عبدالناصر والسينما

ناصر عراق
ناصر عراق
بقلم : ناصر عراق
هل أنصفت السينما جمال عبدالناصر؟ هل تمكن صانعو الأفلام لدينا أن يقدموا الرجل بشكل صائب ودقيق وجميل؟ وكيف استقبل الجمهور زعيمه الأشهر على الشاشة؟

قبل الإجابة عندى ملحوظة أود تحريرها بشأن السينما المصرية، تتلخص هذه الملحوظة فى أن صناعة السينما لدينا نشأت فى ظل احتلال إنجليزى بغيض، الأمر الذى جعلها سينما محافظة باستمرار، لا سينما ثورية تتجرأ على اقتحام الممنوعات خاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة والتحرر والعدالة الاجتماعية، لأن المنتجين والمخرجين كانوا يعرفون جيدًا أن الاقتراب من هذه القضايا يعرضهم لمقص الرقيب.

أظنك لاحظت أيضا أن السينما المصرية لم تقترب من أحمد عرابى، رغم أنه كان قائدًا لانتفاضة مهمة، كما لم تخصص سوى فيلم واحد فقط يستعرض حياة وكفاح مصطفى كامل، أما محمد فريد وسعد زغلول ومصطفى النحاس فقد تعاملت السينما معهم بإهمال تام للأسف الشديد، فلم نشاهد أحد الممثلين متقمصا شخصية هؤلاء السياسيين المكافحين فى تاريخنا النضالى.

اليوم ونحن نحتفل بمرور 97 عامًا على ميلاد عبدالناصر، نكتشف أن طيف الرجل لم يتألق على شاشة السينما سوى مرات قليلة للغاية، رغم حضوره الطاغى فى وجدان الجماهير منذ أعلن تأميمه قناة السويس فى 1956، وحتى هذه اللحظة، حيث ترفع صورته فى معظم المظاهرات المطالبة بالعدل والكرامة والحرية.

بدأ صوت عبدالناصر الحقيقى يضىء شاشة السينما مع عرض فيلم (بور سعيد/ 1957) للمخرج عز الدين ذو الفقار، إذ نسمعه وهو يعلن قرار تأميم قناة السويس، ثم يتكرر الصوت والقرار فى فيلم (الباب المفتوح/ 1963) للمخرج بركات، لكننا لا نرى وجه القائد أو من ينوب عنه.

بعد رحيل عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 تبدأ السينما فى عهد السادات تنال من تجربة الرجل وتصوره طاغية يعتقل الناس ويعذبهم فى المعتقلات، لكن دون أن تظهر صورته أو يتولى أحد تجسيد شخصيته (الكرنك/ 1975) للمخرج على بدرخان، و(إحنا بتوع الأوتوبيس/ 1979) للمخرج حسين كمال على سبيل المثال.

فى هذه الأفلام كان الهدف واضحًا وهو تحطيم الصورة النبيلة للزعيم حتى يسهل اتخاذ الخطوة الأخطر وهى الانقلاب على سياساته وتوجهاته، وهو ما كان، لكن بعد رحيل السادات بزمن طويل تجرأ الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن والمخرج القدير محمد فاضل وقدما تحفتهما الخالدة (ناصر 56) فى عام 1996 ليحقق الفيلم نجاحًا منقطع النظير فى السينما، خاصة أن النجم الراحل أحمد زكى تمكن من اقتناص أبرز الملامح النفسية للزعيم الراحل وتقمص حالته بشكل يدعو للانبهار بحق.

فى عام 1998 حقق المخرج السورى أنور قوادرى فيلم (جمال عبدالناصر) مستعينا بالنجم خالد الصاوى ليلعب دور الزعيم، ورغم تفرد خالد وتمكنه فى تجسيد شخصية عبدالناصر، إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح المأمول نظرًا لضعف السيناريو وركاكة الإخراج.

على أية حال.. ليس عندى شك فى أن شخصية عبدالناصر كنز لا ينضب، ومن ثم فالسينما لن تتوقف عن الالتفات إلى هذا الزعيم النادر مرة ومرات فى السنوات المقبلة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البنك الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة الاتحاد السكندري بالدوري

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

محمود ناجى يدير مباراة السنغال وأوغندا اليوم في ربع نهائي أمم افريقيا للمحليين

"غيابات بالجملة"..موعد مباراة الأهلى أمام غزل المحلة بالدوري المصري

مايان السيد تصعد على المسرح وويجز يوجه التحية لها


عم طارق.. بطل مزلقان بنى سويف أنقذ شابا من الموت على قضبان السكة الحديد.. ويؤكد لـ"اليوم السابع": ما حسبتهاش وما فكرتش فى نفسى.. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين حياة وموت إنسان.. فيديو وصور

باريس سان جيرمان يتخطى أنجيه بهدف في الدوري الفرنسي.. فيديو

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

مطرب الراب ناصر يغنى النصيب بفقرته فى مهرجان العلمين.. صور

وزارة الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع‎


إنزال جوى أردنى ـ إماراتى ـ أوروبى لإيصال 37 طناً من المساعدات إلى غزة

قرار مهم من ديانج بخصوص تجديد عقده مع الأهلى.. اعرف الحكاية

تعليم الجيزة: البكالوريا تمنح الطالب شهادة معتمدة تؤهله للالتحاق بالجامعات

محامى شيرين عبد الوهاب يعلن ترك العمل معها بعد أنباء عودتها لطليقها حسام حبيب.. قنطوش يطالب وزير الثقافة ونقيب الموسيقيين بالوقوف بجوارها ودعمها صحيا ونفسيا بعدما فشل فى دفعها للخروج من أزماتها

محامي شيرين يطالب وزير الثقافة ونقابة الموسيقيين بإنقاذها بعد أنباء عودتها لحسام حبيب

الأهلى ضد غزل المحلة.. موعد المباراة والقناة الناقلة فى الدوري المصري

الأهلي يترقب خطاب وزارة الرياضة للبدء في مرحلة "توفيق الأوضاع" قبل الانتخابات

الداخلية تكشف أسباب صوت فرقعة بموقف ملحق بمطار القاهرة

السجن 10 سنوات لمالك محلات تجارية شهير متهم ببيع أجهزة تابلت التعليم

الأمم المتحدة تطرح خارطة طريق جديدة لحل الأزمة الليبية.. تيتية: الخطة تستند على ثلاثة ركائز أساسية أبرزها الاستناد على إطار انتخابي سليم.. التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة موحدة وحوار سياسي يتيح معالجة قضايا مهمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى