"القرضاوى" يدين الهجوم على صحيفة الرسوم المسيئة للرسول.. ويتجاهل الإرهاب فى مصر وسوريا وليبيا.. وخبراء: محاولة لمغازلة الغرب.. وخالد الزعفرانى: مواقفه متناقضة.. وباحث: عليه مراجعة قراراته الأخيرة

فى أول ظهور إعلامى له منذ فترة، خرج الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، ليعلق على حادث مقتل وإصابة العشرات بمقر صحيفة "تشارلى إبدو" الفرنسية، بعد نشرها رسومًا مسيئة لسيدنا محمد صل الله عليه وسلم، ليؤكد الداعية، الذى يعتبر المرجع الروحى لجماعة الإخوان الإرهابية: "ندين بقوة ونرفض نحن علماء الأمة وجماهيرها كل عمل يريق دماء الأبرياء، ويزهق أرواح الآمنين، وينشر الفساد فى الأرض، أيًا كان منفذه وأيًا كان دينه".

وإدانة القرضاوى للعمليات الإرهابية الفرنسية تضع تساؤلات عديدة لوجود إرهاب يمارس على أرض وطنه مصر، ويروح ضحيته العشرات ما بين شهداء وجرحى، وكذلك الإرهاب الذى يتعرض له اليمنيون على يد الحوثيين وكذلك عمليات القتل البشعة التى يشهدها الشعبين السورى والعراقى على يد ما يسمى بتنظيم "داعش"، أيضًا التزم رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الصمت بشأن التفجيرات اليومية للأرواح والثروات على الأراضى الليبية وقتل المسيحيين المصريين دون حق على أراضيها.

وأضاف القرضاوى، وفقًا لما اكدته شبكة "سى إن إن" الأمريكية، عبر عدد من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "إن ديننا الحنيف يحترم النفس الإنسانية، ويرعى حرمتها، ويحرم الاعتداء عليها، ويجعله من أكبر الكبائر، ولا يجيز بحال القتل العشوائى للناس".

من جانبه قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن ما فعله القرضاوى من إدانة لما حدث بالمجلة الفرنسية بينما لا يدين الأعمال الإرهابية فى مصر يؤكد تناقضه ومحاولاته لاسترضاء الغرب.

وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن جماعة الإخوان والقرضاوى يحرصون على إدانة أى عمل إرهابى يحدث فى الغرب أو الولايات المتحدة الأمريكية بينما يقومون بالأعمال الإرهابية فى مصر.

وقال هشام النجار الباحث الإسلامى: "نتمنى من الشيخ القرضاوى مراجعة مواقفه على ضوء إعلاء المصلحة العليا للإسلام وللأوطان وتأخير مصالح التنظيمات والجماعات والأحزاب والتيارات"، وأضاف لـ"اليوم السابع": "هناك توجه وانجراف ناحية تقديم مصلحة تنظيمات وجماعات على مصلحة الأمة والإسلام والمسلمين، فداعش ذاتها تقدم مصلحتها كتنظيم من هذه العملية كنوع من التلميع وكسب مزيد من الجماهيرية والشعبية فى أوساط الشباب المتحمس فى البلاد المسلمة باللعب على قضايا وإشكاليات تثير الحسياسية والعاطفة لدى عموم المسلمين مثل قضية الرسوم المسيئة رغم أن الرد بهذه الطريقة الدموية العنيفة غير مقبول شرعًا ولا واقعًا وليس فى صالح الإسلام ولا المسلمين فى الغرب الذين يقعون ضحية دائمة لهذه الممارسات.

وأضاف أن داعش تقدم مصلحتها فى التلميع وتوسيع جماهيريتها وكسب تأييد المزيد من الشباب المتحمس على مصلحة الإسلام الذى لديه منهج واضح فى التعامل مع هذه الإشكاليات والأزمات خاصة فى المجتمعات الأوروبية خاصة فى فرنسا بخصوصية الحضور الإسلامى بها ومشاكله وخلفياته.

وأوضح أن مصلحة الإسلام والمسلمين تحتم النظر لقضايا الأمة بحيادية ومن منظور واحد وليس بالتجزئة والقطعة بحيث تقدم مصلحة الإسلام والمسلمين والوطن على مصلحة التنظيمات والجماعات، وتقدم تدعيم العلاقة مع الدول الإسلامية والعربية وعلى رأسها مصر والسعودية على تدعيم العلاقة مع الغرب والدول الأوروبية.



موضوعات متعلقة:
"القرضاوى" يدين مهاجمة الصحيفة الفرنسية ويحرم القتل العشوائى للناس