بعد صدور تقرير يؤكد ذبح 23 ألف حمار بالفيوم خلال عامين.. المواطنون: أكلنا لحوم حمير طول سنتين ولن نثق فى أى لحوم مجهولة المصدر.. وأصحاب المطاعم: الزبائن ستهرب من محلاتنا ومحاسبة المسئولين أمر ضرورى

سيطرت حالة من الذعر على المواطنين بمحافظة الفيوم، بعد انفراد "اليوم السابع" بنشر أخطر تقرير أمنى ومعلوماتى صادر من جهاز رقابى فى الواقعة المعروفة إعلاميا بـ"مزرعة حمير الفيوم" .

التحريات أكدت ذبح 23 ألف حمار بالفيوم خلال عامين

كشف التقرير الذى تسلمته نيابة الأموال العامة العليا الاثنين الماضى، أن التحريات أكدت ذبح 23 ألف حمار بالفيوم، خلال عامين منها 8 آلاف بتصاريح صحيحة ومعلوم مصدر ذبحها ولحومها وجلدها و15 ألف حمار ذبح بصورة خفية ولم يتم التعرف على كيفية التصرف فى لحومها وجلودها .

وأكد المواطنون بمحافظة الفيوم أنهم يخشون أن يكون قد تم بيع هذه اللحوم بالمحافظة على أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمى، وأنهم قاموا بشرائها دون علمهم ولعدم قدرتهم على التفرقة بين لحوم الحمير ولحوم المواشى والعجول التى يتم بيعها .

موطن: أعداد الحمير المذبوحة أصابتنا بالذعر

وقال محمد عمر "مدرس": "التقرير الذى نشره اليوم السابع أصابنى بالفزع والخوف، حيث إن الكمية التى أثبت التقرير ذبحها وبيعها بطرق غير معروفة ليست قليلة، والتى بلغت 23 ألف حمار"، وتساءل أين ذهبت هذه اللحوم؟، هل تم بيعها على أنها لحوم صالحة؟ أم أننا تناولناها فى المطاعم الشهيرة من خلال وجبات جاهزة على مدار سنتين، مطالبا بمحاسبة المسئولين عن هذه الكارثة.

طالبة: نعتمد بشكل أساسى على الوجبات الجاهزة

وقالت لمياء إبراهيم "طالبة": "إننا كطلاب فى الجامعات نعتمد بصورة أساسية على الوجبات السريعة والتى تنتشر فى العديد من المحلات والمطاعم بجوار الجامعات ونحن كطلاب كل ما يهمنا هو الحصول على السندوتش، وبالتأكيد لا نتحقق من مصدر اللحوم، ولكن نتداول دائما النكات فيما بيننا".

صاحب مطعم: الكارثة ستؤثر بشكل سلبى علينا

وقال "مصطفى م" صاحب مطعم شهير بالفيوم، إن هذه الكارثة ستؤثر بالطبع بشكل سلبى على جميع المطاعم، و"رغم أننا نلتزم بأن تكون اللحوم صالحة، وتم ذبحها بطرق شرعية ومعروفة وحملات التموين تشرف بصفة دائمة على اللحوم التى نقدمها ولنا سمعة طيبة لدى زبائننا إلا أن هذا كله لن يشفع لنا كثيرا لدى المواطن، الذى علم أن هناك 15 ألف حمار تم ذبحها وتوريد لحومهم بطرق غير معلومة ودون أية رقابة، وهذا الأمر سيتسبب لأصحاب المطاعم فى خسائر فادحة خلال الفترة القادمة".

الطب البيطرى بالفيوم: دورنا انتهى منذ إحالة القضية إلى النيابة

ومن جانبه قال اللواء الدكتور محمد رجائى، مدير عام الطب البيطرى بمحافظة الفيوم، أن دور المديرية انتهى فى قضية مزرعة حمير الفيوم منذ إحالة القضية للنيابة، وقامت المديرية بمعاينة المزرعة وحصر عدد الحمير التى كانت موجودة بها وعدد الحمير التى عثر عليها مذبوحة ولحومها مخلية وجاهزة، وتم عمل مزاد علنى لبيع الحمير الحية التى كانت موجودة بالمزرعة.

وقال رجائى إنه لا يعلم شيئا عن التقرير الذى تسلمته نيابة الأموال العامة العليا، ولكنه أكد أنه فى رأيه الشخصى ووفقا لخبرته أنه حتى إن كانت هناك تصاريح لذبح 8 آلاف حمار عثر عليها صاحب المزرعة من حديقة الحيوان إلا أنه لن تكون هذه التصاريح بالذبح فى مكان المزرعة، حيث إن الذبح يتم فى الحديقة نفسها أو فى أماكن أخرى معروفة .

تموين الفيوم: نشن حملات على كل المطاعم

ومن جانبه أكد مصطفى القيسى وكيل مديرية التموين بالفيوم، أنه سواء كشفت التحقيقات قيام صاحب المزرعة ببيع لحوم الحمير للمواطنين أم لا، فإنه يؤكد أن هذه اللحوم لم يدخل منها "جرام واحد" لمحافظة الفيوم، وأكد أنه تم شن حملات تموينية كبيرة بكل مدن ومراكز المحافظة وعلى كل المطاعم وأماكن بيع اللحوم وقت اكتشاف المزرعة، وتبين عدم وجود أية لحوم غير صالحة داخل المحافظة.

بداية الواقعة

تعود الواقعة إلى 6 يونيو 2015 الماضى، حيث تمكنت حملة من مباحث التموين بالفيوم بالاشتراك مع مديرية التموين بالمحافظة من ضبط مزرعة ببطريق القاهرة / أسيوط الغربى بالقرب من جرزا وفى حدود مركز طامية يقوم صاحبها بتربية "الحمير" ويذبحها، ويقوم بتوزيعها على عدد من الجزارين على أنها لحوم صالحة للاستخدام الآدمى.

وتلقى مدير أمن الفيوم إخطارا من مباحث التموين، بأن الحملة تمكنت من ضبط مزرعة لتربية "الحمير" بطريق القاهرة / أسيوط الغربى لبيعها للمواطنين على أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمى، وتم ضبط 1500 حمار حى، وقرابة 30 حمارا مذبوحا بالمزرعة والتى توجد بطريق القاهرة أسيوط الغربى، وتم ضبط صاحب المزرعة و8 آخرين وتم التحقيق معهم وأخلى سبيلهم بكفالة بعد حبسهم وتجديد حبسهم ثلاث مرات .

وكان المتهمون قد أكدوا خلال التحقيقات أنهم يقومون بتربية الحمير وتقديم الأعلاف لها وتسمينها وتحضيرها للذبح، وبعد ذلك يتم ذبحها وإخلاء لحومها وتغليفها وتوريدها فى سيارات مبردة للسيرك لاستخدامها كطعام للأسود، والذى يتكلف إطعامها مبالغ طائلة وكميات كبيرة من اللحوم ولكنهم يقومون بتوريدها بسعر مناسب حتى يتوفر لهم ربح، خاصة أنهم ينفقون كثيرا على أعلاف الحمير والاهتمام بها وتربيتها.

ونفى المتهمون أنهم يقومون بتوريد هذه اللحوم إلى الجزارين أو أصحاب المطاعم أو ما تردد عن تغليف هذه اللحوم لبيعها.

موضوعات متعلقة:

- انفراد.. تفاصيل أخطر تقرير رقابى تسلمته نيابة الأموال العامة فى واقعة "حمير الفيوم": ذبح 23 ألفا فى عامين منها 15 ألفا غير معلوم أماكن توزيع لحومها.. وطبيبان بيطريان بالزراعة سهلا جريمة صاحب المزرعة