فى ذكرى ميلاده الـ85..عبدالله غيث الفنان الذى هدد عرش أنطونى كوين..النجم العالمى وصفه بأنه أفضل منه..برع فى تقديم شخصيات"علوان أبو البكرى"و"أدهم الشرقاوى" و"الحلوانى"..ورحل قبل انتهائه من "ذئاب الجبل"

مشهد من فيلم أدهم الشرقاوى

كتبت دينا الأجهورى

الثلاثاء، 27 يناير 2015 02:06 م

تحل غدا ذكرى ميلاد الراحل عبدالله غيث الـ85 وبمجرد ذكر اسم هذا الفنان القدير يأتى فى أذهاننا شخصية "علوان البكرى" التى جسدها فى آخر أعماله وأشهرها مسلسل "ذئاب الجبل" ولهذا المسلسل قصة غريبة كان القدر بطلا لها حيث تم فى البداية اختيار الفنان الراحل صلاح قابيل ليجسد دور "علوان أبو البكرى" وبالفعل صور عددا من مشاهد المسلسل إلا أن القدر حال دون أن يكمل باقى مشاهده حيث توفى صلاح قابيل أثناء التصوير، لذلك قرر مخرج المسلسل مجدى أبو عميرة الاستعانة بالراحل عبد الله غيث الذى أيضا صور عددا من مشاهده فى المسلسل وتوفى قبل انتهاء تصوير المسلسل مما جعل المخرج يضطر لتغيير السيناريو وحل المشكلة بمقتل "علوان البكرى" فى أحداث المسلسل.

عبدالله حمدى الحسينى غيث، أو عبدالله غيث هو الشقيق الأصغر للفنان حمدى غيث وكان يطلق عليه فى الوسط "ابن العمدة" وذلك لكونه من ينتمى لعائلة ميسورة الحال فى إحدى القرى بمحافظة الشرقية وكان والده أول عمدة متعلم فى أوروبا، حيث سافر لندن لكى يتعلم الطب، وقضى سنتين فى جامعة كمبريدج، وعندما عاد فى إجازة قامت الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع العودة إلى لندن مرة جديدة، وتولى العمودية فى بلاده، ولكنه لم يستمر كثيراً، حيث توفى شاباً، وكان عبدالله غيث لا يزال فى عامه الأول.

وعقب وفاة الأب، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث أقاموا فى حى الحسين لدى جدهم لأمهم، والذى كان أحد علماء الأزهر الشريف، والتحقوا بالمدارس هناك، وعن تلك المرحلة فى حياته تحدث عبدالله غيث فى حوار قديم له قائلاً "نشأت فى وسط دينى، مما كان له أكبر الأثر فى تكوينى الشخصى والفنى فيما بعد، وكان جدى يجمعنا من حوله ليقص علينا قصص السيرة النبوية العطرة، ويحكى لنا بأسلوب جميل مبسط كيف كان خالد بن الوليد، وماذا فعل عمر بن الخطاب، وهكذا كنت أعرف الشىء الكثير عن الإسلام والبطولات منذ كنت طفلا".

على الرغم من أن عبدالله غيث لم يقدم أفلاماً كثيرة خلال مشواره الفنى حيث لم يتجاوز عددها 17 فيلم، وهو رقم ضئيل بالمقارنة بأعماله المسرحية والتليفزيونية، إلا أنها كانت أعمالاً مهمة، وقدم فيها أدواراً لا تنسى، نتذكر منها دور الفلاح المهزوم فى فيلم الحرام أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وإخراج بركات، كما قدم دور المناضل فى فيلم ثمن الحرية أمام محمود مرسى وصلاح منصور وإخراج نور الدمرداش، وشخصية خالد بن الوليد فى فيلم الشيماء أمام سميرة أحمد وإخراج حسام الدين مصطفى، كما قدم قصة البطل الشعبى الأسطورى أدهم الشرقاوى فى الفيلم الذى حمل نفس الاسم أمام لبنى عبدالعزيز وسميحة أيوب وإخراج حسام الدين مصطفى، ومن أفلامه الآخرى السمان والخريف، عصر القوة، ديك البرابر، ملف سامية شعراوى، وعن سبب قلة أعماله السينمائية قال فى حوار قديم "كنت أهتم دائماً بقيمة الدور الذى يضيفه لى، لذلك رفضت الكثير من الأدوار التى وجدتها غير مناسبة لى".

ويعتبر دوره فى فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، من أهم الأدوار التى قدمها حيث قدم شخصية سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم بإجادة شديدة، وتفوق على الفنان العالمى أنطونى كوين الذى قدم نفس الشخصية فى النسخة الإنجليزية من الفيلم، وعن قصة قيامه بهذا الدور قال فى حوار له "كنت خائفاً من فكرة التنافس مع كوين، خاصة أننا كنا نقدم نفس الدور بنفس المشاهد، ومضيت إلى الكاميرا والأرق ينتابنى، ولكنى تذكرت التاريخ المجيد للعرب، وما إن انتهيت من أداء الدور هنأنى أنطونى كوين قائلاً أنت أفضل منى، ولو كنت فى أوروبا أو أمريكا لكان لك شأناً آخر"، وأيدته النجمة اليونانية إيرين باباس التى قدمت دور هند بنت عتبة فى النسخة الإنجليزية من الفيلم، قائلة إن عبد الله غيث فنان عالمى على مستوى عال.

لم يقتصر تعاون عبد الله غيث مع مصطفى العقاد على فيلم الرسالة فقط، إذ قام بالأداء الصوتى لشخصية المجاهد الليبى عمر المختار فى النسخة العربية المدبلجة من فيلم عمر المختار، وتوفى عبد الله غيث 13 مارس 1993.

مشهد من فيلم أدهم الشرقاوى - 2015-01 - اليوم السابع