الطهطاوى وداعش فى باريس

ناصر عراق
ناصر عراق
بقلم - ناصر عراق
ذهب الطهطاوى إلى باريس قبل قرنين، فعاد حاملا زهور المعرفة وأشجار التفكير العقلى، واقتحمت داعش باريس قبل يومين فقتلت 12 رجلا بينهم عشرة صحفيين!

ارتحل رفاعة الطهطاوى إلى باريس عام 1826 مبعوثا من والى مصر محمد على باشا، فرأى وشاهد وتأمل، واكتشف كم نحن متخلفون فى مصر، وأن الإسلام الذى نؤمن به لا يرضى بهذا التخلف، فسعى وراء المعرفة ينشدها أينما كانت، وقد تعلم اللغة الفرنسية حتى يستزيد من العلوم والمعارف، ثم عاد إلينا بعد خمس سنوات حاملا بيمينه كتابه المدهش (تخليص الإبريز فى تلخيص باريز)، والإبريز يعنى الذهب، والمعنى واضح فباريس عبارة عن منجم ذهب، وما كتبه الطهطاوى محاولة لاستخلاص هذا الذهب- العلم والمعرفة والآداب والفنون- من المنجم الضخم.

أما داعش فقد أرسلت اثنين من أعضائها إلى مقر جريدة «شارلى إيبدو»، لا ليتعلما فنون الصحافة والرسم، بل ليقتلا الصحفيين، ووفقا لما كتبته الأهرام الخميس 8 يناير (هاجم مسلحان باستخدام قاذفة صواريخ وكلاشينكوف مقر صحيفة شارلى إيبدو الساخرة فى قلب باريس، مما أسفر عن سقوط 12 قتيلا بينهم رئيس التحرير وشرطيان، إلى جانب إصابة 11 آخرين).

المحزن فى الأمر أن الإرهابيين هتفا (الله أكبر) وهما يطلقان رصاصات الغدر على المسالمين، كما ذكر شهود العيان، الأمر الذى يزيد من سوء سمعتنا بوصفنا مسلمين، وكأن الله عز وجل يرضى بهذه الجرائم الوحشية - سبحانك أيها الغفور الرحيم!
ترى.. من يتحمل وزر هذا العمل الإرهابى الخسيس؟

إذا تخففنا قليلا من أثر الصدمة المروعة وأعملنا العقل، فسنكتشف أن الغرب يتحمل نصيبا كبيرا مما حدث فى باريس، إذ ارتكب عدة جرائم ضدنا أوجزها فيما يلى: طوال العصور الحديثة وقوى الغرب لم تتوقف لحظة عن استعمار ونهب البلدان المتخلفة، وأكثرها من المسلمين، الأمر الذى جعلنا نكابد الفقر والجهل والمرض على طول الخط.

أما الجريمة الثانية فهى دعم القوى الكبرى للطغاة فى عالمنا العربى، وكلنا يعرف كيف وقف الغرب مع السادات ومبارك ومرسى وصدام والقذافى إلى آخر السسلسة البائسة من الحكام الذين أذاقوا شعوبهم مرارات بلا حصر.

وتبقى الجريمة الأخيرة التى ارتكبها الغرب ومازال فى حقنا، وهى استقبال أصحاب الأفكار المتخلفة العنيفة ومنحهم حقوق اللجوء السياسى بزعم تدعيم حرية الرأى!

أما جرائمنا نحن فى حق أنفسنا فحدث ولا حرج، فنحن خضعنا للحكام الطغاة فلم نقاومهم بما يكفى، ونحن أُصبنا بالغرور واعتقدنا أن ما حققناه فى العهود القديمة للإسلام يكفينا لمواجهة العصور الجديدة، فتوقفنا عن التعلم حتى أصبحنا عالة على الحضارة الحديثة، ونحن لم نقف بحزم ضد تجار الدين الذين أفسدوا عقول الشباب ودمروها حتى بات الواحد من هؤلاء الشباب الجاهل يذهب إلى باريس اليوم ليقتل، فى حين أن جد جد جده ذهب إلى باريس قبل قرنين ليتعلم!
حقا.. ما أتعسنا!

Trending Plus

الأكثر قراءة

16 يوليو .. "الاسئناف" تحدد مصير رجل الأعمال المتهم بالنصب على "أفشة"

تصحيح فورى ودقيق لامتحانات النقل.. و"التعليم" تشدد على الالتزام بالنماذج

كيران كولكين ينضم لفيلم The Hunger Games: Sunrise On The Reaping

موعد الظهور الأخير لـ تريزيجيه مع الريان قبل الانضمام إلى الأهلي

موعد مباراة الأهلى ووادى دجلة فى نهائى كأس مصر للكرة النسائية


أصالة تحيى حفلاً غنائيًا في الكويت 7 الشهر المقبل

حجاج بيت الله الحرام.. ننشر خطة زيارة الحاج للمدينة المنورة.. يصلى ركعتين فى الروضة ثم يذهب للسلام على رسول الله بصوت منخفض.. ثم يزور البقيع حيث دفن صحابة رسول الله.. وزيارة شهداء أحد وقبر حمزة رضى الله عنه

تعرف على المستندات المطلوبة من مرشحى المجالس النيابية وفقا للتعديلات

وزارة العمل تعلن عن فرص عمل بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدورى الممتاز والقنوات الناقلة


هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة كريت اليونانية (بؤرة الزلازل)

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 23 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

المجلس النرويجي للاجئين: إسرائيل لا تصغى حتى لحلفائها ولا تلتزم بالقانون الدولى

محمد رمضان يعلن تسديد 35 مليون جنيه بحكم قضائي.. اعرف التفاصيل

ماذا فعل بيراميدز أمام أندية جنوب أفريقيا قبل مواجهة صن دوانز؟

موجة حارة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الجمعة 23 مايو 2025 فى مصر

من أنامل مصرية ثوب للنبى.. ماذا كان يلبس الرسول؟.. فيديو

محمد صلاح: أريد أن أكون أول من يفوز بجائزة رابطة الكتاب 4 مرات

عودة يجهز بدلاء للغائبين عن غزل المحلة أمام الطلائع

قناة أون سبورت تذيع حفل تسليم محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى