انصروا الحسين ولو بعد حين!

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
لا تستسلم للظلم، الاستسلام للظلم ضعف، وتذكر أنه مهما بلغ الظلم معك ذروة قسوته، فقد تمادى من قبل مع خير أهل الأرض، مع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انظر وتأمل ما فعله البشر بأهل بيت رسول الله من ذبح وتشريد ومطاردة وستعرف أن ما نزل بك من ظلم أقل بكثير من أن يصيبك بيأس أو إحباط أو قعود عن مواجهة وقتال.

سيدنا الحسين، رضى الله عنه، استشهد فى أيام كهذه وهو يقاوم الظلم، فقد روحه فداء لفكرة الفداء نفسها، ترسيخا لفكرة التضحية من أجل ما نؤمن به، وقف وحيدا فى كربلاء يدافع عن الحق، ولم لا وهو ابن على كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء وحفيد رسول الله «صلى الله عليه وسلم»؟! يقول عنه ابن كثير: «كل مسلم ينبغى له أن يحزنه قتل الحسين رضى الله عنه، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة، وقد كان عابداً وسخياً».

ملحمة استشهاد الحسين بدأت على أرضية سياسية، صراع من النوع الذى يحبه رجل الشارع، صراع على الحكم بين من أيده الناس، وبين صاحب القوة، صراع تفاصيله واضحة وضحاياه معلومون بشكل لم يخذل الناس وقدم لهم الوجه القبيح للعبة السياسية.

ظلم الحسين كثيرا، المرة الأولى حينما حاول يزيد بن معاوية سرقة حقه فى الحكم، والثانية حينما تخيل يزيد ومن معه أن الحسين طامع فى سلطان لا مدافعا عن حق وبيعة وضعها الناس فى رقبته، والثالثة حينما تعرض للخيانة، جاء الحسين خبر مسلم بن عقيل، فانطلق الحسين يسير فى طريق الشام نحو يزيد، وحتى تكتمل الأزمة وتزداد سخونة الملحمة يقطع جيش يزيد- بقيادة عمرو بن سعد، وشمر بن ذى الجوشن، وحصين بن تميم- الطريق على سيدنا الحسين فى مكان يدعى كربلاء، قرب نهر الفرات، ويمنعون الماء عن الأطفال والنساء، لتبدأ معركة شرسة سقط فيها خمسون شهيداً، وبقى مع الحسين عدد قليل من أصحابه وأهل بيته، سرعان ما استشهدوا وبقى سيدنا الحسين وحيداً، فودّع عياله وأمرهم بالصبر والتحمل فى سبيل الله، ثم ركب جواده وتقدم يقاتل آلاف الجنود وحده، حتى سقط شهيداً، فتقدمت زينب بشجاعة إلى جثمان أخيها الحسين، وضعت يديها تحت الجسد الطاهر، ورفعت رأسها إلى السماء، وقالت بخشوع: «إلهى تقبّل منّا هذا القربان» ثم تكتمل الأسطورة بقطع رأس سيدنا الحسين، وتذهب إلى مصر، فتزداد الأسطورة اكتمالا لدى شعب عرف عنه أنه عاطفى لأقصى درجة، ليتحول ضريح الحسين فى القاهرة إلى ملجأ، يتشبث فيه الضعفاء والمقهورون، ويقصده أصحاب الحاجة لعله يدافع عنهم أو يساندهم، كما دافع عن المقهورين وسقط دونهم شهيداً فى كربلاء.

الحسين لم يمت، الحسين باق بما أبقى عليه من شجاعة وخلق نستمد منها المدد، الحسين لم يمت، الحسين أيقونة خالدة تتلخص فى دعائه صباح يوم عاشوراء: «اللهم أنت ثقتى من كل كرب، ورجائى من كل شدة، وأنت لى فى كل أمر ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليك رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت ولى كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية يا رب العالمين».. انصروا الحسين وما آمن به الحسين وما ضحى من أجله الحسين ولو بعد حين!
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب مصر يتراجع مركزين فى تصنيف فيفا.. والأرجنتين بالصدارة

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

بلقطات حب ورومانسية.. زوج أسماء أبو اليزيد يحتفل بعيد ميلادها

اليوم الحكم فى معارضة نجل محمد رمضان على حكم إيداعه بدار رعاية


شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف


وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

وزارة النقل تمنع التكدس فى الموانئ البحرية.. إنشاء موانى جافة ومناطق لوجستية تقلل أوقات الانتظار وتكاليف النقل.. 33 ميناءً جافا ومنطقة لوجستية تحدث طفرة بالمناطق الصناعية وتربط أماكن التصنيع والاستهلاك.. صور

طلائع الجيش يختتم معسكره المغلق اليوم في الإسماعيلية

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

الأمم المتحدة: نرفض تهجير الغزيين ومستعدون لإغاثة السكان حال توفر الممرات الآمنة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى