بالصور.. بهجة للأقمشة الهندية فى معرض "نسيج من الهند" بلندن

تعد الهند من أكثر البلاد شهرة بالأقمشة الملونة والمتنوعة من الحرير والقطن وهذا ما يتجلى فى ملابس أفلام بوليود التى طالما شهدناها وتأثرنا بها كثيرا، ويحتضن متحف فيكتوريا وألبرت فى لندن فى الفترة الحالية، معرضًا فنيًا بعنوان"نسيج من الهند"، نستكشف فيه تطور صناعة النسيج فى هذا البلد، التى بدأت بعمل الرايات التراثية وصولا إلى قماش السارى المعاصر، ويستمر هذا المعرض حتى 10 يناير 2016.



ويتضمن المعرض قطعا من النسيج يبلغ عمرها ما يقرب من 2000 عام، ويعتقد أن إحدى البطانيات المنسوجة من الصوف صنعت فى الهند ما بين عامى 100 و300 للميلاد، بالإضافة إلى ذلك يعرض المعرض مجموعة من القطع الملكية المغولية التى تعود للقرن السابع عشر كسترة مطرزة بأشكال معقدة كالنرجس والخشخاش والطاووس والأسود.

ويضم المعرض أيضا خيمة مزخرفة تعود إلى السلطان تيبو حاكم سلطنة مايسور الهندية فى القرن الثامن عشر، والخيمة مطبوعة بالزهور والنمور، بالإضافة إلى أقمشة استثنائية وألبسة نسائية تعود للقرن التاسع عشر وشال يعود إلى عام 1875، كما يهتم المعرض بصناعة الأزياء الحديثة ويقدم نماذج لأشهر مصممى الأزياء فى الهند، من بينهم المبدع مانيش أرورا.



وقالت روزمارى جريل، قوميسير المعرض"لقد استخدم الحكام فى الهند هذه الخيام المتقنة والجميلة من الخارج والداخل، حيث كانت تعتمد على نقشات الزهور ليشعروا وكأنهم فى حديقة غناء، فعندما كانوا يخرجون من أجل القيام بحملة عسكرية أو من أجل قضاء وقت ممتع فى الطبيعة أو للصيد، كانوا يأخذون معهم هذه الأشياء كبديل عن قصورهم" وفقاً لـ"يورو نيوز".

وأضافت روزمارى جريل، الأمينة المشاركة فى المعرض "هذه المنسوجة، التى تعرض لأول مرة، عثر عليها جامع تحف منذ عشرين عاما فى بروكلين وهى نموذج متميز للفن الشعبى الهندى، تتجلى فيها رسومات لأفيال وأشخاص، بالإضافة إلى آلهة هندية، الخبراء يعتقدون أنها صنعت، فى عشرينات القرن الماضى فى مدينة قوجارات، لقد تم اكتشافها فى الواقع ملقاة فى شوارع نيويورك، اكتشفها شخص يدعى جيروم بيرنز الذى أدرك أهميتها وأخذها معه لمنزله، نظرا لحجمها الكبير لم يستطع تركها هناك وعند عودته إلى لندن عام 1994، جاء إلى المتحف ورأيت صورة لها وقال: هل أنتم مهتمون بهذا؟ قلت: نعم بالتأكيد".



وسيعرض هذا المعرض علاقة بريطانيا بآسيا منذ التجارة القديمة إلى الثورة الصناعية، حيث بدأت التجارة البريطانية فى المنسوجات الهندية فى القرن السابع عشر، ولكن إنتاج القطن بدأ فى الهند منذ حوالى 6000 عام قبل الميلاد، فيما بدأ الهند بإنتاج الحرير عام 3000 قبل الميلاد الذى كان يصدر إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأسيا قبل وصول التجار البريطانيين للهند.

وترتبط الأقمشة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الهندية، ومنها قماش "خادى" البسيط الذى يعد رمزًا للفكر والاستقلال فى الهند للسجاد المزخرف الملىء بالألوان، واحتوى المعرض أيضًا على شال مطرز بخيوط فضية، تم إهداؤه إلى الملك جورج الخامس عام 1911 عندما حضر إلى دلهى دوربار فى احتفال التتويج، الذى يعد من أفضل الأمثلة على الملابس الملكية.



وتضمن المعرض أيضًا معلقات وسجاجيد مخصصة للصلاة والعديد من الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والحرير مثيرة للاهتمام، وعلى مدى قرون دخلت المنسوجات فى العديد من الديانات المختلفة فى الهند وبنجلاديش وباكستان الهندوس والمسلمين والسيخ، والبوذيين والمسيحيين وغيرهم، وتم اكتشاف قميص إسلامى نادر يعود إلى القرن الـ 19 منقوش عليه آيات من القرآن بماء الذهب ومطرز بخيوط ذهبية، وتم صنعه فى جنوب شرق الهند للكنسية الأرمينية.

ويشير هذا المعرض إلى الأهمية التاريخية والمستمرة للمنسوجات فى اقتصاد الهند، وترجع الأهمية الكبيرة للمنسوجات فى اقتفاء أثر تاريخ المنسوجات والنباتات الطبيعية والصبغات للدولة الأكبر توريدًا فى العالم للأقمشة حتى قبل أن يكتشف "فاسكو دا جاما" طريقًا ما بين الهند وأوروبا.

موضوعات متعلقة..

- بالصور.. "فاترينة برونز" معرض فنى بـ"جاليرى الكحيلة" لرمضان عبد المعتمد