الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: ماذا تعرفين عن "الهيستريا"

الهيستريا مرض نفسى عصبى لا شعورى يصيب الشخص ويظهر فى شكل أعراض جسمية، الغرض منها حصول الشخص على اهتمام خاص أو للهروب من موقف مؤلم لا يمكنه تحمله أو مواجهته، لكنه لا يعلم السبب المباشر لظهور المرض فيلجأ للطبيب طلباً للعلاج، أطلق عليه النوع التحولى، حيث تتحول الانفعالات والصراعات النفسية إلى أعراض جسمانية يعانى منها المريض.

من الأسباب التى تؤدى للإصابة بالهيستريا، الاستعداد الشخصى للمرض، الوراثة والبيئة المحيطة، الإفراط فى التدليل والحماية.

من أكثر الأعراض شيوعاً النوبات الهيستيرية، حيث تبدأ بإغمائة بسيطة وتصل إلى حالة هياج عصبى فيحطم المريض كل ما يراه أمامه، وتحدث عادة بعد التعرض لموقف انفعالى شديد، قد يقع على الأرض دون أذى، وإذا لمسه أحد يثور ويكسر ما حوله ويخبط برجله فى الأرض، هذا ما نراه مع بعض السيدات اللاتى يصيبهن إغماء نتيجة انفعال شديد ثم يعدن لوعيهن بعد شم بعض الروائح النفاذة.

قد يظهر فى شكل اضطرابات حركية مثل الشلل فيصاب بشلل فى أحد الأطراف ثم يتطور لشلل نصفى فى الذراع والساق ثم شلل فى الساقين وتيبس العضلات ويصبح غير قادر على الحركة ويحتاج لرعاية خاصة، فى هذه الحالة يرغب المريض فى الشفاء جاهلاً السبب الذى أدى لإصابته بالشلل الهستيرى.

قد تظهر فى صورة اضطرابات حسية فيصاب بفقدان الصوت عندما يضطر للاعتراف بخطأ فيخفى ما يريده لاشعوريا أو يتعرض لموقف مؤلم لابد أن يواجهه فيفقد القدرة على الكلام.

قد يظهر فى الغيبوبة الهيستيرية حيث يصاب المريض بحالة غيبوبة تشبه النوم الطبيعى، لا يرد على أى أسئلة، لا يأكل ولا يشرب، يهرب من الواقع، وأحيانا تأخذ شكل كثرة النوم التى نراها عند الطالب قبل الامتحانات نتيجة لشعوره بصعوبة المواد، قصر الوقت، ضغط الأهل ومشاعر القلق فينام عدة ساعات ثم يصحى ليستذكر فيغلبه النعاس وينام نوماً عميقاً لساعات، نتيجة عدم قدرته على مواجهة الصراع النفسى فيعبر عنه فى صورة هستريا.

ومن الأعراض الهسترية أيضاً الاضطرابات الجلدية واللازمات والسير الهستيرى، ارتجاف الأطراف، العمى الهستيرى، فقدان السمع الهستيرى، فقدان الذاكرة وفقدان الشهية.

بعض الحالات تشفى تلقائياً دون علاج، بينما البعض الآخر يحتاج لعلاج سلوكى، لتحليل وفهم سلوكه، ومعرفة الدوافع اللاشعورية، ومساعدة المريض على استعادة ثقته بنفسه والتكيف مع ظروفه، العلاج البيئى من خلال توعية الأهل والمحيطين بالمريض بطبيعة مرضه، معالجة أى مرض مصاحب كالاكتئاب، العلاج من خلال التنويم المغناطيسى، لتفريغ كل الصراعات النفسية، ومساعدته على تطوير ذاته وتنمية شخصيته وتعليمه كيفية مواجهة الواقع ومحاولة حل المشاكل بدلاً من الهروب منها، مع العلاج يحدث تفريغ للصراع النفسى الذى تسبب فى ظهور الأعراض الهستيرية.