نشوى رجائى السماك تكتب: الشبح

ورقة وقلم
ورقة وقلم
يحمله بين يديه ويسير بخطى بطيئة مترددة نحو المكان الذى اختاره للحفرة التى طالما كان يحفرها ثم يردمها ليعود الآن ليكمل حفرها بعد أن يضع حلمه الذى يحمله بين يديه جانبا لدقائق حتى يستطيع أن يكمل الحفر.. يحفر بكل قوته مسرعا فهو يخشى أن يتراجع هذه المرة أيضا عن قراره بأن يوارى حلمه الثرى لعله يرتاح بعد التخلص من الحلم الذى طالما صاحبه وأحبه وعاش به وعاش له وحارب من أجله.
انتهى من الحفر وتوجه إليه ليحمله للمرة الأخيرة ثم يدفنه... نظر إليه الحلم بعينيه البريئتين مستعطفا ومستنكرا قسوة هذا القرار.. خلعت هذه النظرة قلب صاحبه وانطلقت دموعه فيضانا من عينيه وتعالى نحيب روحه المجروحة فاحتضن حلمه بشدة ليودعه ثم وضعه فى الحفرة ليبدأ بإهالة التراب عليه وهو يبكى.

عاد إلى بيته وقلبه يحترق.. نظر إلى وجهه فى المرأة ليرى وجها لم يعد يعرفه.. وألسنة نيران قلبه تتراقص فى مقلتيه.. يراها فى المرأة ويشعر بها.

كيف له أن يرتاح!!! أين يلتمس المفر من هذه النيران وهذه الآلام!!!
فقرر أن يعيش شبحا.. لابد وأن الأشباح أكثر سعادة من الإنسان فهم لا يشعرون ولا يتألمون.
تحول بالفعل إلى شبح يسير بين الناس.. لا يفرح ولا يحزن.. لا يحب ولا يكره.. لا يتألم ولا يرتاح.
لم تعد تطربه تغاريد البلابل أو تحرك فؤاده ترانيم الكروان.. لم يعد يطارد الفراشات أو يلهو معها ولم يعد يغنى للزهور فى الربيع.
لم يعد القمر يروى له حكايات العاشقين.. لم تعد النجوم تلعب معه "الاستغماية" كما عودته.
لم يعد ينتظر ولادة النهار من رحم الليل كما اعتاد من قبل.. لم يعد من الأساس يشعر بالفرق بين الليل والنهار.
لم يعد يشعر بحلاوة الارتواء بعد الظمأ.. لم يعد يشعر بذلك الإحساس الجميل الذى كان يسرى فى روحه عندما يلمس كف الرضيع.
لم يعد يستطيع أن يستمتع باسترجاع ذكرياته الجميلة التى جمعته بأصدقاء الطفولة ولم يعد يستطيع أن يشعر بالفرح يغمر قلبه حين يبتسم ثغر حبيبته.
لم يعد يستطيع أن يبكى.. اشتاق البكاء كما اشتاق الابتسام.. اشتاق أن يعود إنسانا.. حياة الأشباح بشعة لم يعد يطيقها.
إنسان تخلى عن حلمه لابد وأن يصير شبحا.. وحتى يعود إنسانا كان لابد أن يبحث مرة أخرى عن حلمه ولا يعود إلا به ولا يفارقه أبدا.
وتحت الثرى يرقد حلمه حيا ينتظر عودته تؤنسه أحلام وأدها أصحابها كما فعل به صاحبه.. إنهم يتسامرون تحت التراب.. يواسون أنفسهم أن الأحلام لا تموت أبدا حتى وإن دفنت.. يموت البشر ولكن أحلامهم لا تموت.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

الشركات الكندية تنوع تجارتها للحد من آثار حرب التعريفات الجمركية الأمريكية

الحكومة السورية: نرحب بانضمام المقاتلين السوريين من قسد إلى صفوف الجيش

بي اس جي ضد الريال.. رويز يتقدم للفريق الباريسي بهدف مبكر

التشكيل الرسمي لمباراة باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد بنصف نهائي مونديال الأندية


رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على طمأنة المستأجرين وستكون هناك بدائل جاهزة لهم

السيدة انتصار السيسى تتواصل هاتفيًا مع والدة البطل نور امتياز كامل

إعلام إسرائيلى: نتنياهو يطلب من الجيش إعداد خطة لإنشاء مدينة إنسانية فى رفح

مدرب الوداد يضغط لضم صلاح مصدق من الزمالك

اتحاد اليد يشترط تفويض رسمي من الأندية لحضور إعادة قرعة دوري المحترفين


القائمة الوطنية تتقدم بأوراقها لانتخابات الشيوخ بغرب الدلتا بمحكمة الإسكندرية

وزير الاتصالات يكشف سبب انتشار النيران بشكل سريع فى حريق سنترال رمسيس

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

فلومينينسي ضد تشيلسي.. ثنائية عاطفية تمنح جواو بيدرو أرقامًا تاريخية

وزارة الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات إضافية على كيانات مرتبطة بإيران

الاتصالات: تصريحات الوزير حول زيادة كفاءة الإنترنت بعد حريق رمسيس مجتزأة

3 صور لا تفوتك من فسحة محمد صلاح في مدينة "بودروم" التركية

"يويفا" يحدث لوائح البطاقات والعقوبات فى بطولاته قبل انطلاق أبطال أوروبا

وزارة الصحة تحذر 3 فئات من الخروج أثناء ارتفاع درجات الحرارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى