رسالة لمحمود درويش فى قبره

هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح
هناء عبد الفتاح
أعشق كل كلمة كتبتهتا يا أيها الشاعر العظيم، أنت تبعث من سطورك انسجامًا غريبًا مع روحى وتجعلها تحلق فى أفق التأمل والصدق والسمو ورفعة العظام المخلصين، أوافق على كل وجهات نظرك فيما كتبت، وأقرأ رسائلك بين السطور، وأتعلم منك وأستفيد، أشم من سطورك رائحة العنبر والسكر وعلى صوتك وأنت تتلو قصائدك الحسان أنمو وأكبر، كتاباتك بالنسبة لى هى أرض السلام التى ما عرفت يوما سلام، مقطوعة موسيقية نادرة تلهم النفس وتبهجها وترضيها، بهجة وصدق وسلام حقيقى وأمل فى غد أنضج، لكن اسمح لى وأنت الكبير قولا وفعلا أن أختلف معك للمرة الأولى والأخيرة حول مقولتك الأشهر "من لا يملك الحب يخشى الشتاء"، عفوا يا سيدى أنت مخطئ هنا، من لا يملك الحب لا يخشى غير أن تطبق تجاعيد الزمن على قلبه الخالى فيتوفى بداخله وتفوح رائحة التعفن من صدره وتحاصره الحسرة على نفسه من كل الاتجاهات، أما من يخشى الشتاء فعلا هو من لا يملك مأوى يحتمى فيه من برودته، يخشى الشتاء من يعلم أنه لن يستطيع مواجهة وجعه القارس..

لو كنت على قيد الحياة الآن لأرسلت لك مفاجع الإنسانية جمعاء فى حال أطفال سوريا ونسائها المتشردين فى الأرض والمقيمين فى مخيمات العراء يحاصرهم الثلج من كل جانب ويبكون من شدة الألم فتنزل الدموع من عينهم متجمدة بفعل موجة شتاء لا ترحم ضربت الوطن العربى كله وامتدت من أقصاه إلى أقصاه يقولون عنها "هدى"، كنت سأحرص على أن ترى صورة الطفل الذى مات متجمدا فعلا بعد هجوم "هدى" وهم يحملونه مغطى بالثلج لتعرف من الذى يخشى الشتاء!

لو كنت على قيد الحياة لأرسلت لك صورا حية من بلادى وفيها مواطنون بلا مأوى يتكوروا حول أنفسهم من شدة البرد وهم نائمون فى الشارع ويتنقلوا بين أسفل الكبارى وسلالم محطات المترو وأسوار البنايات بحثا عن المكان الأدفأ أو ربما عن أى شىء يضعوه على أجسادهم التى أهلكتها الرعشة وأضعفها الانتفاض وأضعف رغبتهم فى الحياة نفسها لتعرف من الذى يخشى الشتاء!

لو كنت على قيد الحياة لعرفتك على من لا يملكون الحب فى هذا الشتاء ولا يخشونه لأنهم يملكون بيتا وبطانية ومدفأة وجوارب لليد والقدم.. ولأثبت لك بالدليل القاطع أن الشتاء لو كان موسم الحب العظيم فهو موسم إعلان وفاة الإنسانية ووفاة الرحمة أيضا، فأنت فى الشتاء قد تمشى فى شارع به رجل وأمرأة يجريان كالأطفال تحت المطر ثم يحتضنا بعض من فرط اللعب والفرح ويغنوا سويا هل رأى الحب سكارى مثلنا؟ وفى آخر الشارع تجد أم تحضتن طفلها وتنتفض رعشة وبكاء لأن أقصى طموحها أن تحتمى فى مكان، أعتقد أن تلك الحالة هى الأولى بالاهتمام وإلقاء الضوء أكثر. لو كنت على قيد الحياة لأقنعتك أن تعدل مقولتلك لتصبح "من لا يملك البيت يخشى الشتاء".
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استعدادات الكنيسة الكاثوليكية لاستقبال الميلاد.. تفاصيل

الظهور الأول لـ هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا أمام المحكمة

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

روبوت يختفى تحت جليد القطب الجنوبى 8 أشهر ويعود بمعلومات تثر الذعر.. ما القصة؟


مواعيد مباريات الزمالك فى بطولة كأس عاصمة مصر

لو أولادك مش على بطاقتك التموينية.. اعرف تضمهم إزاى

توروب: هدفى تطوير أداء لاعبى الأهلى.. وهذا موقفى من عودة معلول

توروب: نهاجم بكل اللاعبين فى الأهلى.. ولا مكان لمن لا يدافع معى

شاهد أول صور من حفل زفاف التونسية دارين حداد فى دبى


أكاديمية الشرطة تعلن نتائج اختبارات المتقدمين للعام الدراسى.. غدا

مقاتلات أمريكية تُلقى قنابل ضوئية على تدمر السورية بعد مقتل جنديين على يد داعش

فلامنجو يهزم بيراميدز 2-0 فى نصف نهائى القارات ويتوج بكأس التحدى.. صور

أول تعليق من آرني سلوت عن محمد صلاح بعد التألق في مباراة ليفربول ضد برايتون

خلال دقائق.. الأكاديمية العسكرية المصرية ترسل رسائل المقبولين

كأس عاصمة مصر تُعجّل برحيل 3 لاعبين عن الأهلي.. تعرف عليهم

أتلتيكو مدريد يفوز على فالنسيا بثنائية ويقتحم المربع الذهبي بالليجا

القائمة تقترب من 7 لاعبين.. الزمالك يحسم ملف الراحلين في يناير

مساحته 5600 متر.. وضع حجر الأساس لأول مسجد يُنسب لقضاة مصر بالتجمع.. صور

الطقس غدا.. أجواء باردة وأمطار ببعض المناطق والصغرى بالقاهرة 13 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى