الغول.. العنقاء.. والثورة المضادة

لينا مظلوم
لينا مظلوم
بقلم لينا مظلوم
تتطلب التحولات الديمقراطية عبر التاريخ مجموعة مقومات سياسية دقيقة المعالم، ليس ضمنها بالتأكيد مصطلحات تغرق فى العمومية دون منطق تستند إليه. بعد ظهور نتائج الانتخابات التونسية واقتراب موعد انتخابات البرلمانى المصرى، بدأ يتردد كثيرا على الصعيد العربى تعبير الثورة المضادة.

الرسائل التى حملها فوز السياسى المخضرم الباجى قائد السبسى الذى أسس حزب النداء منذ عامين فقط، لا تتدنى إلى تفسيرات مبهمة بقدر ارتباطها بالتحولات التى طرأت على الشارع التونسى منذ أربع أعوام. "ثورة الياسمين" التى تصدرت قائمة الثورات العربية المسروقة، والتى قامت بها شعوب ذات عقيدة مدنية، ونادت بمطالب مدنية، ثم ذاقت تونس صدمة خيبة الأمل فى تيارات دينية أدمنت عبر عقود المناورات فى العمل السياسى، فالشعب هناك لم يتحول فجأة إلى كتلة "فلول" حين اختار معاقبة لصوص ثورته، واضعا حدا لكل محاولات جر التجربة التونسية إلى الوراء على يد التيارات الدينية بعدما قطعت تونس أشواطا فى مشروعها التنويرى والتحديث الذى قاده الحبيب بورقيبة رغم كل المآخذ السياسية على فترة حكمه. اختارت تونس سياسى محنك لم يتورط فى إفساد الحياة السياسية وانتصر انحياز الشعب لفكرة التنوير، الإشارة الأهم التى ينبغى على الأحزاب المصرية التقاطها من حزب النداء، إن قوة الأحزاب لا تُقاس دائما بالمدة الزمنية بقدر نجاحها فى التعبير عن توجه الشارع.. فهو "الرادار" الذى عليها اتباع مؤشراته.

التعقيدات التى فرضتها التدخلات الإقليمية والعربية على الثورة السورية قلصت فرص نجاح كل المبادرات المختلفة التى طُرِحت، سوريا وقعت بين رحى حرب دموية لن يضع لها حد بقاء أو رحيل بشار الأسد. بعدما انتهت ثورة مدنية رفعت مطالب عادلة إلى اقتتال دموى بين تنظيمات جهادية مزقت أشلاء سوريا. المسار السياسى الذى تسعى مصر إلى طرحه - وهى تتمتع بقبول من طرفى النزاع فى سوريا - حلا للمأساة السورية يبدو الأقرب إلى الواقع، حال توافر النوايا الجادة لدى الطرفين النظام الحاكم والمعارضة على حقن الدماء. كما إنه يُعيد القرار السياسى إلى الشعب السورى فى التوافق على بدائل تتوافر فيها القوة والحد المعقول من الوفاق الشعبى العام، حتى شخصية من داخل الجيش أو من النظام، بعيدا عن عائلة الأسد، دون الحساسية المفرطة من أوهام مصطلح الثورة المضادة، قادة المعارضة والشعب قد يصلا إلى توافق على شخصية كانت تمارس العمل السياسى خلال حكم الأسد، لكنها قطعا لن تغفر لمن تلوثت أيديهم بالدم السورى.

لذا، مع كل مشروعية المخاوف التى تواكب الانتخابات البرلمانية القادمة فى مصر، وحجم المال السياسى الذى سيُنفق.. إلاّ أن اختزال الوعى العام فى "شماعات"- مثل الثورة المضادة أو غيرها - كى تُعلِق عليها الأحزاب السياسية ضُعف أدائها لا يتفق منطقيا ولا سياسيا مع "الرادار" الذى سيوجه اختيارات الناخب، والذى قطعا سيعاقب الأسماء المتورطة فى إفساد الحياة السياسية إذا ما غامرت بخوض الانتخابات، لكن بعيدا عن النزعة الانتقامية من شخصيات لمجرد مشاركتها فى العمل السياسى عبر عشرات السنين الماضية

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بروكسي يعلن انتقال أحمد طارق سليمان إلى البنك الأهلي رسمياً

محافظ الجيزة يعتمد تنسيق الثانوية العامة بحد أدنى 225 درجة

الداخلية: ضبط سائق دهس أسرة فى القاهرة وهرب

"كهنوت المرأة ابتداع فى الدين".. رؤية متكاملة تجمع تعاليم الكتاب المقدس بالفكر الأرثوذكسي.. السيدة العذراء صاحبة النموذج فى الخدمة الهادئة.. وهذا دور المرأة المناسب بالكنيسة وأسباب اقتصار الكهنوت على الرجال

ريبيرو مدرب الأهلي يتجول فى شارع المعز ويلتقط صورا مع الجماهير.. فيديو


الداخلية تضبط سائقين يسيرون عكس الاتجاه بالطريق الإقليمي.. فيديو

جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل

الاتحاد الأوروبي: مستعدون لدعم اتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا


حرائق ضخمة فى حيفا والجليل ومناطق واسعة بإسرائيل وإخلاء عدد من المنازل

كل ما تريد معرفته عن العروض الخارجية لضم لاعبي الأهلي فى ميركاتو الصيف

الأهلي يُخطر وسام أبو علي بموقفه النهائي من عروض الرحيل

حقن مضادة للشيخوخة ولعب اليوجا.. تعرف على سبب وفاة شيفالي جاريوالا

موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. تعرف على التفاصيل

هشام جمال يحتفل بملك زاهر شقيقة زوجته على طريقته الخاصة

Squid Game Season 3 يقسم جمهوره.. اعرف التفاصيل

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

بنفيكا ضد تشيلسي.. ماريسكا: أمريكا لا تصلح لاستضافة مباريات كرة القدم

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى