة، تتعرى وتظهر على حقيقتها ويظهر قبح منظرها بمجرد أن يتساقط عليها قليلًا من قطرات المطر.

عندما تسقط الأقنعة كسقوط أوراق الأشجار فى الخريف، وتتعرى الأجساد وتتكشف العورات، تظهر الحقيقة التى توارت خلف الأقنعة تلك التى أصبغت على صاحبها صورة لا تمّت إلى حقيقته بأى صلة وهو إلى الثعالب أقرب مايكون.

غرباء أنتم أيها البشر الزائفون.. ماذا تفعلون؟؟
أليس الوجه الحقيقى الذى خلقه الله سبحانه أفضل من الأقنعة الزائفة؟ أليست الفطرة التى خُلقنا بها أفضل؟؟ أم الزيف والتزييف هما الأفضل؟؟ لقد جعلتنا تلك الأقنعة نبدو كالسُذّج البلهاء عندما وثقنا بكم، وأشعرتنا باليأس وفقدان الثقة بأنفسنا وبالآخرين جميعا، حتى إننا نظن بأنه وجب علينا ارتداء تلك الأقنعة أيضا مثل الآخرين، ولِمَ لا والكل يتقنع بقناع، ولكن حكمة العقل تمنعنا، وخوفنا من الله يعصمنا.

فجأة تسقط الأقنعة مرة واحدة فتكشف ما وراءها لتصل الحقيقة الخافية عنا بوجهها القبيح، ويظهر ماكان للوجوه من زيف، هنا.. تسمع صوت الحق بدون ريب، فما كانت لتسقط لولا أن شاءت الأقدار، ليذهب الليل معلنًا قدوم النهار، وينقشع الظلام أمام وهج الأنوار.

ومهما العيون بكت وأدمعت ومهما الشفاه قالت وتأوهت فصبر جميل لمن صُدم فى وجوه سقطت عنها الأقنعة، ربما قد يأتى يوم يكون فيه الناس على حقيقتهم بلا أقنعة وبلا زيف أو خداع، ويعلموا أننا جميعا راحلون ولن يبقى مِنّا إلا الذكرى، فياأيها القلب النقى البرىء لايخدعك البريق فليس كل مايلمع من بعيد ذهبًا، وأنتى يانفس لكى منى دمعة حزن وأسى لأنك لم تكتشف الخداع قبل أن تسقط الأقنعة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

إخلاء سبيل إبراهيم سعيد بعد مشاجرته مع طليقته

منتخب مصر يتربع على عرش أمم أفريقيا.. ألقاب وإنجازات لا تحصى

قبل صرف معاشات يناير.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش

الأهلى يبدأ اليوم الاستعداد لمواجهة غزل المحلة فى كأس عاصمة مصر


موعد مباراة الزمالك القادمة أمام سموحة فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

ننشر صور حريق سيارة تريلا امتد لعقار سكنى عقب سقوطها من أعلى دائرى المريوطية

موعد مباراة الأهلى وغزل المحلة فى الجولة الثالثة بكأس عاصمة مصر

تعرف على مخطط تطوير الطريق الدولى الساحلى بطول 800 كم

حالة الطقس اليوم الأحد 21 ديسمبر.. انخفاض جديد بالحرارة وأجواء شديدة البرودة


عرض قطرى لـ جراديشار واللاعب يشترط راتب الأهلى للموافقة على الرحيل

الجمهور يستقبل تامر حسنى بالورود واللافتات بعد أزمته الصحية فى حفل عابدين

وزير الشباب ومحافظ بورسعيد يقدمان واجب العزاء لأسرة السباح يوسف محمد بمنزله

ناصر منسى يهدى الزمالك الفوز على حرس الحدود 2 - 1 فى كأس عاصمة مصر.. صور

معاقبة سيدة بتغريمها 120 ألف جنيه بتهمة إرسال صورها لشاب بقنا

تعرف على موعد أذان فجر أول أيام شهر رمضان المبارك

بيان مشترك أمريكى مصرى قطرى تركى حول اتفاق غزة.. اعرف التفاصيل

ما حكم الدعاء فى أول ليلة من شهر رجب؟.. اعرف رد دار الإفتاء

النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة حرق شقيق ناصر البرنس لنفسه أمام مطعم الشيخ زايد

جورج كلونى يودّع مشاهد الرومانسية على الشاشة وزوجته وراء القرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى