محمد أبو هرجة يكتب: ما بين الأبيض والأسود

زفاف - صورة أرشيفية
زفاف - صورة أرشيفية
هى قصة تتكرر كثيرا لشاب فى مقتبل حياته قرر أن يتزوج وعندما رأى الفتاة التى رشحها له الجميع وأعجب بها ودخلت قلبه كما يقولون من اول نظرة قرر الزواج منها. فأخيرا اتخذ هذا القرار الصعب وفرح جدا ليس للزواج فقط ولكن لاتخاذه القرار فقد عانى كثيرا من صعوبة اتخاذ القرار وبعد أن حسم أمره ووصل إلى المرمى تراجع عن تسجيل الهدف الذى كان يسعى اليه وسط خيبة امل كبيرة من الجميع وتلاسن البعض عليه بأنه ضعيف الشخصية ومتردد ولا يجب الاعتماد عليه وكلمات كان يسمعها دائما عند كل مرة وفجأة تراجع عن قراره ماذا حدث؟ لا يعلم ما هذه القوة الخارقة التى تمنعه دائما وتقف حاجزا بينه وبين كل ما هو رائع؟ ما هذا الشبح المخيف الذى يقف فى المسافة الفاصلة بينه وبين اتخاذ القرار؟ والإجابة أنه التردد المخيف.

عندما تجد نفسك فى هذه الحالة ولا تعرف لماذا وكيف فأنت صاحب شخصية مترددة. فالتردد هو الخوف من المستقبل هو ثقة مفقودة هو ماضى مؤلم ممتلئ بالعقد النفسية. قد يكون سببها التربية القاسية والعقاب المستمر على اتفه الغلطات وحدوث حالة من الانهزام النفسى الدائم الذى يتطور بمرور الوقت لتكبر هذه العقدة وتتطور إلى الإرهاب الاجتماعى والوسوسة والتوقع الدائم للفشل رغم المقدمات الجيدة فالتردد هو هذه القيود الحديدية التى يربط الشخص نفسه بها فتمنعه من اتخاذ اى قرار فتحد من حريته ودائما هو اسير هذه القيود التى تبعده عن مناطق المنافسة وتجعله قابعا داخل خندق من اليأس والإحباط.

فهو شخص هادئ جدا ومطمئن نفسيا وإنسان ملتزم ومنظم جدا ولكن عندما يجد نفسه فجأة أمام اختيار ما بين هذا وذاك بين الأبيض والأسود يفضل دائما الوجود فى منطقة الوسط الرمادية، التى يعشق الوجود فيها رغم انها تعتبر الأخطر والأسوأ ولكنه يفضل البقاء فيها عن الانحياز لأى طريق واضح.

فنحن نرى هذه الشخصية كثيرا وللأسف تفقد الكثير من الفرص وتفقد ايضا الخبرة لعدم قدرتها على خوض التجارب وكثيرا ما يمر الوقت والانتظار لا يفيد فلابد من علاج هذه الشخصية وله طرق كثيرة أهمها التقرب إلى الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن والإيمان بالقضاء والقدر ومنها ما يعتمد على العمل والقضاء على وقت الفراغ الذى من الممكن أن يقتل الانسان فالتفكير كثيرا فى أمر ما من الممكن أن يتطور ويأخذ أكثر من حجمه الطبيعى فالشيطان يجد فى الفراغ مادة خصبة للقضاء على الإنسان.

فقد يتردد شخص ما فيتحمل نتيجة تردده وقد يتردد الوالدين فيسببوا الكثير من المشاكل للأبناء وقد يتردد مدير فى إدارته فيسبب أزمات متتالية للجميع وقد تتردد أحزاب وجماعات فتسبب توتر فى المشهد السياسى.

فالعمل والاجتهاد هو افضل السبل للوصول للهدف وكثرة التفكير فى الهدف قد تؤدى إلى عرقلة الوصول له فالطالب الجامعى لابد أن يضع هدفه الاول التخرج من الجامعه قبل التفكير فى الماجستير أو الدكتوراه وأيضا الوصول لكأس العالم يبدأ من الاهتمام بقطاع الناشئين وجودة التأهيل وتطبيق الاحتراف بالكامل أولا. فنحن دائما نبدى آراءنا قبل أن نخوض التجربة اساسا وهذه مشكلة كبيرة جدا.

والحذر كل الحذر من العلاج الذى يضر اكثر مما ينفع فهناك من يحاول علاج التردد بالاندفاع والتهور بالعكس فالعلاج يكمن فى المشورة ومعرفة القدرات وتطبيق الواقعية فى الحكم على الامور وامتلاك ادوات التدخل فى الوقت المناسب من أجل حل سريع وواقعى. فلابد أن نبدأ بالطفل وان نعوده الاعتماد على نفسه فعندما نترك له الحرية فيختار طعامه وملابسه والرياضة التى يحب أن يلعبها دون أى ضغط فهذه الاختيارات البسيطة تعوده فى المستقبل على اتخاذ قرارات أخطر وفى توقيت مناسب. فلابد للوالدين الابتعاد عن أسلوب القهر والعنف والتسلط والغباء فى تربية الأبناء فالعقد النفسية الكبيرة لم تولد فجأة وإنما كانت صغيرة جدا وتطورت عبر سنوات من العذاب حتى أصبحت صعبة ومعقدة ومدمرة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عمرو جمال يخضع للتأهيل فى تدريبات حرس الحدود

حمادة عبد اللطيف: خوان ألفينا "حاوى" جديد فى الزمالك.. وفيريرا هادئ

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

جوتيريش: الوضع في غزة "جحيم مطلق" ومستويات الموت والدمار لم أشهدها من قبل

خالد على شقيق ويجز يقدم عددا من أغانيه بفقرته خلال حفل مهرجان العلمين.. صور


إعلام إسرائيلى: 3 انفجارات ضخمة تهز وسط إسرائيل

عصام عبد القادر يكتب عن استراتيجيات تفكيك الأوطان: الغزو المباشر.. الإرهاب الأسود.. غياب الديمقراطية المسئولة.. الانهيار الاقتصادى الممنهج.. الإعلام غير الهادف.. الفساد المؤسسي.. إضعاف منظومة القيم

مشهد بطولي.. عامل مزلقان ينقذ شابًا من دهس القطار فى بنى سويف.. فيديو

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

انطلاق تصوير مسلسل "ميد ترم" بطولة ياسمينا العبد وجلا هشام


اليوم الأسود للطيران..غدا ذكرى سقوط 3 طائرات ومصرع 194 شخصا..وغموض حول فاجنر

مان سيتى ضد توتنهام.. سجل سلبى يهدد السيتيزنز فى الدورى الإنجليزى

الأهلى ضد غزل المحلة.. موعد المباراة والقناة الناقلة فى الدوري المصري

اتحاد الكرة يفاوض السعودية والعراق وقطر لدورة ودية استعدادا لكأس العرب

موعد مباراة الزمالك القادمة فى الدوري أمام فاركو والقناة الناقلة

شاهد بوسترات مسلسل أزمة ثقة قبل عرضه على قناة ON الأحد المقبل

الحذاء الذهبي ينهي خصومة مكة وكيان محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

الداخلية تكشف سر الثقب الأسود: بداخله 20 شخصا بينهم 8 سيدات و 5 أطفال

حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

الحزن لا يفارق محمد الشناوى فى مران الأهلي.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى