العقل القديم فِى إدارة البلد

محمود سعد الدين
محمود سعد الدين
بقلم - محمود سعد الدين
«الحسبة سهلة وبسيطة».. ثورتان ترتب عليهما، رئيسان فى السجن وثالث سابق ورابع يجلس على حكم البلاد ويعلنها بكل صراحة :«مش هشيل لوحدى».. المنطق هنا يقول إن البلد تحتاج فكرا جديدا ومختلفا وخارج الصندوق فى كل القضايا العامة انتهاءً بالتفاصيل الصغيرة، ولكن على الجانب الآخر، الواقع يقول إننا لازلنا نعمل بالعقل القديم فى دولاب الدولة هو نفسه عقل ما قبل 25 يناير.

الدليل، ملف تغييرات المحافظين، وهو الأحدث فى المناقشات الحكومية، وبهدوء شديد لماذا العقل القديم لا يزال مسيطرا على دولاب الدولة.

1 - غياب المعايير الفنية فى اختيار المحافظين، بمعنى أن الاختيار ليس لأن «فلان شاطر» فى الإدارة أو «شاطر» فى قيادة مجموعة عمل، ولكن لأن فلانا كان واحدا من 5 حاجات، إما لواء سابق أو أركان حرب سابق أو مستشار سابق أو مدير أمن سابق أو فِى أضيق الحالات إستاذ جامعى سابق.

2 - رغم اقتراب ميعاد إعلان الأسماء إلا أن الدولة وتحديدا المسؤول عن ملف المحافظين الوزير عادل لبيب لم يحسم عدد المحافظات التى ستشهد تغيير حتى الآن، وقال فى آخر تصريح له بالأمس فى لقاء بمحررى مجلس الوزراء: إن التغييرات بين 10 إلى 15 محافظة»، حقيقة لا أجد توصيفا لهذا التصريح، لأن 5 محافظات ليس رقما قليلا فى التغييرات ولأنه أيضا يعكس الاضطراب فى القرار النهائى للاختيار حتى اللحظات الأخيرة.

3 - بخلاف كل هذا، لدى علامة استفهام واحدة، ما هو المعيار لتغيير محافظ؟ حقيقية لا أعرف، والحكومة لا تعرف، فهى لم تحدد آليات قياس نشاط محافظ مقارنة بآخر، بمعنى أنى لا أستطيع أن أقول إن محافظ الجيزة يعمل مقارنة بمحافظ أسيوط، فأسيوط بعيدة عن الشو الأعلامى، مقارنة بالجيزة التى ترافق الكاميرات محافظها فى كل وقت، فهل التقييم هنا يكون صحيحا.. لا طبعا، إضافة إلى ذلك، هل محافظ البحيرة من بين المستبعدين لوقوع حادث أتوبيس المدرسة فى محافظته أم لا، وهل الحوادث معيار أم لا، وإن كانت ذلك فلماذا لم نحاسب وزير النقل أو مسؤول هيئة الطرق.. النتيجة أننا أمام معايير متضاربة لتغيرات المحافظين.

4 - نفس السؤال السابق مع تغيير بسيط، ما هو معيار اختيار المحافظ الجديد؟ حقيقة لا أعرف، يعنى لو رشحوا قاضى سابق، فهل سيكون ناجحا، نظريا هو قاضى كان يقضى فى المنازعات قانونيا بين الناس وله حكمة بالغة من جلوسه سنوات طويلة على منصة القضاء، ولكن فعليا، هو يعيش فى برج عالٍ عن مشاكل الشارع ومياه الصرف الصحى والطرق و«خناقة» المحليات مع بعضها البعض، وهنا كيف ستحكم على الاختيار هل هو مناسب أم لا؟.

النهاية.. حركة المحافظين بكل اسم فيها، ستعكس لا محالة عن تفكير الدولة، تفكير قياداتها، مطبخها الحقيقى، وهل صناع القرار فى دولتنا الجديدة يحسنون اختيار رجالهم الجدد فى المحافظات أم يعملون «على قديمه».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الثانوية العامة 2025.. الطلاب يؤدون اليوم امتحان مادتى الكيمياء والجغرافيا

مروان خوري يحيى حفلاً غنائيًا في دبى في هذا الموعد

ترامب طلب الاحتفاظ بصورة الطبقى المحورى بعد محاولة اغتياله الفاشلة فى بنسلفانيا

كيلو السمك بـ30 جنيه بس.. قرية البشندى بالوادى الجديد تحصد الدفعة الثانية من مزرعة الأسماك الحكومية.. طرح المنتجات للمواطنين بأسعار مخفضة.. ورئيس المركز: خطة لتعميم التجربة فى القرى لتحقيق الأمن الغذائى.. صور

القطار الخفيف يعدل مواعيده اليوم بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو


تفاصيل التحقيق مع تاجر بتهمة شراء دراجات نارية مسروقة

أسيست أرنولد ضد يوفنتوس يسدد قيمة انتقاله من ليفربول إلى ريال مدريد

المصرى يستأنف تدريباته بعد انتهاء راحة الـ24 ساعة

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

بعد تأجيلها للمرافعة.. 5 معلومات عن قضية "تهريب العملة"


عندما يكسر الصيف قواعده.. أمطار تضرب القاهرة وبعض المحافظات فى يوليو.. تحذير لا يمكن تجاهله يضع مصر فى مرمى المناخ المتقلب.. الأرصاد: تغير مناخى للأنماط الجوية المعتادة.. وخبراء: أحداث متطرفة ستصبح أكثر شدة

ثنائى أبو قير للأسمدة والقناة على رادار الاتحاد السكندرى لتدعيم صفوفه

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

أخبار × 24 ساعة.. "التعليم" تعلن رابط وخطوات تنسيق الثانوى العام والفنى 2026

الهلال يعلن ضم حمد الله رسميا والمغربى يصل مقر الزعيم فى أمريكا

24 ساعة من الحسم.. وزارة الداخلية توجّه ضربات قاصمة للمخدرات والجريمة.. حملات تحاصر الخارجين عن القانون في أنحاء الجمهورية.. استهداف سوق الكيف وضبط 290 قضية مخدرات وتحريز 59 قطعة سلاح

عبد الناصر محمد يقترب من منصب مدير الكرة بالزمالك

طفل مصري يحوّل ألم فقدان البصر إلى مشروع علمي عالمي.. من "أبو عين واحدة" إلى ممثل مصر عالميًا.. حكاية انتصار الإرادة.. أثبت أن البصيرة أقوى من البصر.. مشروع "I AM HERE" يقود طفلًا كفيفًا لتمثيل مصر في الهند

الأحزاب ترفع الطوارئ استعدادا لانتخابات الشيوخ 2025.. اجتماعات مكثفة وحسم أسماء المرشحين وتشكيل غرف عمليات.. "الجبهة الوطنية" يجتمع لحسم مرشحيه.. و"مستقبل وطن" يطلق خطة وتنظيم موسع لتعزيز التواصل مع الشارع

صراع رئاسى لا ينتهى بالموت.. قضية دفن رئيس زامبيا السابق إدجار لونجو لاتزال معلقة.. عائلته تصر على دفنه فى جنوب أفريقيا.. وحكومة لوساكا ترغب فى تكريمه فى بلاده.. ومحكمة ببريتوريا تؤجل القرار حتى أغسطس المقبل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى