عطر الأحباب.. افلام لها تاريخ.. أشهر الأفلام «حسن ومرقص وكوهين» و«الشيخ حسن» و«الراهبة» و«بحب السيما».. المسيحيون فى السينما المصرية.. شركاء وطن يتمنون له التقدم والسعادة

فيلم حسن ومرقص وكوهين
فيلم حسن ومرقص وكوهين
حتى هذه اللحظة لا يعرف المصريون بالضبط كم عدد المسيحيين الذين يتشاركون معهم فى الوطن، وإن كان الكلام يدور حول نسبة تتراوح بين 10 و15%، أى أكثر من عشرة ملايين إنسان يؤمنون بعقيدة السيد المسيح عليه السلام، ومع ذلك فالأفلام التى تتناول حياة أشقائنا المسيحيين قليلة للغاية، كما أن وجودهم على الشاشة لا يتناسب مع حضورهم الاجتماعى القوى.

أغلب الظن أن التحفظ سمة غالبة عند كل جماعة تشعر أن عددها أقل فى المجتمع، وأن الدين الذى تعتقه ليس هو الدين الشائع والسائد، فبات السينمائيون يتجنبون الخوض فى حياة المسيحيين وقضاياهم، نظرًا لقلة خبرتهم بتفاصيل الحياة الاجتماعية لدى هؤلاء من ناحية، وللابتعاد عن المناطق الشائكة من ناحية أخرى، خاصة أن السينما المصرية فى العموم تعد سينما محافظة، لا تعرف لذة المغامرة والاقتحام، وتبحث دومًا عن طريق السلامة!

برسوم أول المسيحيين
من غرائب الحياة أن أول فيلم مصرى يقوم بتصويره وإخراجه فنان مصرى مسلم هو محمد بيومى كان يتناول حياة شاب مسيحى.. الفيلم اسمه «برسوم يبحث عن وظيفة»، وقد كتب فى المقدمة بخط الرقعة بالنص ما يلى: «برسوم يبحث عن وظيفة.. أول فكاهة مصرية سينماتوغرافية وضع وتصوير محمد محمد بيومى»، وهو فيلم روائى صامت قصير، مدة عرضه نحو 17 دقيقة، وشرع فى تصويره فى ديسمبر من عام 1923، وقد لعب بطولته بشارة واكيم، وفيكتوريا كوهين، ويبدو أنه عرض فى سنة 1924، وإن كان الناقد السينمائى محمود قاسم يقول إنه لم يعرض بسبب وفاة ابن المخرج الذى حزن عليه أبوه كثيرًا، فأغلق الاستوديو وباع أجهزته ومعداته لشركة مصر للتمثيل والسينما، كما جاء فى كتابه «دليل الأفلام فى القرن العشرين».

«حسن ومرقص وكوهين»

 2015-01 - اليوم السابع

لا أدل على وحدة الشعب المصرى من هذا الفيلم الكوميدى الجميل، فالمخرج فؤاد الجزايرلى اقتبس النص المسرحى الذى كتبه نجيب الريحانى وبديع خيرى، وقدمه فى فيلم «حسن ومرقص وكوهين» ليراه الجمهور للمرة الأولى يوم 31 مايو 1954، ويظهر الفيلم تكاتف المسلم والمسيحى واليهودى، أصحاب محل البقالة، من أجل مصلحتهم ضد موظف صغير عندهم بعدما علموا أنه ورث مبلغًا كبيرًا من أحد أقاربه. صحيح أن الفيلم عرض فى السنوات الأولى من عمر ثورة يوليو 1952، لكن النص عرض مسرحيًا قبل ذلك بسنوات، فنجيب الريحانى رحل عام 1949، ومعنى ذلك أن المصريين فى النصف الأول من القرن العشرين كانوا واسعى الأفق، لم تفسد حياتهم الأفكار المتشددة التى راجت فى العقود الأخيرة، تلك الأفكار البائسة التى تخاصم العصر وتكره الآخر.

«الشيخ حسن»
فى جرأة شديدة أقدم حسين صدقى على إخراج فيلم «الشيخ حسن» الذى عرض فى 4 أكتوبر 1954، ويتناول حياة شاب أزهرى يقع فى غرام فتاة مسيحية ابنة لأسرة أجنبية استقرت فى القاهرة حتى صارت إلى المصريين أقرب، ورغم أن الفيلم لم يجد سوى الموت ليحل مشكلة زواج حسين صدقى المسلم، من ليلى فوزى المسيحية، وهو حل قدرى لا يغوص فى المشكلة حتى نهايتها، فإن الفيلم أوضح بجلاء عشق المسيحيين لوطنهم مصر، حتى لو كانت أصولهم أجنبية.

الفيلم النادر
حتى وقت قريب جدًا لم أكن أعرف أن هناك فيلمًا بعنوان «حياة وآلام السيد المسيح»، حتى شاهدته مؤخرًا على «اليوتيوب»، وكم كانت المفاجأة عندما اكتشفت أن أبطال الفيلم ليسوا مصريين، إنما الصوت من نصيب فنانين مصريين موهوبين، فكيف حدث هذا ومتى؟ تعالوا نطالع ما كتب فى مقدمة هذا الفيلم النادر، لنعرف المزيد عن أسرار السينما المصرية.

 2015-01 - اليوم السابع

تبدأ المقدمة هكذا: «الشركة العربية للسينما تقدم.. حياة وآلام السيد المسيح - قام بالأداء العربى.. السيد المسيح أحمد علام الذى لعب دور الأمير والد إنجى فى فيلم رد قلبى - مريم العذراء عزيزة حلمى - مريم المجدلية سميحة أيوب - فرونيكا عفاف شاكر»، ثم تتوالى أسماء الممثلين كمال حسين، وعبدالعليم خطاب، وتوفيق الدقن، وصلاح سرحان، وسعد أردش، وعبدالحفيظ التطاوى، والحوار للأب أنطون عبيد، ثم مهندس الصوت ومساعده، وفى الأخير «أعده إلى العربية المخرج محمد عبدالجواد».

أظنك لاحظت أنه لا وجود لمدير تصوير، لأن الفيلم يندرج تحت الأفلام الأجنبية، وكل ممثليه من الأجانب، ومن ثم فإن المخرج قام بعمل دوبلاج للفيلم فقط مستعينًا بنجومنا، وأغلب الظن أنه عرض فى السينما المصرية فى النصف الثانى من الخمسينيات، لأن طريقة كتابة الأسماء وشكل الخط - النسخ أو الرقعة أو الديوانى - يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذى كانت تكتب به مقدمات الأفلام فى ذلك الوقت.
يبقى أن نعرف أن اللغة المستخدمة هى العربية الفصحى الرشيقة الجميلة، وأن الأداء الصوتى للممثلين المصريين كان مدهشًا، وأن المخرج تمكن مع مهندس الصوت «شارل فوسكلو» من ضبط الصوت مع الصورة بشكل يثير الإعجاب.

لسنا نملك معلومات دقيقة حول هذا الفيلم، هل عرض فى دور السينما المصرية ومتى بالضبط؟ هل أثار ضجة؟ وما عمقها؟ كيف استقبله الناس آنذاك؟ وأين اختفى بعد ذلك؟ ولماذا لا يعرض فى التليفزيون المصرى؟.. أسئلة كثيرة غائبة تؤكد كلها أن السينما المصرية تحتوى الكثير من الأسرار لم يكشف عنها الغطاء بعد!

الراهبة
يعد فيلم «الراهبة» أول فيلم مصرى يتجرأ صانعوه على اختيار اسم «مسيحى» صرف عنوانًا له، فالمسلمون لا يعرفون الرهبنة، والمصريون يعرفون أن الراهب هو رجل دين مسيحى، وأن الراهبة امرأة وهبت نفسها للدير. لم يتردد المخرج والمؤلف والنجوم، وبادروا إلى وضع هذا العنوان، وهم يعرفون جيدًا أن اسم الفيلم المسيحى لن يكون عائقًا أمام تدفق الجماهير لمشاهدته، أى أن المصريين فى ذلك الزمن كانوا أكثر انفتاحًا وألفة وتجانسًا.

 2015-01 - اليوم السابع

فى 28 إبريل من سنة 1965 عرض فيلم «الراهبة» للمرة الأولى، وبالرغم من أن معظم مشاهد الفيلم صورت فى لبنان، غير أن كل نجوم الفيلم والعاملين خلف الكاميرا والمخرج من المصريين، فالأبطال هم هند رستم، وإيهاب نافع، ويوسف شعبان، وشمس البارودى، وكاتب القصة والسيناريو والحوار محمد مصطفى سامى، والمخرج حسن الإمام، أما الشركة المنتجة- وهنا المفاجأة- فهى شركة «صوت الفن» التى يملكها عبدالوهاب، وعبدالحليم، ووحيد فريد.

لعلك لاحظت أن كل العاملين فى الفيلم من المسلمين، ويبقى أن نشير إلى أن الأب مارون إنياس، رئيس اللجنة الأسقفية الكاثوليكية فى بيروت، هو من أشرف على تصوير المناظر الدينية كما كتب فى االمقدمة.
حكاية الفيلم معروفة، وقد استثمر المخرج الطبيعة فى لبنان ليقدم لنا مشاهد ساحرة من هذا البلد الساحر قبل أن يبتلى بالحرب الأهلية، كما اقتحم المخرج قدس الأقداس فى الديانة المسيحية، وصور لنا مشاهد نادرة داخل الكنيسة والدير والأجواء المفعمة بالسمو الروحى.

على أية حال تمتع المسيحيون المصريون بحضور طيب على شاشة السينما المصرية، برغم قلة الأعمال التى تناولت خصائص حياتهم ومشكلاتهم الاجتماعية، ولعل فيلم «بحب السيما - 2004» للمخرج أسامة فوزى من الأفلام الحديثة المهمة التى غاصت فى عالم أشقائنا المسيحيين، وقد نعود له يومًا ما.
كل عام والمصريون كلهم مسلمين ومسيحيين بألف خير.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الداخلية تضبط 166 قطعة سلاح و 339 قضية مخدرات خلال 24 ساعة

الأهلى يدرس التراجع عن ضم ظهير أيمن.. والقرار النهائى لـ ريبيرو

منتخب مصر يتراجع مركزين فى تصنيف فيفا.. والأرجنتين بالصدارة

الداخلية تضبط 48 سائقا بتهمة تعاطى المخدرات على الطريق الإقليمي

الرياضيون يساندون إبراهيم سعيد فى أزمته.. قرب من ربنا وحل مشاكلك


تحركات حزبية مكثفة مع غلق باب الترشح لانتخابات الشيوخ.. تنسيقات واستعدادات ميدانية ووضع اللمسات الأخيرة على الخطط الدعائية.. الجبهة الوطنية: اختيار المرشحين وفق معايير النزاهة والكفاءة والعمل لصالح المواطن

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

بلقطات حب ورومانسية.. زوج أسماء أبو اليزيد يحتفل بعيد ميلادها

محمد هنيدى وشيكو وإدوارد ينعون سامح عبد العزيز: ربنا يصبرنا على فراقك


الأهلي يستقر على تمديد عقد إمام عاشور حتى 2029 وضمّه إلى فئة "السوبر ستارز"

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

لورانس العرب عمر الشريف.. كاريزما وأداء وتاريخ سينمائى فى ذكرى وفاته

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

جمهور المطرب محمد عواد يتداولون صورة نادرة له فى الحرم ويطالبون بالدعاء له

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى